Sunday, 17 November 2024 11:25 GMT



اليوم العالمي للسكري: حماية صحة العين ضرورة ملحة

(MENAFN- Awareness Marketing Management)
يعد مرض السكري من أبرز التحديات الصحية العالمية، ليس فقط بسبب تأثيره على مستويات السكر في الدم، ولكن أيضًا لتسببه بمضاعفات خطيرة على العين قد تصل إلى العمى. في هذا المقال، نسلط الضوء على العلاقة بين السكري وصحة العين، وأهمية الكشف المبكر ودوره في الوقاية من فقدان البصر.

السكري ومضاعفاته على العين
الأشخاص المصابون بالسكري من النوع الأول والنوع الثاني معرضون بشكل كبير لمضاعفات العين بسبب التغيرات الأيضية الناتجة عن ارتفاع مستويات السكر في الدم. هذه المضاعفات تشمل:

اعتلال الشبكية السكري:
اعتلال الشبكية السكري هو حالة يتسبب فيها ارتفاع السكر في الدم بتلف الأوعية الدموية الدقيقة في شبكية العين، مما يؤدي إلى نزيف أو انسداد هذه الأوعية. يمكن أن تتطور الحالة إلى مضاعفات مثل:

وذمة البقعة الصفراء: تورم في المنطقة المسؤولة عن الرؤية المركزية.
نزيف الجسم الزجاجي: نزيف داخل العين يؤثر على الرؤية.
انفصال الشبكية: تلف خطير قد يؤدي إلى فقدان دائم للبصر إذا لم يُعالج.
إعتام عدسة العين:
تزيد احتمالية الإصابة بإعتام عدسة العين (المياه البيضاء) لدى مرضى السكري بمعدل 2-5 مرات، حيث يؤدي ذلك إلى فقدان تدريجي للرؤية.

الزرق (الجلوكوما):
مرضى السكري معرضون للإصابة بالزرق بمعدل الضعف مقارنة بغير المصابين. يؤدي الزرق إلى ارتفاع الضغط داخل العين، مما يسبب تلف العصب البصري.

الإحصائيات العالمية
تُقدر منظمة الصحة العالمية أن اعتلال الشبكية السكري مسؤول عن 2.6٪ من حالات العمى العالمية، حيث يؤثر حاليًا على حوالي 2.2 مليون شخص.
في الولايات المتحدة، يعاني حوالي 30٪ من البالغين فوق سن الأربعين المصابين بالسكري من اعتلال الشبكية السكري. ومن المتوقع أن يرتفع العدد من 7.7 مليون إلى 14.6 مليون بحلول عام 2050.
الأشخاص المصابون بالسكري أكثر عرضة للإصابة بالزرق بمقدار الضعف، وحوالي 20٪ منهم يعانون من المياه البيضاء بحلول وقت تشخيصهم.
هل يمكن أن يؤدي السكري إلى العمى؟
نعم، يمكن أن يؤدي السكري إلى العمى إذا لم يتم التحكم فيه بشكل جيد. اعتلال الشبكية السكري هو السبب الرئيسي لفقدان البصر المرتبط بالسكري، خاصةً إذا تُرك دون علاج. في مراحله المبكرة، قد لا تظهر أعراض واضحة، لكن مع تقدم الحالة يمكن أن يؤدي إلى فقدان دائم للبصر.

لذلك، ننصح بإجراء فحوصات منتظمة للعين مرة واحدة على الأقل سنويًا. هذه الفحوصات تمكّن الأطباء من اكتشاف المشكلات في مراحلها المبكرة وعلاجها قبل تفاقمها.

أهمية الفحوصات المنتظمة للعين
تشير الجمعية الأمريكية للسكري إلى أن أكثر من 60٪ من المصابين بالنوع الثاني من السكري و90٪ من المصابين بالنوع الأول سيصابون بنوع من اعتلال الشبكية السكري خلال 20 عامًا من التشخيص.

أهمية الفحوصات السنوية للعين:

الكشف المبكر عن المشاكل المرتبطة بالسكري.
منع تطور المضاعفات الخطيرة.
الحفاظ على البصر من خلال التدخلات العلاجية المبكرة مثل الليزر أو الحقن.
قصة مريض: أهمية التشخيص المبكر
"أحمد"، رجل يبلغ من العمر 58 عامًا ويعاني من السكري منذ 20 عامًا، جاء إلى العيادة بعد فقدان البصر في إحدى عينيه. تم تشخيصه بحالة نزيف الجسم الزجاجي واعتلال الشبكية السكري المتقدم.
بفضل التدخل السريع من خلال العلاج بالليزر والحقن، استعاد أحمد بصره بالكامل وتمكن من العودة لحياته الطبيعية. هذه الحالة تؤكد أن التشخيص المبكر والإدارة السليمة يمكن أن تنقذ البصر وتغير حياة المرضى.

الخلاصة: الحفاظ على البصر يبدأ بالإدارة الصحيحة للسكري
السكري ليس مجرد مرض يؤثر على مستويات السكر في الدم، بل يمتد تأثيره إلى الصحة العامة، وخاصةً صحة العين. الفحوصات المنتظمة، التحكم في مستويات السكر، وإدارة ضغط الدم والكوليسترول هي مفاتيح أساسية للحفاظ على البصر. في اليوم العالمي للسكري، لنرفع الوعي حول هذه الجوانب لضمان حياة أفضل للمرضى.

بقلم: د. وسام شرف الدين أبو الحسن
أخصائي العيون، مستشفى باراكير للعيون – الإمارات

MENAFN17112024004613010418ID1108893781


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية