Monday, 23 December 2024 11:44 GMT



إغلاق ودمج مراكز صحية بإربد.. تجويد للخدمات أم زيادة معاناة؟

(MENAFN- Alghad Newspaper)
أحمد التميمي






إربد- في الوقت الذي تعتزم فيه وزارة الصحة، إغلاق ودمج عدد من المراكز الصحية الفرعية بإربد، بعد ثبوت عدم جدواها لاعتبارات تتعلق بتواضع خدماتها وعدم الحاجة إليها، اعتبر مواطنون أن ذلك سيزيد من معاناتهم، خصوصا كبار السن، بينما رأى آخرون أن الخطوة ضرورية كونها ستنعكس إيجابا على مستوى الخدمات.
وفيما تؤكد مديرية صحة إربد، أن هدف إغلاق ودمج تلك المراكز سيمكن الصحة من تجويد الخدمات المقدمة من خلال نقل المستفيدين منها لخدمات المراكز الصحية الشاملة ضمن نطاقات جغرافية قريبة، طالب مواطنون بالإبقاء على تلك المراكز ورفدها بالكوادر الصحية في ظل تزايد عدد السكان.
وقال مواطنون، إن المراكز الفرعية تقدم الخدمة الصحية لعدد كبير من النساء والأطفال وكبار السن، ودمجها وإغلاقها يرتب أعباء نفقات إضافية ومجهودا مضاعفا، علاوة على الوقت المتطلب للوصول.
وأكد نائب رئيس بلدية غرب إربد المهندس محمد أبو عين، أن إغلاق مركز صحي ناطفة المستأجر سيتسبب في معاناة المرضى، خصوصا كبار السن في ظل وجود المركز الصحي في منطقة نائية غير مخدومة بمواصلات.
وأشار إلى أن كبار السن يضطرون إلى مراجعة المركز الصحي القريب منهم بشكل دوري للحصول على أدويتهم الشهرية، لافتا إلى أن المركز الفرعي يتوفر فيه طبيب يومين بالأسبوع بالإضافة إلى صيدلاني وممرضة.
وبين أبو عين، أن المركز الصحي مضى على إنشائه عشرات السنين ويخدم ما يقارب 3 آلاف نسمة، وأن نقله إلى مركز صحي كفريوبا الشامل الذي يبعد ما يقارب 3 كيلومترات سيزيد من معاناة المرضى والمراجعين.
ووفق المختار سميح أبو دلو، فإن إغلاق مركز صحي صمد والزعترة سيزيد من معاناة المواطنين في ظل عدم قدرتهم على الانتقال إلى مركز صحي المزار الشمالي بسبب سوء المواصلات، الأمر الذي يتطلب تحسين الخدمات في المركز الصحي ورفده بالكوادر الصحية.
وأكد، أن إنشاء المركز الصحي الأولي جاء بعد مطالبات حثيثة ومراجعات عديدة للموافقة على إنشاء المركز، داعيا إلى ضرورة استملاك قطعة أرض من أجل إنشاء مركز صحي نموذجي بدلا من الحالي في ظل التزايد المستمر في عدد السكان.
ولفت أبو دلو، إلى أن دمج المركز الصحي سيزيد من معاناة المرضى في ظل الاكتظاظ الذي سيحصل في تلك المراكز، إضافة إلى طول مدة الانتظار في ظل الأنباء عن نية الوزارة دمج العديد من المراكز بالمركز الصحي الشامل.
بالمقابل، يرى مواطنون أن دمج المراكز الصحية الفرعية بالمراكز الصحية الشاملة سيجود الخدمة الصحية للمواطنين، خصوصاً أن تلك المراكز تعاني من تهالك في بنيتها التحتية ونقص في الكوادر الطبية والتمريضية والأدوية وغيرها.
وأشار المواطن محمد سلامة، إلى أن معظم المراكز الصحية الأولية مستأجرة ولا تتوفر فيها أدنى مقومات السلامة العامة وتعاني من الرطوبة، لافتاً إلى أن دمج المراكز مع بعضها وتمديد ساعات العمل بالمراكز الصحية الشاملة سيؤدي إلى تحسين الخدمة الصحية.
ولفت إلى أن معظم المراكز الأولية لا يتوفر فيها طبيب عام إلا يومين في الأسبوع، فالمريض يضطر للانتظار إلى حين دوام الطبيب للحصول على العلاج، فيما المراكز الصحية الشاملة يتواجد فيها أكثر من طبيب على مدار الأسبوع.
وأكد سلامة، أن المريض في المركز الصحي الفرعي يضطر إلى مراجعة المركز الصحي الشامل في حال عدم توفر الطبيب، إضافة إلى أن المركز الصحي الشامل يتوفر فيه أطباء اختصاص وفحوصات مخبرية.
بدوره، قال مدير صحة إربد الدكتور شادي بني هاني، إن الوزارة لديها خطة بدمج 20 مركزا فرعيا في مراكز صحية شاملة لا تبعد عن بعضها 3 كيلو مترات، مؤكداً أن تلك المراكز لا توفر خدمات الرعاية الصحية بالشكل المطلوب.
وأكد، أن تلك المراكز لا يراجعها إلا عدد قليل من المرضى لا يتجاوز عدد مراجعيها في الأسبوع 10 أشخاص، وبالتالي فإن تلك المراكز تستنزف إمكانيات الوزارة من ناحية الإشراف عليها وصيانتها وخصوصاً وأن كثيراً منها متهالك.
