باكستان تساند فلسطين وتفتح أبوابها أمام طلبتها لاستكمال تعليمهم

إسلام أباد / PNN- "أنتم أخوة لنا.. هذا البيت بيتكم.. باكستان بيتكم إن شاء الله.. قلبي مفتوح لكم في أي وقت... أنتم لستم ضيوفا أنتم أخوة لنا، وباكستان بيتكم وبيتنا"، بهذه الكلمات رحب رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، بالطلبة الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، ضمن منحة لاستكمال تخصصاتهم في الطب البشري وطب الأسنان في الجامعات الباكستانية.

ووصل إلى باكستان خلال الأيام الأخيرة، 153 طالبا وطالبة من طلبة الطب البشري وطب الأسنان ممن استطاعوا الخروج من قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وذلك لاستكمال تعليمهم وتخصصاتهم في الجامعات الباكستانية.

سفير دولة فلسطين لدى باكستان زهير دار زيد، أكد لـ"وفا" أن أهمية تلك المنح تنبع من أن الكوادر الطبية في قطاع غزة تعرضت كباقي أبناء شعبنا إلى إبادة جماعية.

وأوضح أنه تم طرح هذه المبادرة من مؤسسات مختلفة حول العالم وجامعات فلسطينية في قطاع غزة، بعد توقف التعليم بسبب تدمير الجامعات، وأن بعض الطلبة ممن أنهوا السنة الرابعة أو الخامسة من دراستهم تبقى لهم الجزء العملي في التخصص، وهؤلاء هم من تم استيعابهم ضمن المنحة الباكستانية، وأن طلبة آخرين قد تم استيعابهم بدول أخرى، وأن الطلبة سيستكملون ما تبقى لهم، أما الامتحانات فستكون من جامعاتهم الأصلية في قطاع غزة.
وفي الإطار ذاته، أشار دار زيد إلى أن المنح الدراسية للطلبة الفلسطينيين متواصلة ومستمرة بشكل عام من باكستان وليس فقط في الجامعات الحكومية وإنما أيضاً في الجامعات الخاصة، حيث أن اتحاد الجامعات الخاصة في باكستان كان قد وعد بـ 5000 منحة طلابية خلال العشر سنوات المقبلة.

من جانب آخر، وضمن سلسلة من المساعدات الإنسانية إلى شعبنا في قطاع غزة، قامت الحكومة الباكستانية خلال اليومين الماضيين بإرسال شحنتين مجموعهما 200 طن، تشمل 2000 خيمة شتوية و8000 غطاء شتوي، من أصل 3000 خيمة و12000 غطاء شتوي سيتم استكمال إرسالها خلال الأيام المقبلة.

وأوضح دار زيد أن الشحنة الأولى أرسلت قبل يومين جواً من مطار العاصمة إسلام اباد إلى الأردن، وأنه كان في استقبالها ممثلون عن الهيئة الهاشمية الخيرية ووزارة التنمية الاجتماعية الفلسطينية، وهي عبارة عن 1000 خيمة و4000 غطاء شتوي.

وتابع" أن الشحنة الثانية تحركت يوم السبت بالشاحنات براً إلى ميناء كراتشي ومن ثم ستنقل بحراً إلى الإمارات لتكمل مسيرتها براً إلى المملكة الأردنية الهاشمية ومنها إلى شعبنا في قطاع غزة، من خلال المتابعة مع وزارتي التنمية الاجتماعية والإغاثة.

وأوضح دار زيد أنه بهاتين الشحنتين يبلغ عدد شحنات المساعدات الإنسانية الباكستانية إلى شعبنا ثلاثة عشر شحنة تضمنت خياماً وأغطية شتوية إلى جانب مواد غذائية وطبية.

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الباكستاني أعلن قبل أيام عن فتح حسابات للتبرع لصندوق دعم للشعب الفلسطيني، ودعا الشعب الباكستاني وكل جالياته حول العالم للتبرع ودعم هذا الصندوق لتقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.

وبين السفير زيد بأن الشعب الباكستاني محب ومقدر للشعب الفلسطيني، ويبحث عن كل وسيلة لتقديم يد العون والمساعدة لهم، وأنه على الصعيد الدولي الموقف الرسمي الباكستاني واضح بأن "ما تقبله قيادة الشعب الفلسطيني تقبله باكستان"، وأن العلاقات الفلسطينية وطيدة على كل المستويات.

وأكد أهمية تطوير العلاقات الفلسطينية الباكستانية في مختف الأطر العلمية والثقافية والاقتصادية والتجارية، والحرص على أن يكون حضورنا فيها فاعلاً.

وأعرب سفير فلسطين عن بالغ الشكر باسم الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء وحكومة وشعب فلسطين، لباكستان، على دعمها للقضية الفلسطينية، والمساعدات الإنسانية التي تقدمها لشعبنا.

يذكر أن فلسطين وباكستان ترتبطان بعلاقات دبلوماسية متميزة، حيث استقبلت باكستان بعثة منظمة التحرير الفلسطينية في كراتشي عام 1960، كما اعترفت بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الفلسطيني عام 1974، في أعقاب اعتراف مؤتمر القمة الإسلامية المنعقد في لاهور بها.

وأصبحت العلاقات الدبلوماسية الفلسطينية الباكستانية كاملة عام 1975، وربطت الرئيس الراحل ياسر عرفات، والرئيس محمود عباس، علاقات وثيقة برؤساء باكستان ورؤساء وزرائها.

وتاريخيا، تدعم باكستان الحقوق الوطنية الفلسطينية، بما فيها إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة.

MENAFN28102024000205011050ID1108824150