(
MENAFN- Alghad Newspaper)
أحمد الشوابكة
عمان- تتبنى
الفنانة التشكيلية دانا محمد، الأسلوب الانطباعي التعبيري في أعمالها الفنية، حيث تعكس من خلاله أحاسيسها ومشاعرها بأسلوب يعبر عن المواضيع التي تصورها في لوحاتها. وتظهر أعمالها تأثرها بالعمق الفكري الذي يعكس ثقافتها، ويجمع بين الوعي واللاوعي بطريقة تحقق رؤيتها الفنية.
تحرص التشكيلية دانا في معظم أعمالها الفنية على الالتزام بالنمط التعبيري الانطباعي، الذي يعكس الواقع بكل تفاصيله.
وتبرز رؤيتها التشكيلية في إبداعها لتجسيد الملامح الهادئة للوجوه النسائية، مما يرتقي بأعمالها إلى مستوى التأويل، حيث تسعى إلى بث الطمأنينة في نفس المتلقي من خلال لوحاتها.
تسعى إلى نقل مكامن الجمال الخارجي للكائنات والأشياء عبر رصدها، لتجسدها في لوحاتها بفرشاة تنبض بتفاصيل تثري الفضاء الطبيعي بتلقائية مميزة. تتضح لمساتها الفنية البارزة وتعبر بصدق عن أحاسيسها الداخلية ومشاعرها، وتظل ملتزمة بالمدرسة الانطباعية التعبيرية.
ولشغفها الكبير بالفن ورغبتها في تطوير موهبتها، كرست جهودها للالتحاق بمعهد الفنون الجميلة التابع لوزارة الثقافة، حيث تعلمت أسس الفن التشكيلي على يد الفنان التشكيلي عمر العطيات. وأسهمت هذه التجربة في صقل مهاراتها أكاديميا وعمليا، مما أتاح لها فرصة المشاركة في العديد من المعارض الجماعية، وحققت من خلالها تطورا لافتا.
والتشكيلية دانا طالبة تدرس في كلية الأميرة عالية الجامعية، تخصص تربية خاصة تطمح إلى دمج هذا التخصص مع الفن التشكيلي، إذ تسعى إلى تحقيق هدف مجتمعي يتمثل في إيصال مشاعر المتلقي عبر لوحاتها، حيث يتمكن من اكتشاف عمق الفكرة والرموز التي يتضمنها العمل الفني من دون الحاجة إلى شرح مباشر. تأمل في أن يتفاعل المتلقي مع اللوحة من خلال فهمه وتحليله للرموز التي تحملها.
تنوه دانا، إلى أن الفنان التشكيلي يحمل رسالة لمجتمعه يعبر عنها بإبداعه وأدواته، مقدما مستوى عاليا من المهنية الفنية والجمالية، إلى جانب الرسالة الإنسانية التي تسعى إلى معالجة قضايا معينة وإيصالها للمتلقي.
وتضيف دانا، التي شاركت في العديد من المعارض الجماعية: "أنا في بحث دائم عن أفكار جديدة في أعمالي الفنية. قلقي المستمر يمنعني من التوقف ويدفعني لتكريس اهتمامي وشغفي للوحة، التي أعتبرها عالمي الخاص وأهم وسيلة لإيصال أفكاري".
وتشير إلى أن الفنان يستطيع من خلال اللوحة أن يحرك خياله بحرية، ويترجمه على سطح القماش الأبيض في لحظة الإلهام، خاصة عندما تنشط الحاسة الأولى بالنسبة إليها، وهي حاسة شم الألوان، حيث ترى أن لكل لون رائحة مميزة تؤثر على تفكيرها وتوجهها كما تشاء. وعندما يزول تأثير الألوان، تبدأ حواسها الأخرى بالتفاعل، من النظر إلى اللمس، حتى تصل اللوحة إلى شكلها النهائي بعد إجراء التعديلات اللازمة عليها.
وحول الحركة التشكيلية في الأردن، أكدت أن الفن التشكيلي الأردني يتميز بتنوعه، من حيث المحتوى والشكل. وبرزت ملامح فنية متعددة في أعمال الفنانين، حيث تجلت المدارس الانطباعية، التكعيبية، التعبيرية، والتجريدية، بينما اختار بعض الفنانين الحفاظ على إرثهم التراثي والحضاري والشعبي وتجسيده في أعمالهم الفنية.
والمرأة لم تغب عن المشهد التشكيلي الأردني، بل تصدرت إبداعيا ونجحت في حجز مساحة فنية مميزة لها، مما عزز حضورها اللافت في عالم الحركة التشكيلية.
وترى في ختام حديثها، أن الفن هو إنتاج لواقع جديد، حيث لا تستمد الجمالية من الواقع المحيط فقط، بل من ذات الفنان وفكره. وتؤكد أن الإبداع في الأعمال الفنية يتجلى في حضور الذات على مستوى الأثر الفني.
وأوضحت أنها تحرص على الالتزام ببرنامج يومي يمنحها الوقت الكافي للانشغال بالرسم، الذي تعتبره متنفسا لها.
MENAFN16112024000072011014ID1108893164