Tuesday, 05 November 2024 03:20 GMT



دراسة: فجوة واسعة بين التغطية التقاعدية وعدد كبار السن

(MENAFN- Alghad Newspaper) هديل غبّون

كشف مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية، عدم تلقي أكثر من نصف المشاركين في دراسة مسحية حديثة، أعدها حول "الحماية الاجتماعية لكبار السن في الأردن"، أي دخل من أي نظام تقاعدي في المملكة، ممن تبلغ أعمارهم 60 عاما فما فوق.


وأعدت الدراسة التي أطلقها المركز بالتعاون مع منظمتي العمل الدولية و"هلب ايج" أول من امس، خلال جلسة حوارية عقدت لمناقشة نتائجها في سياق إجراء مراجعة شاملة، لتحديد مسارات توسيع نظام التقاعد، اذ إن الأرقام حول نظم الحماية الاجتماعية وبرامجها القائمة على الاشتراكات، تشير إلى وجود فجوة بين التغطية التقاعدية المتاحة وعدد كبار السن في البلاد.


وقال مؤسس المركز أحمد عوض، إن منظومة الحماية الاجتماعية في الأردن، تواجه صعوبات بتوفير تغطية شاملة للمواطنين الأكبر سنا، اذ يبلغ عدد المواطنين الذين تجاوزوا الـ60 نحو 615 ألف شخص، يتلقى أقل من نصفهم رواتب تقاعدية، بينما يعتمد أقل من 10 % منهم على المساعدات النقدية.


وبرغم الجهود الرسمية في هذا المجال، المتمثلة بصدور الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية للأعوام 2019 - 2025، ومحاولتها كسر دائرة الفقر وتعزيز العدالة والتكافل الاجتماعي وفقا لعوض، لكن هناك فجوات واضحة في تغطية الحماية الاجتماعية لكبار السن، خصوصاً للعاملين بالقطاع غير الرسمي.


وقال عوض في كلمة له في افتتاح الجلسة، إن النظام الحالي للضمان الاجتماعي يعتمد بشكل كبير على المشاركة الاقتصادية المنظمة، ما يعني أن كثيرا من العاملين غير المنظمين، بمن فيهم النساء، لا يحصلون على رواتب تقاعدية، لذا تعاني نساء مسنات من ضعف التغطية الاجتماعية، ومعظمهن يعتمدن على دعم الأسر أو الحد الأدنى من المساعدات الحكومية.


وبين أن هناك فرصة لاستعراض التحديات الأساسية، وأبرزها المتعلقة بالفجوات في التغطية التقاعدية لكبار السن، وتسليط الضوء على دور المجتمع والأسر بدعم هذه الفئة، عبر تنفيذ إصلاحات على مستوى السياسات، والتعاون الوثيق بين الأطراف من الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص، فبدون دعم جماعي وتنسيق مشترك، لن نتمكن من توفير الحماية التي يستحقها كبار السن.


مديرة الاتصال والإعلام بالمجلس الوطني لشؤون الأسرة خديجة العلاوين، تحدثت عن أبرز محاور استراتيجية كبار السن 2025 - 2030 بنسختها الـ3 التي أقرت مؤخرا، مؤكدة أن العمل جار لوضع خطة تنفيذية متكاملة لها، وأن اللجنة الوطنية لكبار السن والمجلس، يعملان مع كل المؤسسات ذات العلاقة لإنفاذها.


وقالت رئيسة قسم كبار السن والهائمين بوزارة التنمية الاجتماعية شيرين المومني، إن هناك قائمة طلبات انتظار للالتحاق بدور المسنين، لافتة لـ"قلة في الموازنة" المخصصة لشراء الخدمات بدور رعاية المسنين، موضحة أن الوزارة تسعى لرصد مخصصات أكبر لشراء الخدمات والمقاعد في دور المسنين، في وقت لا يوجد فيه أي دار حكومية للآن.


وبينت الدراسة، أن كبار سن يعتمدون على مصادر دخل متعددة، اذ كان الاعتماد الرئيس بالنسبة لهم على الضمان الاجتماعي/ التقاعد (52 %)، تليها المساعدة من الأبناء (37 %)، فالمساعدة من صندوق المعونة الوطنية/ وزارة التنمية الاجتماعية (21 %)، فالجمعيات الخيرية (19 %)، وكان مصدر الدخل الرئيس لكبار السن السوريين، هو المساعدة من المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (75 %) فالمساعدة من الأبناء (26 %).


