Sunday, 24 November 2024 03:58 GMT



مهرجان الزعفران في المفرق.. قفزة نوعية بالقطاع الزراعي نحو المنتج الثمين

(MENAFN- Alghad Newspaper)
دعاء الزيود






المفرق - يشكل مهرجان الزعفران الأردني الأول والمنتجات الريفية في محافظة المفرق الذي افتتح قبل يومين، نقلة نوعية في القطاع الزراعي، حيث يعد الزعفران منتجا حديثا في المملكة ويتم استيراده بملايين الدنانير، كونه من أثمن المحاصيل في العالم.
ووفق مدير مزرعة الزعفران في منطقة دحل بالمفرق، عادل صبح، "فإن الزعفران ليس محصولا عاديا، بل هو استثمار اقتصادي طويل الأمد".
وأضاف، "إن سعر الغرام الواحد من الزعفران يتراوح بين 8 إلى 10 دنانير، والبصلة الواحدة يمكن أن تتكاثر إلى 20 بصلة خلال خمس سنوات، مما يحقق عوائد اقتصادية ضخمة".
كما أكد صبح، "أن القطاع لا يقتصر على الزراعة فحسب، بل يتوسع ليشمل تصنيع منتجات جديدة مثل المكملات الغذائية والكريمات ومستحضرات التجميل، ما يفتح المجال أمام الصناعة الأردنية لاستغلال الزعفران في مجموعة من المنتجات ذات القيمة المضافة، الأمر الذي من شأنه أن يعزز من مكانته في الأسواق المحلية والعالمية".
وأشار إلى "أنه بالتعاون مع مؤسسة الغذاء والدواء وأحد مصانع الأدوية، تم إضافة قيمة مضافة للزعفران من خلال تصنيع كبسولات لوقف تدهور شبكة العين، معالجة القولون العصبي، كمضاد للاكتئاب، بالإضافة إلى إنتاج العديد من الكريمات".
وفي الأردن 8 مزارعين فقط متخصصين في زراعة الزعفران، إلا أنه أصبح اليوم محط أنظار الحكومة والمزارعين على حد سواء، حيث يسعى المشروع إلى وضع الأردن على خارطة الدول المنتجة لهذا المنتج الفريد، وزيادة صادراته في الأسواق المحلية والعالمية، وكذلك رفع عدد المزارعين إلى 50 مزارعا بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من هذا المنتج ذي القيمة العالية وتوطينه في المملكة.
كما أن مشروع الزعفران لا يقتصر على كونه مجرد خطوة نحو التوسع في زراعة محاصيل جديدة في الأردن، بل يشكل جزءا من إستراتيجية طويلة الأمد تهدف إلى تحفيز الاقتصاد الوطني عبر تنويع الإنتاج الزراعي والحد من الاعتماد على المحاصيل التقليدية.
ويتطلع المشروع أيضا إلى أن زيادة الاستثمار برأس مال البشري، من خلال تمكين المزارعين وتعزيز مساهمة المرأة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تؤكد وفاء العظمات، إحدى العاملات في المشروع، "أن الزعفران غيّر حياتها بشكل جذري"، موضحة، "كان هذا المشروع طوق نجاة لي ولأسرتي، فبالرغم من كوني المعيلة الوحيدة لهم، وفر لي هذا العمل دخلا مستداما، وساعدني على تحقيق الاستقلال المالي".
ووفق عاملات أخريات، "فإن هذا المشروع منحهن الفرصة ليس فقط للعمل، ولكن أيضا للمساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي ودعم أسرهن في وقت واحد"، بينما تُظهر التجربة الناجحة لهن، أن مشروع الزعفران يمكن أن يكون نموذجا مبتكرا لتمكين النساء في المجتمعات الريفية وتحفيز مشاركتهن الفعّالة في المشاريع الاقتصادية ذات القيمة العالية.
وتقول نهى الزغول، إحدى المشاركات في المهرجان من محافظة عجلون، "إن الفعاليات والورش التي أقيمت على هامش المهرجان عززت من التفاعل المجتمعي، ما أسهم في تبادل الخبرات وتعزيز الروابط بين النساء في مختلف المناطق".
ومن وجهة نظر رئيسة شعبة التنمية الريفية وتمكين المرأة، المهندسة كاتلينا الحراحشة، "فإن المهرجان الأول للزعفران يعكس التزامنا بتطوير الزراعة البديلة وتمكين المرأة الريفية. من خلال هذا المشروع، نعمل على تعزيز دور المرأة في المجتمع وتنمية المناطق الريفية عبر تقديم فرص عمل مستدامة، ما يسهم في تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي في هذه المناطق".
