Friday, 08 November 2024 06:28 GMT



قدم في أمريكا وأخرى في العالم!

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) { ‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬فوز‭ ‬ترامب‭ ‬مفاجئا‭ ‬لكثيرين‭ ‬بل‭ ‬كان‭ ‬اكتساحه‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬هو‭ ‬الأكثر‭ ‬مفاجأة‭! ‬فقد‭ ‬فاز‭ ‬بشكل‭ ‬كاسح‭ ‬حيث‭ ‬جاءت‭ ‬نتيجة‭ ‬المجمع‭ ‬الانتخابي‭ ‬274‭ ‬مقابل‭ ‬224‭ ‬لصالح‭ ‬ترامب‭ ‬ليصبح‭ ‬الرئيس‭ ‬الـ47،‭ ‬وهذه‭ ‬المرة‭ ‬بصلاحية‭ ‬مطلقة‭ ‬وقد‭ ‬اكتسح‭ ‬الجمهوريون‭ ‬أركان‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث‭: ‬رئاسة‭ ‬ترامب،‭ ‬ومجلسي‭ ‬الشيوخ‭ ‬والنواب‭! ‬مما‭ ‬يشكل‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬البعض‭ ‬زلزالا‭ ‬سياسيا‭ ‬في‭ ‬أمريكا‭ ‬يتردد‭ ‬صداه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم‭ ‬مثلما‭ ‬يشكل‭ ‬ضربة‭ ‬قوية‭ ‬للديمقراطيين‭ ‬أو‭ ‬الليبراليين‭ ‬اليساريين‭ ‬الذي‭ ‬بالغوا‭ ‬في‭ ‬التطرف‭ ‬الليبرالي‭ ‬داخل‭ ‬أمريكا‭ ‬وانتقال‭ ‬تأثير‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬بقية‭ ‬العالم‭ ‬سواء‭ ‬حيث‭ ‬الحروب‭ ‬والأوبئة‭ ‬أو‭ ‬حيث‭ ‬الجوانب‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والجنسية‭ ‬والقيم‭ ‬وحيث‭ ‬بدأت‭ ‬مشاكل‭ ‬العالم‭ ‬تتصاعد‭ ‬مع‭ ‬الأوبئة‭ ‬والحروب‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬بايدن‭!‬

{ ‭ ‬ولأن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تقود‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية‭ ‬إرث‭ ‬الاستعمار‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬النظام‭ ‬الدولي‭ ‬فإن‭ ‬تأثيرها‭ ‬واضح‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬وحيث‭ ‬ترامب‭ ‬بفوزه‭ ‬وبعد‭ ‬التجربة‭ ‬الأولى‭ ‬له‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬الرئيس‭ ‬الـ45‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬2016‭ ‬و2020‭ ‬يضع‭ ‬مجددا‭ ‬قدميه‭ ‬إحداها‭ ‬في‭ ‬الداخل‭ ‬الأمريكي‭ ‬والأخرى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لتنقسم‭ ‬ردود‭ ‬الفعل‭ ‬حول‭ ‬عودته‭ ‬رئيسا‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬صدمة‭ ‬وقلق‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭! ‬واحتفاء‭ ‬في‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬تصاعد‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬حسم‭ ‬ملف‭ ‬أوكرانيا‭ ‬ولجم‭ ‬الناتو‭ ‬عن‭ ‬دوره‭ ‬التصعيدي‭ ‬ضد‭ ‬روسيا‭ ‬أو‭ ‬الجار‭ ‬الأهم‭ ‬لأوروبا‭ ‬فيما‭ ‬الصين‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬شرارة‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثالثة‭ ‬قد‭ ‬تنطفئ‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬رئاسة‭ ‬ترامب‭ ‬ليحل‭ ‬محلها‭ ‬الحرب‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتكنولوجية‭ ‬والتجارية‭ ‬والتنافس‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬صدام‭ ‬عسكري‭ ‬محتدم‭! ‬فيما‭ ‬إيران‭ ‬وأذرعها‭ ‬يتصاعد‭ ‬القلق‭ ‬لديهم‭ ‬بسبب‭ ‬موقف‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬وأذرعها‭ ‬والملف‭ ‬النووي‭ ‬وقد‭ ‬يشجع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بضربة‭ ‬عسكرية‭ ‬مؤثرة‭ ‬لبرنامجها‭ ‬النووي‭! ‬أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬فإن‭ ‬ترامب‭ ‬كغيره‭ ‬من‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬وإن‭ ‬اختلف‭ ‬الأسلوب‭ ‬والمعيار‭ ‬فهو‭ ‬منحاز‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬يتحدث‭ ‬بلغة‭ ‬السلام‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬ودفع‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬نحو‭ ‬التطبيع‭.‬

{ ‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬دورة‭ ‬رئاسته‭ ‬الأولى‭ ‬اتخذ‭ ‬قرارات‭ ‬صادمة‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬القدس‭ ‬والجولان‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬الشكوك‭ ‬تتزايد‭ ‬حول‭ ‬ماهية‭ ‬مواقفه‭ ‬القادمة‭ ‬وهو‭ ‬المنحاز‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭! ‬وهو‭ ‬الذي‭ ‬جعل‭ ‬نتنياهو‭ ‬ينتظر‭ ‬بحرقة‭ ‬مجيئه‭ ‬كرئيس‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وكأنه‭ ‬ينتظر‭ ‬المنقذ‭ ‬لمخططه‭ ‬الشرق‭ ‬أوسطي‭ ‬الجديد‭ ‬الذي‭ ‬يحمل‭ ‬خريطته‭ ‬بشكل‭ ‬متكرر‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬الجغرافيا‭ ‬الموعودة‭ ‬لكيانه‭! ‬وهذا‭ ‬يجعل‭ ‬موقف‭ ‬ترامب‭ ‬متناقضا‭ ‬أو‭ ‬يتسم‭ ‬بعدم‭ ‬الوضوح‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والعلاقات‭ ‬مع‭ ‬العرب‭ ‬ومع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وحيث‭ ‬السعودية‭ ‬تحديدا‭ ‬تربط‭ ‬التطبيع‭ ‬مع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بتنفيذ‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬الذي‭ ‬يرفضه‭ ‬ترامب‭!‬

{ ‭ ‬وهناك‭ ‬مفارقة‭ ‬أخرى‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬ترامب‭ ‬من‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وهي‭ ‬أنه‭ ‬لطالما‭ ‬كان‭ ‬يتهم‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ويدعو‭ ‬إلى‭ ‬محاربتها‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬الأعظم‭ ‬واقعة‭ ‬بيد‭ ‬اليهود‭ ‬الصهاينة‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬هو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬يدعم‭ ‬الرؤية‭ ‬الصهيونية‭ ‬المتطرفة‭ ‬حول‭ ‬فلسطين‭ ‬وشعبها‭ ‬وقضيتها‭! ‬وهو‭ ‬وحده‭ ‬دون‭ ‬الرؤساء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬من‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الأولى‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬السفارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬القدس‭ ‬والاعتراف‭ ‬بسيادة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬مرتفعات‭ ‬الجولان‭! ‬فهل‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬سيواصل‭ ‬تعزيز‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والسياسي‭ ‬المطلق‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬حادثا‭ ‬تجاه‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬بايدن؟‭! ‬وهل‭ ‬سيعمل‭ ‬بأسلوب‭ ‬التجارة‭ ‬والصفقات‭ ‬الذي‭ ‬يبرع‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬تشجيع‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬بضم‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وتهويدها‭ ‬بشكل‭ ‬كامل‭ ‬كما‭ ‬يطمح‭ ‬نتنياهو‭ ‬في‭ ‬توسيع‭ ‬المستوطنات‭ ‬وقتل‭ ‬الحل‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬دولة‭ ‬فلسطينية‭ ‬مستقلة‭! ‬وهذا‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬فيما‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬وبالأسلوب‭ ‬ذاته‭ ‬التجاري‭ ‬سيعمل‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬دائرة‭ ‬التطبيع‭ ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬مرارا‭ ‬مع‭ ‬الدول‭ ‬العربية؟‭! ‬هذا‭ ‬تناقض‭ ‬فاضح‭ ‬وغريب‭!‬

