(
MENAFN- Alghad Newspaper)
هشال العضايلة
الكرك- تعد السياحة البيئية إحدى أهم قطاعات السياحة المحلية بمحافظة الكرك، خصوصا أن المحافظة تضم العديد من مواقع السياحة البيئية التي تشمل مرافق طبيعية متنوعة تضم الأودية والجبال والبلدات والقرى القديمة، والتي أتيح فيها مرافق خدمية مختلفة للحركة السياحية.
ورغم أهمية تلك المواقع في توفير المنتج السياحي المهم، كونها مواقع سياحية يمكن الاستفادة منها في الحركة
السياحية وجعلها قبلة للسياح من خارج المحافظة والمملكة، إلا أنها ما تزال خارج دائرة الاهتمام.
وبحسب موقع وزارة السياحة والآثار، فإن محافظة الكرك تضم زهاء 16 موقعا ومسارا للزيارة من قبل السياح، وهي مواقع (قلعة الكرك، غابة اليوبيل، عين سارة، وادي الموجب، البحر الميت، وادي عسال، وادي النميرة، قلعة القطرانة، كهف لوط عليه السلام، البانوراما الشرقية، البانوراما الغربية، آثار ومقبرة محي، آثار ذات الرأس، موقع المشهد في مؤتة، آثار الربة، آثار القصر).
وبدأت العديد من المواقع البيئية بالمحافظة تشهد زيارات كثيرة من قبل المواطنين بالمحافظة، في الوقت الذي يوفر فيه ذلك فرص عمل للشبان والأسر في تلك المواقع بما تساهم في الترويج السياحي لمحافظة الكرك.
ويؤكد ناشطون وفاعليات شعبية بالكرك، بأن هذه الزيارات أو الجولات السياحية العائلية وغيرها، تسلط الضوء على مواقع سياحية وبيئية جميلة يمكنها أن تساهم في زيادة النشاط السياحي المحلي من أبناء المحافظة والخارجي من زوار المحافظات الأخرى، إضافة إلى السياح الأجانب، بحيث تكون جزءا من المسارات السياحية بالمحافظة.
وخلال الفترة الماضية، نظمت مديرية ثقافة الكرك بالتنسيق مع هيئات ثقافية وسياحية وشعبية، زيارات لعدد من تلك المواقع في البلدات والقرى بالمحافظة، وخاصة تلك البلدات والقرى التي هجرها أهلها ولكنها تمتلك مواصفات تراثية وسياحية طبيعية جميلة.
وشملت الزيارات، الاطلاع على الحياة الشعبية والتراثية، وقضاء يوم كامل داخل تلك القرى والمشاركة في مختلف النشاطات اليومية لسكانها، وشملت كذلك جولات وتوفير وجبات غذائية محلية، وزيارات مواقع زراعية في مناطق وادي الكرك والأغوار الجنوبية لمشاركة أسر وسيدات وأفراد ينتجون منتجات زراعية أسرية ومشاركتهم في عملية قطافها وإنتاج وجبات منها.
وقال مدير سياحة الكرك ساطع مساعدة، إن محافظة الكرك تضم العديد من المواقع ذات طبيعة السياحة البيئية المحلية، وهي تشهد إقبالا كبيرا من المواطنين بالمحافظة إضافة إلى زيارات وجولات من زوار من خارج المحافظة والمملكة، خصوصا رياضة تسلق الجبال والأودية ومسارات المياه والجداول، لافتا إلى أن هناك مسارات أصبحت عنوانا لهذه السياحة في وادي الكرك والموجب ووادي بن حماد وغيرها من المواقع.
وقالت مديرة الثقافة ومساعدة الأمين العام لوزارة الثقافة عروبة الشمايلة، إن المديرية وبالتعاون والتنسيق مع مجموعة من الفاعليات الثقافية والشعبية بمختلف بلدات وقرى المحافظة، وبهدف الترويج للسياحة البيئية المحلية وإعادة إحياء الثقافة المحلية على مختلف الصعد، لا سيما ثقافة الطعام والإنتاج المحلي والترويج للمنتجات الشعبية وتوفير الدخل المناسب للأسر التي تعيش في بلدات وقرى المحافظة، فقد تم تنظيم جولات المسارات السياحية الداخلية لتلك القرى.
وأشارت إلى أن البرنامج يأتي إيمانا من المديرية بشمولية المنتج الثقافي والسياحي وتنوعه، وتعزيز قيمة الارتباط بالأرض من خلال المشاريع الإنتاجية التي تمكن الإنسان اقتصاديا، لا سيما أن هناك قصصا ثقافية إبداعية موزعة بكل أرجاء المحافظة، ويجب أن يتم الاطلاع عليها من قبل أبناء المحافظة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنه حتى الآن تم تنظيم جولات مسارات سياحية بمناطق الأغوار الجنوبية التي تعد كنزا ثقافيا عبر العصور يستدعي تسليط الضوء عليه، ودعم الحراك السياحي والثقافي الإنتاجي، واستثمار كل ما هو متاح بمشاريع إنتاجية تسهم في تحقيق فرص عمل، ومصدر دخل لإعالة عشرات الأسر المعوزة والمتعطلة عن العمل. إضافة إلى ذلك، شمل البرنامج مسارات بلدات عي وجوزاء وكثربا وذات رأس ومؤتة وعيون ووادي الكرك.
وبينت الشمايلة، أن المسار السياحي المحلي يهدف إلى تسليط الضوء على المنتج الثقافي المادي وغير المادي للمجتمعات المحلية بالكرك مثل المطابخ الإنتاجية المرتبطة فكرتها الأساسية بالأرض، وما تجود به من مزروعات من مختلف الأصناف بطريقة تعكس قيمة المنتج الغذائي الطبيعي الصحي، خصوصا أن المشاركين بالجولات يشاركون بتلك المطابخ.
ووفق الناشط البيئي المهندس جميل الجعافرة، فإن محافظة الكرك تمتاز بتنوع المنتج السياحي البيئي فيها، وهي تشمل مواقع عديدة تساهم في تطوير الحركة السياحية بشكل كبير، لافتا إلى أن ما يسمى السياحة البيئية أصبحت تلقى الاهتمام من المواطنين وهي تقدم منتجا مغايرا ويؤدي إلى الارتباط بالأرض والحفاظ على ديمومتها.
وقال العامل في قطاع السياحة البيئية أحمد الحباشنة، إن طبيعة المنطقة التي يعيش فيها، وهي موقع بيئي جميل، دفعته إلى استثمار هذا الموقع في إعادة إحياء المباني القديمة بالبلدة وتوفير مرافق خدمية للسياح والمواطنين لقضاء يوم في المنطقة وسط البيئة المحلية وبكلفة مالية بسيطة.
وأكد مدير البرامج والمشاريع في جمعية السلم والتضامن الثقافية بالكرك طارق مبيضين، أن محافظة الكرك تضم مواقع ومسارات سياحية بيئية كثيرة من بينها المسارات في القرى والبلدات وتجربة الحياة الشعبية اليومية، وتناول الطعام الشعبي، مشيرا إلى أن هذه التجربة بحاجة إلى توفير المرافق الخدمية المختلفة لإدامة فترة زيارة السائح سواء المحلي أو الأجنبي.
وبين أن هذا النمط من السياحة المحلية يعيد الإنسان إلى اكتشاف نفسه من جديد في إعادة التعرف على واقع اجتماعي واقتصادي جرى فقدانه من سنوات من خلال المشاركة في الحياة اليومية للمواطنين في تلك البلدات والقرى بالكرك.
وقال مبيضين، إن من أهم نتائج المسارات السياحية البيئية المحلية للأسر والفاعليات الشعبية بالكرك لتلك القرى، ترسيخ وتنشيط الزيارات السياحية المحلية لأماكن غائبة عن برامج الزيارات والجولات السياحية، فيما هي من أجمل المواقع الطبيعية والتراثية بالمحافظة والأردن بشكل عام.
MENAFN14112024000072011014ID1108887714