(
MENAFN) فاجأ سقوط الرئيس السوري بشار الأسد كل من الحكومة الأمريكية والمراقبين الدوليين، مع ردود فعل متباينة من المسؤولين الأمريكيين, جاء هذا التطور غير المتوقع بعد سنوات من الجهود الأمريكية لعزل الأسد من خلال العقوبات والضغوط السياسية، وكان الضربة الأخيرة من قبل جماعة "هيئة تحرير الشام (آيتش تي اس)" التي تُدرجها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية, ويُعرض قائد "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، المعروف الآن باسم أحمد الشراعا، مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه, وفي مقابل المفاجأة، شدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد
ترامب على أن سوريا ليست معركة للولايات المتحدة وأنه لا ينبغي لها التدخل فيها، مما يعكس أسلوبه المستقل في إدارة الأزمات, يستعرض تقرير واشنطن، وهو ثمرة التعاون بين الشرق الأوسط والشرق، كيفية تعامل إدارة بايدن مع الواقع الجديد في سوريا، بما في ذلك احتمال إزالة "هيئة تحرير الشام" من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، فضلاً عن مشاركة الولايات المتحدة العسكرية المستقبلية في سوريا.
كما عبر العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين، مثل السفير الأمريكي في سوريا والإمارات العربية المتحدة، ثيودور قطف، عن صدمتهم من سرعة انهيار الأسد, وأرجع قطف هذا السقوط إلى ضعف الأسد ونقص ولاء قواته العسكرية, وصف ويليام روبوك، السفير الأمريكي السابق في البحرين، سقوط الأسد بأنه "تحول صادم"، مشيرًا إلى أن رفع الدعم الإيراني والروسي عن الأسد تركه "مكشوفًا وضعيفًا", وذكر الكولونيل أنتوني شافير، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية، أن السبب في تسارع الأحداث كان تحييد العنصرين الرئيسيين في دفاع الأسد، حزب الله وروسيا، مما أدى إلى "جيش ضعيف وغير فعال انهار بسرعة كبيرة", كما أشار إلى دور تركيا، وتحديدًا رئيسها رجب طيب أردوغان، الذي "رأى فرصة مع فقدان الدعم الروسي وتراجع قوة حزب الله لاستعادة تأثير تركيا", حيث مصير القوات الديمقراطية السورية(اس دي اف) وحلفاء الأكراد للولايات المتحدة يشكل مصدر قلق متزايد، خاصة مع الحديث عن انسحاب محتمل للقوات الأمريكية من شمال شرق سوريا, عبّر قطف وروبوك عن قلقهم بشأن التخلي عن حلفاء الأكراد مرة أخرى, إن زيادة تأثير تركيا في سوريا، المدفوع بمخاوفها من القوة الكردية وعودة اللاجئين، تشكل تحديًا خطيرًا لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة, إضافة إلى ذلك، فإن العلاقة المعقدة بين الولايات المتحدة وتركيا تزيد من عدم اليقين بشأن مستقبل القوات الكردية ودورها في مكافحة داعش, ومع تطور الوضع، تواجه الولايات المتحدة قرارات صعبة بشأن وجودها العسكري وشراكاتها في سوريا، خاصة مع احتمالية أن يعيد الرئيس المنتخب ترامب تقييم الاستراتيجية الأمريكية وتكاليف القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة.
MENAFN15122024000045015687ID1108994064
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.