{ ‭ ‬ترامب‭ ‬كرئيس‭ ‬سيحاول‭ ‬مجددا‭ ‬دمج‭ ‬لغة‭ ‬السياسة‭ ‬بلغة‭ ‬التجارة‭ ‬وجعل‭ ‬صفقات‭ ‬التسليح‭ ‬الضخمة‭ ‬والتعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والعسكري‭ ‬والسياسي‭ ‬وفي‭ ‬مجالات‭ ‬الطاقة‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬محاربة‭ ‬النفوذ‭ ‬الإيراني‭ ‬مدخلا‭ ‬للتأثير‭ ‬في‭ ‬العرب‭ ‬بالقبول‭ ‬بانحيازه‭ ‬المطلق‭ ‬للكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬وتحقيق‭ ‬مآرب‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬عبر‭ ‬ذات‭ ‬السردية‭ ‬السياسية‭ ‬الصهيونية‭ ‬وهي‭ ‬السلام‭ ‬مقابل‭ ‬السلام‭ ‬وليس‭ ‬الأرض‭ ‬وتفتيت‭ ‬وتوزيع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬خارج‭ ‬أرضه‭! ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬مخرجه‭ ‬ولكن‭ ‬هل‭ ‬سيقبل‭ ‬العرب‭ ‬بذلك؟‭! ‬وهل‭ ‬سيتمّ‭ ‬إنهاء‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬بلغة‭ ‬التجارة،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الأثمان‭ ‬الباهظة‭ ‬التي‭ ‬دفعها‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬غزّة‭ ‬طوال‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام،‭ ‬بل‭ ‬منذ‭ ‬1948‭ ‬وما‭ ‬دفعه‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬ضعيفة‭ ‬نتيجة‭ ‬سياسات‭ ‬أمريكا‭ ‬والغرب؟‭!‬

{ ‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬ومهما‭ ‬بلغ‭ ‬طموحه‭ ‬بعقد‭ ‬الصفقات‭ ‬لإنهاء‭ ‬القضايا‭ ‬المعقدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬فلسطين‭ ‬والقضايا‭ ‬المعقدة‭ ‬أيضا‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬فإن‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬عقد‭ ‬الصفقات‭ ‬والإغراء‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬الإغواء‭ ‬بها‭ ‬لن‭ ‬يحل‭ ‬تلك‭ ‬القضايا‭! ‬وما‭ ‬يهمنا‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬رئاسته‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬يريد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تسببت‭ ‬به‭ ‬أمريكا‭ ‬من‭ ‬حروب‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬وفي‭ ‬العالم‭ ‬أن‭ ‬يدرك‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬الشعوب‭ ‬وقضية‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اللعب‭ ‬بها‭ ‬أو‭ ‬التلاعب‭ ‬عليها،‭ ‬بانحياز‭ ‬مطلق‭ ‬للمعتدي‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬تأمين‭ ‬السلام‭ ‬له،‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬والادعاء‭ ‬بتشجيع‭ ‬الاستقرار‭ ‬والتنمية‭! ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬النقائض‭ ‬الفاضحة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬الجوهرية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تحركّ‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬كشعوب‭ ‬لنصرة‭ ‬الحق‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وعدالة‭ ‬قضيته‭! ‬والقادم‭ ‬حتمًا‭ ‬سيكشف‭ ‬حقيقة‭ ‬النيات‭ ‬وحقيقة‭ ‬المواقف‭! ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬مرحلة‭ ‬‮«‬ترامب‮»‬‭ ‬الثانية‭ ‬تختلف‭ ‬عن‭ ‬الأولى؟‭!‬

MENAFN07112024000055011008ID1108864173


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية