(
MENAFN- Alghad Newspaper)
يديعوت أحرنوت
ناحوم برنياع
15/11/2024
فقد الجيش الإسرائيلي في الحرب 794 مقاتلا، حتى صباح يوم أمس. في حرب الأيام الستة التي احتل فيها الجيش الإسرائيلي سيناء، الضفة، الجولان، شرق القدس وغزة، قتل 779 مقاتلا، أقل بـ 15 مقاتلا. نحو 950 مواطنا قتلوا منذ 7 أكتوبر: معطيات قاسية.
أعرف: حرب واحدة لا تشبه حربا أخرى. وإضافة إلى ذلك: لا توجد حروب بالمجان. كما أعرف بأن التقديرات المسبقة في الجيش توقعت معطيات خسائر أعلى. على الرغم من ذلك فإن تنقيط القتلى اليومي مؤلم ومقلق. فهو يرفع إلى السطح بكل خطورته السؤال الجوهري: "ما الذي تبقى لنا لنحققه وما الذي سنفقده على الطريق.
في غزة وفي لبنان أيضا، يقاتل الجيش الإسرائيلي في هذه اللحظة حرب إبادة؛ حتى الحماسي الأخير؛ حتى الحزب اللوي الأخير، حتى البيت الأخير. الاضطرارات في الميدان، في مستوى قائد السرية وقائد الكتيبة، تصبح استراتيجية قومية، هدف أعلى للحرب. إذا كانت توجد طريق أخرى لدفع المسلحين لوضع سلاحهم، ففي الميدان لم يسمعوا عنها.
توجد في الجيش محافل تفهم بأننا ننجر إلى حرب استنزاف، بأن الأثر الذي تحقق في تصفية قيادة حزب الله وفي عملية أجهزة البيجر آخذ في فقدان مفعوله. القوات البرية تواصل التقدم ليس لان هذا سيغير كثيرا بل لانه لم توجد الصيغة التي تعيدهم إلى الديار.
اما في غزة فالوضع أكثر تعقيدا. يصفون ويأسرون مئات الحماسيين لكن النهاية لا تبدو في الأفق، وفي هذه الاثناء اشرطة السيطرة التي خلقها الجيش، رواق نتساريم ورواق فيلادلفيا وسعت الى كتل واسعة يستوطن فيها الجيش، كالجيش. وفتح رواق ثالث، من كيسوفيم الى ما كان من قبل غوش قطيف. في الجيش يشددون على أن كل ما بني في هذه المجالات قابل للتفكيك. كل شيء مؤقت. سوابق تاريخية، من الضفة وكذا من غزة، تستدعي استنتاجا آخر: كل استيطان عسكري في الميدان هو مدخل لاستيطان مدني. ما لا يفعله زمبيش، ستفعله ستروك. قيادة فرقة 252 التي قاتلت في غزة انعقدت قبل بضعة أيام في رمات أفعال. "قتلنا 800 مقاتل"، قال للضباط قائد الفرقة، العميد يهودا فاخ. "نحن على مسافة خطوة عن النصر".
يوم الثلاثاء حاصرت قوة عسكرية مدرسة في بيت حانون، في شمال شرق القطاع. كان هذا هو الدخول الرابع أو الخامس للجيش الإسرائيلي الى بيت حانون. في المدرسة كان 50 مسلحا و 1500 مدني وجدوا فيها ملجأ. في الأيام الأخيرة اطلقت من هناك صواريخ نحو سديروت.
دعا الجيش الإسرائيلي المقاتلين إلى الاستسلام. البعض استسلم. آخرون اختاروا القتال. في هجوم مفاجئ نجحت القوة في السيطرة على المدرسة دون المس بالمدنيين. 1500 مدني اخلوا جنوبا وغربا الى المنطقة الإنسانية. الاخلاء اضطراري من أجل امنهم، كما يشددون في الجيش.
حملة بحجم أكبر تستهدف تطهير الطرف الشمالي من مخيم اللاجئين جباليا – لمزيد من الدقة، المنطقة بين مخيم اللاجئين وبيت لاهيا المجاورة. خمسة مقاتلين من الجيش الإسرائيلي قتلوا هناك. مئات المقاتلين قتلوا ومئات أُسروا. كم نجوا واختفوا حتى المواجهة التالية؟ مئات عديدة، كما تقول محافل في الجيش.
الدمار في القطاع مطلق. الحاجة العملياتية مفهومة؛ النتائج مقلقة. المهمة هي لتحييد قدرة المسلحين على إخفاء العبوات، تفخيخ الشوارع، إيجاد مخبأ من فوق وتحت الأرض. الدمار هو نتيجتها. ما يبدو من جانبنا كاضطرار لا مفر منه، يعتبر في منظمات الإغاثة الدولية إبادة جماعية.
منذ 5 أكتوبر من هذه السنة وسعت قيادة المنطقة الجنوبية ثلاث مرات المنطقة الإنسانية. تهديد إدارة بايدن بالحظر على ارساليات السلاح فعل فعله. فقد فتح الجيش الإسرائيلي نقاط عبور أخرى، محور حركة اخر من كيسوفيم، وادخل مزيد من الشاحنات. منظمات دولية توافق إسرائيل على التعاون معها (الاونروا رفضت وحيدت) تشارك في توزيع الغذاء والمؤن. لا يوجد جوع وعطش في المنطقة الإنسانية.
كل شيء صحيح باستثناء حقيقة أن منظمات الإغاثة الدولية تصدر كل يوم بيانات عن جوع وعطش وتنكيل من إسرائيل للسكان؛ باستثناء حقيقة ان إدارة بايدن لا تزال تهدد بالحظر. باستثناء ان حقيقة قسم هام من الغذاء تسلبه حماس وزعران محليون. ضباط في الميدان يدعون بانه لا يوجد ما يكفي من الرقابة: حماس تستغل شاحنات المؤن كي تنقل المال، وربما أيضا السلاح والرجال. هي ترمم حكمها في المنطقة الإنسانية.
MENAFN15112024000072011014ID1108892069