(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej)
تحدثت في المقال السابق عن مبادرة البحرين بإطلاق «شبكة الأمل» وعن دور وأهمية الأمل في بناء الدول وصناعة المستقبل، وقلت إننا بحاجة إلى ما يمكن أن نطلق عليه «استراتيجية الأمل الوطني».
لهدف الأساسي لهذه الاستراتيجية يجب أن يتمثل بداهة في تكريس ثقافة الأمل والتفاؤل، وتربية الشباب على الثقة في النفس والإيمان بقدرتهم على مواجهة التحديات والتغيير الإيجابي، وقيادة الدولة والمجتمع إلى مستقبل أفضل.
قد يعتبر البعض أن هذه قضية ليست بتلك الأهمية أو يجب أن تكون لها أولوية في العمل الوطني لكن هذا ليس صحيحا. الحقيقة أنه عبر التاريخ.. تاريخ البحرين ومختلف دول العالم، كان الأمل والثقة في النفس وراء كل الإنجازات الكبرى ووراء القدرة على مواجهة التحديات.
لكن، ما الذي نعنيه باستراتيجية الأمل الوطني؟.. ما هي العناصر الأساسية التي يجب أن تقوم عليها هذه الاستراتيجية؟.
في تقديرنا هناك على الأقل خمسة عناصر كبرى يجب أن تقوم عليها هذه الاستراتيجية، ويجب أن تكون حاضرة في العمل الوطني، هي على النحو التالي:
أولا: تكريس الوعي بخبرة التاريخ.. خبرة تاريخ البحرين الطويل الممتد.
تاريخ البحرين حافل بالإنجازات الكبرى الرائدة في المنطقة، وحافل بكثير من الأزمات العاصفة التي تمكنت البحرين، شعبا وقيادة، من تجاوزها بنجاح، وحافل بالنماذج الوطنية المشرفة في كل المجالات.. وهكذا.
الوعي بالتاريخ على هذا النحو وتكريس الفخر والاعتزاز بما حققته البحرين من إنجازات في كل الظروف، والتعريف بالنماذج الوطنية المشرفة في تاريخ البحرين، هو في حد ذاته من أكبر عوامل تعزيز ثقافة الأمل والثقة في النفس.
ثانيا: تكريس الوعي العام بأن الأمل والثقة في القدرة على تحقيق آمال المستقبل ليست بلا مبرر، وانما لها مقوماتها واسبابها القوية.
بعبارة أخرى من المهم الوعي بأن لدينا من القدرات والامكانيات ما يمكننا من تحقيق آمالنا وطموحاتنا.
قد تكون هذه القدرات والامكانيات غير مستغلة بالكامل لكنها موجودة وتمثل عناصر قوة.
والبحرين تمتلك فعلا هذه الإمكانيات ليس المادية وحسب وإنما قبل هذا إمكانياتها البشرية.
ثالثا: تعزيز الثقة في النفس لدى الشباب خصوصا.
ويعني هذا تعزيز الإيمان بالقدرة على الإنجاز وعلى إحداث التغيير وعلى صنع المستقبل الأفضل.
ويعني هذا أيضا تعزيز الإيمان لدى الشباب بأننا لسنا بحاجة إلى معجزات كي نحقق ما نريد، ولسنا بحاجة إلى مساعدة خارجية، فنحن قادرون بقدراتنا وإمكانياتنا على تحقيق ما نريده لأنفسنا ولوطننا.
رابعا: أنه في الخطاب السياسي والإعلامي لا يجب التوقف عند السلبيات واوجه القصور فقط في الأداء العام، وأنه يجب إبراز الإيجابيات والاحتفاء بها.
الفكرة الجوهرية هنا أنه أيا كانت السلبيات فإن هناك إنجازات يجب الإشادة بها وتمثل جوانب مضيئة تدعو للأمل ويجب البناء عليها. والبحرين حققت بالفعل إنجازات مبهرة في كل المجالات تستحق الاعتزاز بها.
خامسا: وبالطبع، قبل هذا كله وبعده، لا يمكن أن نعزز ثقافة الأمل الوطني إلا على قاعدة راسخة من قيم الوطنية والولاء للوطن.
من دون الاعتزاز بالوطن والفخر به وبهويته الوطنية لا يمكن أن يتحقق أي انجاز في مجال، لا يمكن ان نتوقع تكريس ثقافة الأمل في المجتمع ولدى الشباب خصوصا.
هذه في تقديرنا أهم الجوانب التي يجب أن تقوم عليها استراتيجية الأمل الوطني.
وحين نتحدث عن استراتيجية فنحن نتحدث بداهة عن ضرورة وجود رؤية وخطط وبرامج عملية موجهة للشباب خصوصا.
MENAFN06112024000055011008ID1108858945