Sunday, 24 November 2024 03:06 GMT



32 قتيلا في أعمال عنف طائفية في باكستان

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) الأحد ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤ - 02:00

‭ ‬بيشاور‭ - (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬قتل‭ ‬32‭ ‬شخصا‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬عنف‭ ‬طائفية‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬غرب‭ ‬باكستان،‭ ‬وفق‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مسؤول‭ ‬محلي‭ ‬وكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬أمس‭ ‬السبت،‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬استهدفت‭ ‬أفرادا‭ ‬من‭ ‬الطائفة‭ ‬الشيعية‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬43‭ ‬شخصا‭. ‬ومنذ‭ ‬الصيف،‭ ‬خلفت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬كورام‭ ‬الواقع‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬خيبر‭ ‬بختونخوا‭ ‬على‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬أفغانستان‭ ‬حوالي‭ ‬150‭ ‬قتيلا‭. ‬

وتتكرّر‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬الناجمة‭ ‬عن‭ ‬نزاعات‭ ‬قبلية‭ ‬ودينية‭ ‬ونزاعات‭ ‬على‭ ‬الأراضي،‭ ‬في‭ ‬باكستان‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬الأقلية‭ ‬الشيعية‭ ‬إنها‭ ‬ضحية‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬للتمييز‭ ‬والهجمات،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬في‭ ‬كورام‭. ‬ويوم‭ ‬الخميس،‭ ‬أطلق‭ ‬نحو‭ ‬عشرة‭ ‬مهاجمين‭ ‬النار‭ ‬على‭ ‬قافلتين‭ ‬تقلان‭ ‬عشرات‭ ‬العائلات‭ ‬الشيعية‭ ‬بمواكبة‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الجبلية‭. ‬وقتل‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬43‭ ‬شخصا‭ ‬ولا‭ ‬يزال‭ ‬‮«‬11‭ ‬مصابا‮»‬‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬‮«‬حرجة‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬السلطات‭. ‬

ومساء‭ ‬الجمعة،‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬طويل‭ ‬شيع‭ ‬خلاله‭ ‬الضحايا‭ ‬وساده‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬كورام‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬مسيرات‭ ‬للشيعة‭ ‬نددت‭ ‬بـ«حمام‭ ‬دماء‮»‬،‭ ‬قال‭ ‬ضابط‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الشرطة‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬تدهور‮»‬‭. ‬وأضاف‭: ‬‮«‬هاجم‭ ‬شيعة‭ ‬غاضبون‭ ‬مساء‭ ‬سوق‭ ‬باغان‭ ‬المحسوب‭ ‬خصوصا‭ ‬على‭ ‬السنة‮»‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ ‬‮«‬المهاجمين‭ ‬المزودين‭ ‬بأسلحة‭ ‬خفيفة‭ ‬ورشاشة‭ ‬وقذائف‭ ‬هاون‭ ‬أطلقوا‭ ‬النار‮»‬‭ ‬طوال‭ ‬ثلاث‭ ‬ساعات‭ ‬و«قام‭ ‬سنّة‭ ‬بالرد‮»‬‭ ‬عليهم‭. ‬

وتحدث‭ ‬ريحان‭ ‬محمد،‭ ‬وهو‭ ‬صحفي‭ ‬يبلغ‭ ‬33‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬باغان‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬عن‭ ‬ليلة‭ ‬مرعبة‭ ‬بدأت‭ ‬بإطلاق‭ ‬النار‭. ‬وقال‭: ‬‮«‬فهمت‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬ردا‭ ‬انتقاميا‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬الخميس،‭ ‬فأخذت‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتي‭ ‬فورا‭ ‬إلى‭ ‬الجبل‭ ‬سيرا،‭ ‬رغم‭ ‬البرد‭ ‬القارس‮»‬‭. ‬وشاهدوا‭ ‬من‭ ‬بعيد‭ ‬‮«‬المنازل‭ ‬تحترق،‭ ‬كان‭ ‬منظرا‭ ‬مرعبا‮»‬‭ ‬وأضاف‭: ‬‮«‬اشتعلت‭ ‬النيران‭ ‬في‭ ‬القرية‭ ‬بأكملها‮»‬‭. ‬وتابع‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬لاحق‭ ‬‮«‬صاح‭ ‬أحدهم‭ ‬أن‭ ‬المهاجمين‭ ‬غادروا،‭ ‬فعدت‭ ‬إلى‭ ‬منزلي‭ ‬ولم‭ ‬أجد‭ ‬سوى‭ ‬كومة‭ ‬من‭ ‬الركام‭ ‬والرماد‮»‬‭.
‬من‭ ‬جهته،‭ ‬قال‭ ‬مسؤول‭ ‬محلي‭ ‬لم‭ ‬يشأ‭ ‬كشف‭ ‬هويته‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬إن‭ ‬‮«‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬بين‭ ‬المجموعتين‭ ‬الشيعية‭ ‬والسنية‭ ‬تواصلت‭ (‬السبت‭) ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬مختلفة،‭ ‬وسجل‭ ‬مقتل‭ ‬32‭ ‬شخصا‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬حصيلة‭ ‬هم‭ ‬14‭ ‬من‭ ‬السنة‭ ‬و18‭ ‬من‭ ‬الشيعة‮»‬‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬317‭ ‬متجرا‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬200‭ ‬منزل‮»‬‭ ‬دمّرت‭. ‬وتابع‭ ‬أنه‭ ‬منذ‭ ‬صباح‭ ‬السبت‭ ‬‮«‬فرّت‭ ‬حوالي‭ ‬300‭ ‬عائلة‭ ‬إلى‭ ‬هانغو‭ ‬وبيشاور‮»‬‭ ‬عاصمة‭ ‬الإقليم،‭ ‬فيما‭ ‬‮«‬تستعد‭ ‬عائلات‭ ‬أخرى‭ ‬للمغادرة‭ ‬طلبا‭ ‬للأمان‮»‬‭. ‬