وفي كلمته خلال افتتاح المهرجان، أكد وزير الزراعة، خالد الحنيفات، "أن الزعفران هو منتج زراعي جديد في المملكة، إلا أن له من الإمكانيات ما يجعله محط أنظار العالم في الفترة المقبلة. نحن نعمل على زيادة زراعة الزعفران في الأردن، وهو ما سيضيف قيمة مضافة لاقتصادنا الوطني ويعزز الاستقلالية الزراعية".
وأضاف، "المشروع ليس مجرد زراعة عابرة، بل هو إستراتيجية تتواكب مع توجهات وزارة الزراعة لتخفيض حجم المستوردات وتعزيز الإنتاج المحلي، ونقوم حاليًا بزراعة الزعفران في منطقة دحل، حيث بدأنا بتوسيع المساحات المزروعة والبالغ عدد المزارعين فيها نحو خمسين مزارعا، الأمر الذي يفتح آفاقا جديدة في مجال الزراعة غير التقليدية ذات العوائد الاقتصادية العالية".
كما أكد الحنيفات، "أن رئيس الوزراء وجه خلال زيارته لمشتل فيصل بدعم الشباب وتدريبهم من خلال الإقراض منخفض أو عديم الفائدة"، مشيرا إلى "أنه تم اتخاذ قرار خلال اجتماع مجلس إدارة الإقراض الزراعي، بتوفير قروض بدون فائدة بقيمة 16 مليون دينار للعام المقبل، بالإضافة إلى تحصيلات وصلت إلى 64 مليون دينار في سابقة تحصيل كبيرة، حيث لم تتجاوز المشاريع المحولة للمتابعة القانونية عن 2 بالمائة ما يدل على جدوى الاستثمار في القطاع الزراعي".
وبين الحنيفات، "أننا نعمل على تصنيع السكر من خلال الشراكة مع القطاع الخاص"، فيما شارك الوزير في قطاف الزعفران من الحقل واطلع على معرض الزعفران ومنتجاته من صابون ومواد تجميلية.
وفي إطار الخطط المستقبلية الطموحة، أوضح الحنيفات أن الوزارة تستهدف توفير 500 مليون دينار على مدار الأعوام الأربعة المقبلة من خلال تخفيض الاستيراد وتعزيز الصادرات الزراعية.
وأوضح، أن مستوردات المملكة انخفضت خلال العام الماضي بمقدار 443 مليون دينار، بينما ارتفعت الصادرات بمقدار 158 مليون دينار، معربا عن أمله في أن يصل الأردن مع بداية عام 2024 وحتى نهاية عام 2028 إلى تقليص المستوردات بقيمة 500 مليون دينار.
وأضاف الوزير أن هذه الخطط ستسهم في تعزيز الاقتصاد الوطني، من خلال خلق توازن تجاري إيجابي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المنتجات الزراعية، خاصة في المحاصيل ذات العوائد العالية مثل الزعفران.
ويشكل هذا التوجه خطوة حاسمة نحو تحقيق التنمية الزراعية المستدامة، من خلال خلق فرص عمل جديدة وتحقيق عوائد اقتصادية مباشرة للمزارعين، لا سيما في المناطق الريفية التي كانت تعاني من محدودية فرص العمل.
من جهته، يؤكد محافظ المفرق فراس أبو الغنم، أن هذا المشروع لا يعد مجرد مشروع زراعي فحسب، بل هو داعم أساسي للتنمية المجتمعية، مشيرا إلى أن المشروع يوفر فرص عمل حقيقية لأبناء المنطقة.
وأضاف أبو الغنم، "كحاكمية إدارية، نحن ملتزمون بتوفير الدعم اللوجستي والتسويقي للمنتجات الزراعية، بما في ذلك الزعفران، عبر فتح أسواق جديدة لمنتجات الزعفران في المحافظة".
إلى ذلك، أوضح مدير زراعة المفرق المهندس مجدي العمرو، "أن مديرية الإرشاد الزراعي وأقسامها في المديرية، وبالتنسيق مع وزارة الزراعة، أشرفت على تنظيم المهرجان الأول للزعفران في الأردن".
وأكد، "أن المديرية تقدم سنويا برامج تدريبية للمزارعين والمزارعات على الزراعات غير التقليدية مثل الزعفران، بهدف تعزيز هذه الزراعة الوطنية المجدية اقتصاديًا، والتي لم تواجه أي مشاكل تسويقية حتى الآن".
وأشار العمرو إلى "أن المديرية تسعى إلى تمكين المزارعين من الخروج من النمطية الزراعية التقليدية، من خلال دعمهم في إنتاج محاصيل ذات جودة وقيمة اقتصادية عالية، مما يسهم في تقليل البطالة والفقر في المناطق الريفية".
ووفق العمر، "فإن المديرية قامت هذا العام بتأهيل 40 مزارعا ومزارعة لزراعة الزعفران في حدائقهم المنزلية، حيث يصل سعر الغرام من الزعفران إلى حوالي 10 دنانير في السوق"، مشددا على "أهمية الشراكة بين المديرية والمزارعين لتحقيق الفائدة الاقتصادية المرجوة من هذا المحصول الوطني عالي القيمة".

MENAFN23112024000072011014ID1108917803


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية