(
MENAFN- Alghad Newspaper)
يقول الرئيس التنفيذي لشركة ذكاء الأردن، معتز عازر، لطالبات مدرسة الصويفية الثانوية للبنات، إن المتميزة تلمع عند الإدارات العادلة، لكن عمل الموظفة لدى إدارة غير عادلة، لا تقدر جهدها وعملها، يحتم عليها مغادرة المكان.
ويشير عازر، خلال جلسة ضمن حملة قادة الأعمال التي تنفذها مؤسسة إنجاز، للعام الـ16 على التوالي، إلى أهمية اكتشاف الشغف والهدف من المسيرة المهنية كاملة للنساء وتعريف ماذا يردن من الحياة، ونصحهن بالتحلي بالجرأة في تغيير الاتجاه المهني الى الوجهة الصحيحة، بغض النظر عن التخصص الجامعي المدروس والمسار المهني حتى تاريخه. موضحا أن أهله حاولوا ترغيبه بالمسارات عالية التنافس، بسبب معدله المتفوق في التوجيهي، ودرس يوما واحدا في تخصص الهندسة المدنية، قبل أن يحول دراسته إلى كلية الصيدلة.
خلال سنين الدراسة، اكتشف عازر أن الصيدلة غير مناسبة لقدراته، ومع ذلك أكمل الدراسة وعمل في قطاع الصيدلة لسبع سنوات؛ حيث عمل لشركات أدوية في قسم المبيعات، مما سهل استمراره في هذا التخصص لأن الروتين فيها أقل من روتين العاملين في الصيدليات، إلى أن جاء اليوم الذي غير فيه القطاع كاملا، وعمل رئيسا تنفيذيا لشركة ذكاء الأردن.
وأكد عازر للطالبات أهمية تفكيرهن بنوع العمل الذي يرغبن في خوضه والتعمق به، وليس التخصص الذي يرغبن في دراسته في الجامعة فقط، لأن هذا الأمر هو الأقرب للواقع والحياة العملية، لذا عليهن اختيار تخصص الدراسة بعناية، إذ قد يستمتع الشخص بدراسة المادة وليس بتطبيقها، حتى لو أحبها.
ويشير عازر للطالبات، إلى أن الأصل بالشابة ألا تكون متوازنة بكل المهارات، بل قوية ببعضها وضعيفة بأخرى، مع ضرورة التركيز على مكامن القوة لديها، والشيء الذي تتفوق به، لا على تقوية مكامن الضعف. وإذا أرادت إحداهن تخصصا معينا، لا بد من التميز فيه، مع التركيز على الذات لا على المنافسين، لأن كل إنسان يتمتع بقوة خارقة مختلفة عن غيره.
وفي إجابته عن سؤال عن الحيرة بين تخصصين مثيرين للاهتمام، أشار عازر الى وجود تخصصات جديدة في الجامعات قد تجمع الشغف في أكثر من موضوع في تخصص واحد، أو من الممكن اختيار التخصص الأكثر رغبة وترك الآخر كهواية أو موضوع للقراءة والتعلم. مبينا إيجابية الثقة بالنفس، لكن من دون إهمال الأخذ بمشورة الأشخاص الثقات في حياتنا.
ويضيف أن الأردن مشبع بالتخصصات العلمية الأكاديمية، وسوق العمل متخم بهذا النوع من الشهادات، لذا على الشخص أن يتمتع بروح المنافسة الشريفة، من خلال تطوير المهارات، وتحديد نوع الخدمات التي يقدمها، حتى يتميز في سوق العمل ويصبح هدفا للشركات، من خلال هذه المهارات.
ويشير عازر، إلى أن الشخص الذي يعمل بحب وشغف ويتطلع إلى تطوير مهاراته والتميز بها، سيصل إلى التميز في مجاله عاجلا أم آجلا، وسيحقق النجاح المادي بالضرورة. فالشخص المحترف صاحب الكفاءة، يصبح هدفا للمستثمرين والشركات، التي ستتهافت عليه.
ويذكر أنه كان شخصا محترفا في عمله، فعندما عمل في شركات الأدوية، حقق أعلى عمولات البيع، حتى أن إحدى الشركات قدمت له عرضا للعمل معها، من دون أن يتقدم لها بطلب توظيف، "فعمل الشخص يتحدث عنه". ويؤكد عازر أنه شخص محب للتحدي، إذ عمل مديرا لشركة ذكاء الأردن بين الأعوام 2007-2011، ثم أصبح شريكا في العام 2011 واستمر بشراء حصص الشركة الى أن اشترى كامل أسهمها في العام 2020، نتيجة المثابرة والاجتهاد في العمل، واليوم تملك الشركة حقوقا غير مباشرة في إدارة شركة "يو سي ماس" في الأردن وسورية وفلسطين. ويبين أن بعض الأخطاء مكلفة وقد تتسبب بعض الأحيان في فشل الشركة، إلا أنها فرصة ذهبية للتعلم، وهي من التحديات والعقبات التي تساعد رائد الأعمال بتكوين خبرة للنجاح، وتظهر قدرته على إدارة الفريق. ورغم إيمان عازر التام بالتشاركية مع أعضاء الفريق للوصول إلى مرحلة اختيار القرار الصحيح، إلا أنه أشار إلى أنها مسؤولية المدير القائد وهو من سيتحمل تبعات قراره. وفي ختام الجلسة، كتب عازر نصيحة للطالبات، تفيدهن في حياتهن المستقبلية، وهي أن وجود الإرادة لتحقيق أمر ما، يجعلهن يجدن السبيل لتحقيقه، بغض النظر عن العقبات والصعوبات والتحديات التي تواجههن في طريقهن لتحقيق هذا الهدف.
يذكر أن حملة قادة الأعمال هي أحد برامج مؤسسة "إنجاز" التي أطلقتها العام 2008 تحت رعاية الملكة رانيا العبد الله، وتنفذها إنجاز للعام السادس عشر على التوالي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والقطاع الخاص الأردني، وتم إطلاق الحملة العام الحالي، بالتعاون مع مؤسسة إدارة المشاريع التعليمية (PMIEF)، البنك الأردني الكويتي، الشركة الأردنية لأنظمة الدفع والتقاص (جوباك)، مدرسة المشرق الدولية وبشراكة إعلامية مع صحيفة الغد.
MENAFN23112024000072011014ID1108917378