Wednesday, 13 November 2024 06:23 GMT



كتاب وروائيون وإعلاميون يؤبنون الروائي رشاد أبو شاور

(MENAFN- Alghad Newspaper)
عزيزة علي






عمان- اجتمع سياسيون وشعراء وروائيون وكتاب وإعلاميون، أول من أمس، في تأبين الروائي رشاد أبو شاور، وذلك في قاعة الرشيد بمجمع النقابات المهنية، وأدار التأبين الروائي أحمد أبو سليم.
تضمن التأبين الذي بدأ بالوقوف وقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء "الأردن وفلسطين ولبنان"، كلمات وعرض فيلم قصير عن حياة أبو شاور، قام بإخراجه المخرج الفنان مصطفى أبو هنود.
ألقى كلمة لجنة التأبين عضو اللجنة عبد الله حمودة، الذي قال عن أبو شاور "كنت شاهدا على غزة وكيف تصير نقطة تحول في تاريخ العالم، وأنت الكاتب والروائي والأديب والمقاوم. كنت تعرف أن غزة ليست ثلاثة أحرف بل هي استعادة لمزيج الدم والحبر، وكنت تعرف أن السابع من أكتوبر علمنا بلاغة الحق الذي لا حق سواه، وأن هذا الانتصار الكبير علمنا أن كيان العدو أوهن من خيوط العنكبوت".
وأضاف "وهكذا كنت تكتب يا رشاد وتحكي كيف تولد الأمة العربية من الصمود والنضال والإعداد، لكي تعلم العالم أن قوة تولد من جديد ومعها يولد تاريخ جديد من النضال الذي يؤكد أن الغرب الاستعماري، وعلى رأسه الولايات المتحدثة الأميركية ومن حالفها، هو العدو الحقيقي وأن كيان العدوان هو العدو المباشر".
وتابع "وعلمتنا يا رشاد كيف يعمل الشعب الفلسطيني للانتصار على آلة العدو الهمجية والبربرية، وكيف يعلم العالم العربي الذي كان صامتا على حصار غزة وأهلها عشرات السنين بمنع الماء والدواء والكهرباء، والحصار والإبادة فوق الأرض، ويمضي هذا الشعب رغم كل هذا الحصار إلى بطن الأرض فيخلق من أنفاق غزة أسطورة العلم العسكري، فالإنسان الذي أذهل العالم والعدو الأميركي ومن حالفه وكيانه الذي يريده أقوى من كل الوطن العربي ليسهل السيطرة عليه والاستسلام له".
من جانبه، استعرض رئيس رابطة الكتاب د.موفق محادين العديد من مواقف أبو شاور، قائلا "إن أبو شاور مثال للمثقف العضوي والمقاوم الذي لا يهادن، وبقي وفيا لفلسطين وللقضايا العربية جميعا وكان يمثل صوت الحق الذي لا يساوم، فهو كاتب ومناضل لا يشق له غبار وروائي ملتزم بقضايا الوطن".
وأضاف "في هذا المساء المثقف العضوي، أبو شاور، وأوراقه على مر السنين، "العشاق، أرض العسل، الأشجار لا تنمو على الدفاتر، مهر البراري"، وغيرها. وقمر الحصادين، هادي القوافل والمقاتلين والمخلوعين من القبائل نصرة لفلسطين والمظلومين. وإذ يغيب على محفة الغمام في الأعالي، فمثواه كما السيف في غمده، يعود مع طائر الثأر في كل حين".
كما ألقى كلمة اتحاد الكتاب العربي في سورية د.محمد الحوراني، قال فيها: "أن تتحدث عن رشاد أبو شاور يعني أن تتحدث عن مثقف بحجم الوجع الفلسطيني والإصرار على المبادئ والثوابت والمقاومة على الرغم من التخاذل والتآمر والمعاناة التي لحقت به نتيجة صلابة مواقفه وإمساكه بجمر الإخلاص والوفاء لأمه فلسطين ولوطنه العربي وأبناء أمته في أحلك الظروف وأقساها، بل إن خيانة الجسد التي أصابته في أيامه الأخيرة زادت من عزيمته وثباته وثقته بانتصار الشعب الفلسطيني الذي عانى ما عاناه نتيجة الإجرام الصهيوني وحرب الإبادة التي ما يزال يتعرض لها منذ قرن من الزمن تقريبا".
وأضاف الحوراني "سلام عليك من أعماق نصوصك ودلالاتها ورموزها، وهي تتلى على أرباب العقول لتنير مسالك السالكين، وتهدي الضائعين. سلام عليك من كل ذرة تراب في سورية شددت الرحال إليها إحقاقا للحق وإبطالا للباطل. سلام عليك من ياسمين الشام وحاراتها العتيقة، وهي تحتضن ذكريات حضورك في غيابك متسائلة: ألم يحن موعد اللقاء بمن تحب، وأنت الذي علمتنا الإخلاص يا رشاد؟!.. سلام عليك، يا أبا الطيب، من كتاب سورية ومثقفيها واتحادها الذي احتضنك شابا مقاوما ومثقفا أصيلا، فكنت الثابت على قمة المبادئ والراسخ على جبال الوفاء والإخلاص. سلام عليك من أعماق نصوصك ودلالاتها ورموزها، وهي تتلى على أرباب العقول لتنير مسالك السالكين، وتهدي الضائعين".
ثم ألقى رئيس أتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين، الشاعر مراد السوداني كلمته، قائلا "تعجلت الرحيل يا أبا الطيب وأنت من وعدتنا بكتابة نشيد النصر وتأصيل المعنى الراسخ في كتاب البطولة. ناقص هذا الزمان من دونك يا صاحبي، يا أبانا الكبير شخصيا ونصا، أيها الفلسطيني الطيب حد البراءة والدمع وفرح الطفولة وسطوع الضوء. صعب رثاؤك، صعب أن نبدأ بـ"كان"، فما زلت حاضرا بما يلقي بالفعل المجيد واليد البيضاء والمهامة التي ما انحنت إلا على قلم أو زناد. صعب أن نناديك في جلة الغياب وأنت في اكتمال حضورك تواصل بحبرك الساخن الناري رشق المدى المفتوح للموت والدمار وشهقات غزة".
وألقى كلمة توفيق أبو ارشيد "من رفاق أبو شاور" الذي قال: "من يعرف أبو شاور يتعرف من خلاله على نوع من الرجال نذرت نفسها لفلسطين والصراع ضد الغزو الصهيوني. ليس هؤلاء قلة، وبفضلهم ما يزال الصراع في مربعه الأول، كل العالم بما يمتلك لن يزحزح العربي الفلسطيني عن إيمانه بهزيمة الصهيونية وتحرير فلسطين، ذلك حلم معاش تقدم بين يدي الدماء المجموع والرضا والرجاء والعزيمة وأمل لا ينقطع أبدا".
وألقت كلمة الإعلام العربي لنا شاهين، بقولها: "العطاء في الحياة هو سر عرفناه عنك وتعلمناه منك، فأنت خالد فينا أيها العزيز الغالي رحلت قبل سقوط المطر في وقت نحتاج فيه الى أمثالك من الأوفياء الصادقين، كنت جمل المحامل، وجلت في ميادين الثقافة والحياة والنضال حاملا القلق الوطني وهمومها، كنت وما تزال وستبقى منارة وأيقونة، وستظل أعمالك وأثرك وسيرتك نبراسا وقدوة، يا من اتخذت إماطة اللسان عن جرائم الاحتلال سبيلا، يا أبا الفلاح وابن المظلومين والمقهورين وحتى العاشقين، يا من اعتنقت المقاومة وآمنت بها خيارا".
ومن داخل فلسطين المحتلة، ألقى فادي برانسي كلمة قال فيها: "نودع اليوم روحا خالدة تركت في الأدب بصمة أدبية وأشعلت فينا جذوة لن تخبو، نقف اليوم لا لننعى رحيله بل لنحمل عنه الشعلة التي حملها عمره كله، فقد كان رشاد أبو شاور أديبا لا يهادن وقلما لا يعرف المساومة.. رحل هذا الجبل الشامي الذي عاش حياته مملوءة بالنضال والمعاناة، وحلمها بالعطاء وصاب من حبر كلامه خريطة وطنية رسمت فلسطين بعشقها وآلامها بتفاصيلها وملامحها، كان كاتبنا رحمه الله أكثر من مجرد كاتب، بل كان ضمير شعب وألم أمة وينبض بحب لا يخفى مهما تكالبت عليه المحن، كان منارة تنير لنا الدروب وكلمة متمردة تخترق الظلمات، كان سيفا من الحروف يصدح بمرض الحقيقة ويعري زيف الطغاة، رشاد يا صاحب القلب الصافي يا من رويت قصصنا بدمعك ودمك، يا من جعلت الحروف تشهد صمود شعب وجعلت من الأدب مرآة لجراح وطن، رحلت عنا بجسدك لكن صوتك ما يزال يتردد".
ثم ألقى الشاعر صلاح أبو لاوي قصيدة إلى روح رشاد أبو شاور، قال فيها "هل يمكن أن أرثيك/ هل يمكن أن أكتب فقدي فيك/ هل يمكن أن أرسم بالكلمات دموع فلسطين/ وكل عيون بلاد الشام المكلومة تبكيك/ يا النهر المتدفق حتى بعد الموت/ أناداك البحر/ أم النسر الموغل في النسيان يحابيك/ أم نادتك الأرواح التحرس غيم الشهداء/ وذكرين تناديك".
وألقى كلمة أهل أبو شاور ابنته زينب أبو شاور التي قالت: "نعاهدك أبي أن نبقى على ما أنشأتنا عليه، فقد علمتنا منذ نعومة أظفارنا كيف نحيا بكرامة وأن حب فلسطين يجري في عروقنا. كنت دوما نعم الوالد، ونعم اليد الحانية ونعم السند، وكنت دوما عظيم الصوت في الدفاع عن فلسطين، وكان قلمك الطاهر مسكا ينشر أسمى الكلمات، نقطع يا رشاد عهدا على قلوبنا وأرواحنا أن نكمل المسيرة وأن نتسلح بسلاح الإيمان بقضيتنا التي زرعتها فينا منذ طفولتنا. أيها الغائب بجسده الحاضر بروحه، كنت وستبقى مقاتلا شرسا وستبقى الداعم الأول لي ولإخوتي وأحفادك .. (أحبك أبي)".
وأضافت: "عندما ينتابني الحزن ويسيطر علي، أسمع صوتك يعاتبني قائلا أهكذا ربيتكم؟ أهكذا أبناء رشاد يستسلمون للحزن واليأس؟!. ألملم نفسي وأستجمع قواي من جديد وأتبادل الحديث معك وأخبرك يا ابن كنعان عن أحوالنا وعن أحفادك، أتعلم أبي، معلمة ابنتي أرسلت لي تخبرني بأنها كانت تتساءل دوما عن ميرا ممن تعلمت الكتابة وقوة الشخصية والشجاعة بوقفتها في الإذاعة المدرسية.. حتى عرفت بأن جدها رشاد أبو شاور".

MENAFN11112024000072011014ID1108873501


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية