(
MENAFN) مع تقدم الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية بعد سقوط نظام الأسد، تسارعت الحركات الاستيطانية الإسرائيلية في خططها للتوسع في الأراضي الجديدة، وخاصة في جنوب لبنان وسوريا, في غضون ساعات من سقوط النظام، كانت القوات الإسرائيلية قد استولت بالفعل على جبل الشيخ (جبل حرمون) والمنطقة العازلة بين سوريا وهضبة الجولان المحتلة، وهي منطقة كانت منزوعة السلاح لأكثر من نصف قرن, وتزامن هذا التحول العسكري مع تصعيد من مجموعات الاستيطان مثل "أوري تسافون"، وهي منظمة حديثة تأسست للترويج للاستيطان الإسرائيلي في جنوب لبنان, عبر أعضاء المنظمة عن نيتهم في احتلال أراضٍ في سوريا، وأبدوا استعجالًا في تحركاتهم, كتب أحد الأعضاء في المجموعة على "واتساب": "يجب علينا أن نغزو وندمر بقدر ما نستطيع، وبسرعة ممكنة", بينما ناقش آخرون إمكانية الاستثمار في العقارات في سوريا في إطار القوانين الجديدة التي تم تبنيها مؤخرًا، معتبرين أن هذه فرصة لبناء مستوطنات هناك, وتمت مناقشة مناطق محتملة للاستيطان، بما في ذلك أجزاء من سوريا التي أصبحت تحت السيطرة الإسرائيلية.
وبالمثل، عبّرت حركة "النحلة" التي تقودها دانييلا وايس، والتي كانت تدافع عن الاستيطان اليهودي في غزة، عن نفس المشاعر، قائلة إن الاستيطان هو الحل الوحيد لأمن إسرائيل واستقرارها, في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أيدت وايس الاستيطان اليهودي في هضبة الجولان ومنطقة جبل حرمون، بل وفي لبنان، معتبرة أن هذه المناطق جزء من "الحدود التوراتية" لإسرائيل, وأرفقت المنشور بخريطة مقترحة للتوسع الإقليمي الذي يمتد عبر سوريا والعراق, وحركة النحلة قد حددت بالفعل مواقع جديدة للمستوطنات في غزة، وتزعم أن أكثر من 700 عائلة إسرائيلية أعلنت التزامها بالانتقال إليها عندما تتاح الفرصة, وقد زارت دانييلا وايس غزة برفقة حماية عسكرية لاستكشاف المواقع المحتملة, كما أن الخطاب التوسعي لهذه المجموعات وصل إلى لبنان، حيث عبر في ديسمبر، آموس أزاريا، مؤسس "أوري تسافون"، إلى الحدود اللبنانية الجنوبية مع عدة عائلات، وغرسوا أشجار الأرز تكريماً لجندي إسرائيلي سقط في لبنان قبل شهرين, ورغم أن الجيش الإسرائيلي تدخل بعد ساعات وأجبرهم على العودة، إلا أن هذه الأعمال تُظهر الضغط المستمر من قبل الحركات الاستيطانية في المناطق المتنازع عليها.
حيث انه في تصريحات سابقة، مثلما كان الحال في مؤتمر عبر "زووم" في يونيو، كان أعضاء المجموعة يناقشون المطالبات الإقليمية في سوريا, حيث قال الدكتور حاجي بن-أرتزي، صهر بنيامين نتنياهو وأحد أعضاء المجموعة، إن حدود إسرائيل يجب أن تكون تلك التي وعد بها الشعب اليهودي في العصور التوراتية، مضيفًا "لا نريد حتى مترًا واحدًا بعد الفرات, نحن متواضعون, (لكن) ما وعدنا به يجب أن نغزو ونحتله", وقد أشار أزاريا في مقابلة إلى الرغبة في الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي السورية، مُصورًا الصراع كمعركة طويلة الأمد ضد خصوم إقليميين مثل حماس, ومع استمرار حالة عدم الاستقرار في سوريا، تستفيد هذه الحركات الاستيطانية من التحولات الجيوسياسية، وتدفع باتجاه المطالبة بالأراضي في كل من لبنان وسوريا، بينما تبقى ردود الفعل الدولية غالبًا ضعيفة, وتظهر دعواتهم للتحرك الفوري إيمانهم بأن سقوط نظام الأسد قد فتح نافذة فريدة للتوسع الإقليمي قد لا تكون متاحة لفترة طويلة.
MENAFN16122024000045015687ID1108996054
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.