(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
هذا الإنجاز تم وصفه بالإنجاز الثقافي الحضاري العربي غير المسبوق، وهو بالفعل كذلك.
هذا الإنجاز تم إعلانه في مؤتمر في الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة ضمن فعاليات الدورة الحالية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ويتمثل في إصدار «المعجم التاريخي للغة العربية» وطباعة 127 مجلداً منه.
قرأت تقريرا مطولا عن المعجم وأهميته سأورد بعضا مما جاء فيه. ذكر التقرير أن المعجم يُعد «الأول من نوعه في العالم العربي، الذي يوثق تطور المفردات والمعاني اللغوية عبر العصور ويهدف إلى الحفاظ على الهوية اللغوية وتعزيز ارتباط الأجيال بلغة أجدادهم».
إنجاز هذا المعجم، بحسب التقرير، تطلب عملا شاقا وجهدا كبيرا امتد سبع سنوات وشارك فيه حوالي 700 من الأساتذة والخبراء من مختلف الدول العربية.
في التعريف بمحتويات المعجم جاء: انه «يتضمن حوالي 73 ألف مدخل لغوي، ويغطي أكثر من 21 , 5 مليون كلمة موزعة على 127 مجلداً. ويعتمد المعجم على نحو 351 ألف شاهد تاريخي، مستندًا إلى 11 ألفًا و300 جذر لغوي. ويصل إجمالي صفحات المعجم إلى حوالي 91 ألف صفحة. وقد شاركت في إنجاز هذا المعجم أكثر من 20 مؤسسة لغوية وأكاديمية من مختلف الدول العربية، مما يجعله نتاج تعاون عربي مشترك يعكس ثراء وتنوع اللغة العربية عبر العصور».
الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة قال في كلمة مكتوبة وجهها إلى المشاركين بالمؤتمر: «إن اكتمال المعجم التاريخي للغة العربية والانتهاء من طباعته هو احتفال للأمتين العربية والإسلامية، إذ تعد اللغة وعاءً حضاريا يحمل تاريخ وثقافة هذه الأمة»، مشيرا إلى أن هذا المعجم «يمثل مرجعا ثقافيا ومعرفيا يوثق تاريخ الألفاظ العربية وتطور دلالاتها، مما يعزز الهوية الثقافية العربية ويجعل لغتنا في متناول الأجيال القادمة». وقال أيضا: «إن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق إلا بفضل التعاون المثمر بين الشارقة ومختلف المؤسسات اللغوية في الوطن العربي. وأكد أن مشروع المعجم هو خطوة أساسية نحو تعزيز اللغة العربية كوعاء حضاري شامل يوثق معارف الأمة وتاريخها».
محمد حسن خلف، عضو مجلس أمناء مجمع اللغة العربية بالشارقة قال: «إن مشروع المعجم التاريخي للغة العربية يمثل خطوةً رائدة في حفظ الإرث الثقافي واللغوي للأمة العربية وهو ليس مجرد مجلدات أو موسوعات تجمع الكلمات ومعانيها، بل هو جسر يربط بين ماضي الأمة وحاضرها، ويوفر للأجيال القادمة فهما أعمق لتطور لغتهم عبر العصور وهو إنجازٌ حضاري لا يخدم دولة واحدة فقط، بل هو إرث لجميع الدول الناطقة بالعربية، وأداة توحيد ثقافي تثبت أن التعاون العربي قادر على إنتاج مشروعات هادفة تمتد آثارها قرونا قادمة».
من جانبه، قال الدكتور امحمد صافي المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، والمدير التنفيذي للمعجم إن هذا المعجم يقدم للعالم العربي دليلا حيا على أن اللغة العربية هي أكثر من أداة للتواصل، بل هي وعاءٌ للمعرفة وحافظة للثقافة والتاريخ.
هذا بعض مما قيل عن المعجم وأهميته. وكما نرى هذا إنجازٌ حضاري كبير قدمته الشارقة في إطار رؤية شاملة للحفاظ على الهوية العربية.
وليس غريبا أن تقدم الشارقة هذا الإنجاز العربي الكبير، فمن المعروف أن الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة أكبر داعم للثقافة العربية عبر مبادرات ومشاريع كثيرة في مختلف الدول العربية، وأكبر الداعين إلى الحفاظ على الهوية العربية.
إننا في كل الدول العربية نتحدث عن الأهمية الاستراتيجية للحفاظ على الهوية العربية لدولنا وتعزيزها في مواجهة الأخطار والتهديدات الوجودية التي تتعرض لها دولنا.
هذا المشروع الحضاري الرائد الذي تقدمه الشارقة يعتبر مثالا بارزا لكيف يمكن تعزيز الهوية العربية بالأفعال وبالمبادرات الملموسة وليس فقط بالكلمات والبيانات الانشائية.
MENAFN17112024000055011008ID1108895041