وأوضح بني هاني، أن الصيانة باتت لا تجدي في تلك المراكز المستأجرة، ومعظمها يتواجد في الطابق الثاني وعبارة عن شقق سكنية غير مهيأة أن تكون مراكز صحية ومعظمها متهالك، إضافة إلى أن تلك المراكز لا يخدمها الطبيب العام إلا مرتين بالأسبوع.
كما أوضح، أن دمج بعض المراكز الصحية مع بعضها سيوفر خدمة طبية أفضل، خصوصاً في ظل وجود نقص في عدد الأطباء واضطرار الطبيب إلى التنقل بين أكثر من مركز بواقع 3 ساعات يومياً من أجل معالجة المرضى.
وأضاف بني هاني، أن خطة الوزارة تحويل المراكز الصحية الشاملة للعمل على مدار الساعة ونقل الكوادر الصحية والتمريضية إليها، بحيث تكون مراكز صحية نموذجية ولضمان خدمة صحية أفضل للمواطنين يتوفر فيها جميع الاختصاصات الطبية والفحوصات المخبرية.
وأكد، أن تحويل بعض المراكز الصحية الشاملة للعمل على مدار الساعة سيخفف الضغط على أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية في المستشفيات، وسيخفف الوقت والجهد والمال على المواطنين.
وردا على شكاوى المواطنين فيما يتعلق بالعلاجات الشهرية لكبار السن، أكد بني هاني أن المصابين بأمراض مزمنة يجب عليهم كل 3 شهور مراجعة المراكز الصحية الشاملة للحصول على تحاليل، لأن ذلك غير متوفر في المراكز الأولية.
وكشف بني هاني عن وجود 64 مركزاً صحياً فرعياً وأولياً في المحافظة مبانيها مستأجرة من أصل 111 مركزاً صحياً وبنسبة 70 %.
وأشار إلى أن عدد المراكز الشاملة تبلغ 13 مركزاً، والأولية 75 مركزاً، والفرعية 22، وهناك 3 مراكز في دوائر ترخيص المركبات والسائقين (الشونة الشمالية، كفريوبا، والصريح) بالإضافة إلى وجود مركزي أمومة وطفولة في البارحة والشونة الشمالية.
وأقر بني هاني بوجود عشوائية في توزيع المراكز الصحية في المحافظة، مؤكداً أن جميع المراكز الفرعية في المحافظة يجب إعادة دراستها من جديد بالتعاون مع الأهالي في المناطق ودمج بعضها في ظل عدم وجود إقبال عليها من قبل المرضى.
وأشار إلى أن هناك بعض المراكز الصحية في المحافظة لا يراجعها سوى 20 مريضاً شهرياً، فيما بعض المراكز الأولية يراجعها أكثر من 200 مراجع يومياً، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في توزيع المراكز الصحية ودمج بعضها وتحويلها إلى شاملة مع الأخذ بعين الاعتبار أن يكون دوام تلك المراكز 24 ساعة.
ولفت إلى أن بعض المراكز الصحية الأولية مثل الرازي والبارحة وحي التركمان والضاحية تشهد ضغطاً كبيراً بالمراجعين، حيث يضطر الطبيب إلى مشاهدة أكثر من 100 مريض يومياً، وجميع تلك المراكز مستأجرة وبحاجة إلى بناء جديد.
وأكد بني هاني، أن هناك بعض المراكز الصحية التي تم إنشاؤها مؤخراً تحتاج إلى كادر طبي، وهناك غرف كثيرة في تلك المراكز لغاية الآن غير مشغولة بسبب عدم وجود ضغط على المركز ونقص في الأطباء.
وعن قيام بعض المراكز الصحية بالإغلاق قبل انتهاء الدوام الرسمي، أكد بني هاني أن هناك جولات رقابية شبه يومية على المراكز للتأكد من التزام موظفيها بالدوام، داعياً المواطنين إلى تقديم الشكاوى بحق أي مركز صحي يغلق مبكراً.
ودعا بني هاني المواطنين إلى عدم الذهاب مبكراً إلى المراكز الصحية التي تعاني اكتظاظاً بالمراجعين وأن يتم توزيع الوقت على ساعات الدوام، مؤكداً أن هناك بعض المراكز وبعد ساعات الظهيرة تكون شبه فارغة من المراجعين عكس ساعات الصباح التي تكون مكتظة بالمراجعين.
وأشار إلى أن هناك بعض الأطباء العامين يغطون أكثر من مركز صحي بواقع 3 ساعات يومياً، وهناك بعض المراكز تغطى بواقع 3 أيام في الأسبوع.
وتعتمد وزارة الصحة معايير خاصة لإنشاء المراكز الصحية والخدمات التابعة لها بحيث يتم إنشاء مركز صحي فرعي لكل تجمع سكاني يبلغ 2500 نسمة، ومركز صحي أولي لكل تجمع سكاني يبلغ 3500 نسمة، ومركز صحي أولي مع أمومة وطفولة إلى تجمع سكاني يبلغ 5000 نسمة، ومركز صحي أولي وأمومة وطفولة وعيادة أسنان إلى تجمع سكاني يزيد على 6000 نسمة.

MENAFN22122024000072011014ID1109022242


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.