وتشير الأرقام، وفقا للدراسة بشأن نظم الحماية الاجتماعية إلى وجود فجوة بين التغطية التقاعدية المتاحة وعدد كبار السن في الأردن، فأكثر من نصف المشاركين فيها وتبلغ أعمارهم 60 عامًا فما فوق لم يتلقوا دخلًا من أي نظام تقاعد، في حين يتلقى 3.6 % منهم رواتب تقاعدية من النقابات المهنية.


كما أشارت النتائج، لوجود فجوات رئيسة بتغطية أنظمة الرواتب التقاعدية لفئات كالعمالة غير المنظمة وعمال المياومة، اذ أفاد ثلثا المشاركين بعدم تسجيلهم في الضمان، أو عدم وجود عقد عمل في آخر وظيفة لهم قبل الـ60، في حين أظهرت نتائج الدراسة أن 12.5 % فقط ممن يعملون بعد الـ60 في قطاع العمل غير المنظم، لديهم تغطية بالضمان وعقود عمل.


ومما يزيد من التحديات لتعزيز منظومة الحماية، منع القانون في بعض الحالات العمال غير الأردنيين، العاملين بقطاعات كالزراعة والإنشاءات من التسجيل في الضمان اختياريا، ما يترك هؤلاء العمال خارج نطاق الحماية الاجتماعية، ويحرمهم من مزايا مثل التقاعد والتأمين ضد العجز.


وأفادت 30 % بأنهن عملن من قبل، بينما لم تحصل ثلث النساء اللواتي عملن رسميًا على رواتب تقاعد، في حين يؤدي سن التقاعد للنساء (55 عامًا) لفجوة في عدد السنوات التي يسهمن فيها بالضمان مقارنة بالرجال (60 عامًا)، ما يؤدي لتقليص فرصهن بالحصول على معاشات تقاعدية كاملة.


وتمثل النساء (18 %) من متلقي الرواتب التقاعدية، بينما يشكلن 80 % من مستفيدي رواتب الوفاة، ما يدل على اعتمادهن الكبير على دخل أزواجهن التقاعدي، ومع ذلك، فإن معاشات الوفاة التي تُقسَّم بين المعالين تؤدي لانخفاض كبير في الدخل الشهري للأرامل.


وتشير البيانات إلى أن معدلات تغطية الضمان لغير الأردنيين بمن في ذلك اللاجئين، أقل بكثير من الأردنيين، فـ6 % من اللاجئين السوريين أفادوا بأنهم كانوا مسجلين بالضمان في آخر وظيفة لهم قبل بلوغهم الـ60.


وتعكس الأرقام بشأن نظم الحماية الاجتماعية وجود فجوة في التغطية في المساعدات النقدية، فـ7 % من كبار السن ممن تزيد أعمارهم على الـ60 عامًا، يتلقون مساعدات نقدية من صندوق المعونة، وتشكل النساء اللاتي يرأسن أسرًا أكثر من 50 % من الأسر المستفيدة من مساعدات الصندوق، ما يعكس ضعفهن الاقتصادي، وأبلغ المستفيدون عن مشكلة توقف المساعدات من صندوق الزكاة في حال تسجيلهم للحصول على دعم إضافي من صندوق المعونة، ما يؤدي لانقطاع حاسم في الدعم المالي الشهري.


وتؤكد الدراسة، على الدور الرئيسي للمنظمات الدولية مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الاونروا" بتقديم مساعدات نقدية ورعاية صحية للاجئين، لكن النتائج تشير لتخفيض مساعدات المفوضية، ما أثر على الحماية الاجتماعية لكبار السن اللاجئين السوريين.

في حين تبين وجود ضعف بالتغطية المالية للاجئين الفلسطينيين، اذ يقتصر الدعم النقدي من "الاونروا" حاليًا على اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية وهذا يترك فئات أخرى من الفلسطينيين، كاللاجئين من غزة والفلسطينيين من العراق في حالة عدم استقرار.

اقرأ المزيد :

رواتب 70% من متقاعدي "الضمان" أدنى من خط الفقر

MENAFN05112024000072011014ID1108851741


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.