وذكر‭ ‬مسؤول‭ ‬محلي‭ ‬آخر‭ ‬هو‭ ‬جواد‭ ‬الله‭ ‬محسود‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬أن‭ ‬‮«‬مئات‭ ‬المتاجر‭ ‬والمنازل‭ ‬تم‭ ‬إحراقها‮»‬‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬سوق‭ ‬باغان،‭ ‬لافتا‭ ‬الى‭ ‬‮«‬بذل‭ ‬جهود‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إعادة‭ ‬الهدوء،‭ ‬وتم‭ ‬نشر‭ ‬قوات‭ ‬أمنية‭ ‬والتأمت‭ ‬مجالس‭ ‬قبلية‭ (‬جيرغا‭)‬‮»‬‭. ‬لكنّ‭ ‬مسؤولا‭ ‬آخر‭ ‬قال‭: ‬‮«‬ليس‭ ‬لدينا‭ ‬عدد‭ ‬كافٍ‭ ‬من‭ ‬عناصر‭ ‬الشرطة‭ ‬والطواقم‭ ‬الإدارية‮»‬‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬حيث‭ ‬تكافح‭ ‬الحكومة‭ ‬الفدرالية‭ ‬وحتى‭ ‬الحكومة‭ ‬الإقليمية‭ ‬المتمركزة‭ ‬في‭ ‬بيشاور‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬موطئ‭ ‬قدم‭ ‬فيها‭. ‬وأضاف‭ ‬هذا‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬طلب‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬اسمه‭: ‬‮«‬أبلغنا‭ ‬الحكومة‭ ‬الإقليمية‭ ‬بأن‭ ‬الوضع‭ ‬حرج،‭ ‬وبأن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬قوات‭ ‬إضافية‭ ‬بشكل‭ ‬عاجل‮»‬‭. ‬

ومحور‭ ‬النزاعات‭ ‬بين‭ ‬القبائل‭ ‬ذات‭ ‬المعتقدات‭ ‬المختلفة‭ ‬هو‭ ‬مسألة‭ ‬الأراضي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬حيث‭ ‬تتقدم‭ ‬قواعد‭ ‬الشرف‭ ‬القبلية‭ ‬غالبا‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الذي‭ ‬تسعى‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬الى‭ ‬إرسائه‭. ‬ويوم‭ ‬الجمعة،‭ ‬تظاهر‭ ‬آلاف‭ ‬المسلمين‭ ‬الشيعة‭ ‬احتجاجا‭ ‬على‭ ‬العنف‭ ‬الطائفي،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬باراشينار،‭ ‬المدينة‭ ‬الرئيسية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ومنذ‭ ‬يوليو،‭ ‬خلفت‭ ‬أعمال‭ ‬العنف‭ ‬بين‭ ‬القبائل‭ ‬الشيعية‭ ‬والسنية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المنطقة‭ ‬الجبلية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬قتيلا،‭ ‬بحسب‭ ‬اللجنة‭ ‬الباكستانية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وهي‭ ‬منظمة‭ ‬غير‭ ‬حكومية‭ ‬مدافعة‭ ‬عن‭ ‬الحريات‭ ‬في‭ ‬البلاد‭. ‬وتعتبر‭ ‬اللجنة‭ ‬أن‭ ‬‮«‬تكرار‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الحكومات‭ ‬الفدرالية‭ ‬والإقليمية‭ ‬فشلت‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬أمن‭ ‬المواطنين‮»‬‭ ‬وفي‭ ‬‮«‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬الأسلحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‮»‬‭. ‬

MENAFN23112024000055011008ID1108918789


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية