(
MENAFN) رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو يركز حالياً أكثر من أي وقت مضى على تشكيل صورته العامة, تحكمه الدقيق في كيفية رؤيته، من خلال صور فوتوغرافية معدة بعناية إلى اختيارات ملابسه الخاصة، أصبح علامة بارزة في أسلوب قيادته, أصبحت هوس نتنياهو بالحفاظ على صورة معينة سبباً في ظهوره كمدعى عليه في ثلاث قضايا فساد, ظهوراته العامة مخطط لها بعناية، من رباط عنقه الأزرق في المحكمة إلى رباط العنق الأحمر في اجتماعاته مع السياسيين الجمهوريين الأمريكيين، ومعطف "يونيكلو" في زياراته العسكرية, وفي الأسابيع الأخيرة، وجد نتنياهو أخيراً صورة النصر التي كان يبحث عنها منذ هجوم السابع من أكتوبر, زيارته لجبل الشيخ في سوريا، حيث رفع العلم الإسرائيلي، كانت لحظة رمزية للانتصار, الهزيمة الكبيرة التي ألحقها حماس بإسرائيل في الخريف الماضي تم استبدالها بسردية نجاح عسكري إسرائيلي، مشابهة لهوس حرب الأيام الستة, ليس فقط أن إسرائيل هزمت حماس وحزب الله وسوريا، ولكنها أيضاً احتلت أراضٍ جديدة في الجولان، مع خسائر قليلة، وفي الوقت نفسه تجنبت ردود الفعل الدولية.
كما استمر التصوير المعد بعناية مع زيارة نتنياهو لجبل الشيخ، حيث ارتدى سترة واقية من الرصاص وأعلن أن المنطقة ستظل تحت السيطرة الإسرائيلية "إلى الأبد" ما لم يتم التوصل إلى تسوية أخرى, لكن زيارته لهضبة الجولان لم تكن بنفس تأثير ظهورته في جبل الشيخ، الذي أصبح الآن تحت السيطرة الإسرائيلية, وتتناقض هذه الظهور المتزايد في شمال إسرائيل مع تجنب نتنياهو لزيارة بعض الأماكن، مثل كيبوتس نير عوز، الذي تم التخلي عنه خلال هجوم السابع من أكتوبر, لا يزال العديد من سكانه محتجزين في غزة أو قد قُتلوا، والمجتمع لا يزال يكافح من أجل إعادة بناء حياته, زيارة مثل هذا المكان قد تذكر الجمهور بدور نتنياهو في الكارثة وفشله في معالجتها.
كذلك امتد نهج نتنياهو أيضاً إلى مسؤولي الأمن، الذين يفضلون التقاط الصور في أماكن مثل جبل الشيخ لتحويل الانتباه عن كارثة السابع من أكتوبر, رغم جهودهم في تسليط الضوء على انتصارات إسرائيل، إلا أن الإخفاقات الأوسع في معالجة الهجوم ونتائجه لا تزال تشكل نقطة خلاف, ويتماشى احتلال جبل الشيخ مع هوس إسرائيل الطويل بجارتها الشمالية، سوريا، وجهودها للحفاظ على الاستقرار في المنطقة, تاريخ إسرائيل العسكري مع سوريا مليء بالاشتباكات، من معركة الدبابات في كيبوتس دغانيا في عام 1948، إلى حرب جبل الشيخ في عام 1973، ومن ثم الهجمات على المنشآت النووية السورية, حاول نتنياهو، مثل أسلافه، التفاوض على السلام مع سوريا، رغم أن الطرفين فشلا في التوصل إلى اتفاق دائم بسبب العقبات السياسية والأولويات المختلفة, والآن، يستمتع نتنياهو برمز الاحتلال على قمة جبل الشيخ، مروجاً لنفسه كقائد منتصر, سيتم تداول صور له وهو يسير على قمة الجبل، مما يصوره كالمحارب الذي ضمن السيطرة الإسرائيلية على المنطقة, يبقى أن نرى ما إذا كان هذا العرض العام سيمكنه من صرف الانتباه عن إخفاقاته السياسية والأمنية.
MENAFN19122024000045015687ID1109010425
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.