Thursday, 17 October 2024 01:21 GMT



الخشت: التكنولوجيا الرقمية قد تعيد تشكيل مفهوم الجماعة الدينية

(MENAFN- Youm7) شارك الدكتور محمد الخشت أستاذ فلسفة الدين والمذاهب الحديثة والمعاصرة ورئيس جامعة القاهرة السابق، في المؤتمر الدولي "الإيمان في عالم متغير"، الذي نظمته الرابطة المحمدية للعلماء بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي ، برعاية من جلالة الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية، وبحضور الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي رئيس هيئة علماء المسلمين ، والعلامة عبد الله بن بيه رئيس المجلس الامارتي للإفتاء، والدكتور أحمد عبادي أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء بالمغرب، ووسط مشاركة واسعة من شخصيات دينية وفكرية عالمية ذوات اختصاص وخبرة، وحوارات مشهودة ومثمنة في قضايا الإيمان وجدليات الإلحاد المعاصر.

وجاءت كلمة الدكتور محمد الخشت، بعنوان: "الإیمان في ضوء التكنولوجیا المعاصرة.. الرهانات والتحدیات"، حيث سلط فيها الضوء على التحديات والفرص في ظل العصر الرقمي الذي تتسارع فيه التطورات التكنولوجية بوتيرة غير مسبوقة، ومن أهم هذه التحديات، التحديات التي تتعلق بالتفاعل بين التكنولوجيا والإيمان.

وبحسب بيان صادر عن الدكتور الخشت ، قال ، إن الإيمان في عصر التكنولوجيا يواجه تحديات جديدة منها ما أدت إليه التكنولوجيا الرقمية من تسطيح روحي وثقافي، وعلى الرغم من وفرة المعلومات الدينية على الإنترنت، فإن هناك تحديًا يظهر مع الانتشار الواسع للمعلومات الدينية السطحية والمغلوطة، وما يسفر عنها من تشويه للمفاهيم الدينية، ونشر الشكوك حول العقائد، وفي أحيان أخرى تؤدي إلى انتشار التطرف والانقسامات والصراعات الدینیة.

وأوضح الدكتور محمد الخشت، أن التكنولوجيا الرقمية قد تعيد تشكيل "مفهوم الجماعة الدينية"، وقد تفكك المجتمعات الدينية التقليدية، مؤكدًا أن التقدم التكنولوجي لا يؤدي بالضرورة إلى الإلحاد أو الإيمان، وإنما يفتح المجال لتنوع أكبر في التوجهات الفكرية والدينية، حيث أن التكنولوجيا تمنح الناس أدوات ووسائل جديدة للاستكشاف والتفكير مما قد يقود البعض إلى تعزيز إيمانهم، بينما قد يدفع البعض الآخر للتشكك، أو تبني مواقف غير دينية، ويعتمد ذلك على طريقة وكيفية استخدام الناس للتكنولوجيا، وعلى القیم والمعتقدات التي یحملونھا من قبل.

كما استعرض الدكتور الخشت الفرص من استخدام التكنولوجيا في الوقت المعاصر، قائلًا إن التكنولوجيا كأداة، توفر إمكانيات واسعة لتعميق التجربة الإيمانية، ونشر المعرفة الدينية بطرق مبتكرة، حيث أتاحت مكتبات ضخمة من الكتب الدينية، مما يمنح الفرصة لتعميق فهم الدين واكتشاف رؤى جدیدة، والإسهام في تطویر الدراسات الدینیة.

وشدد الدكتور الخشت، على أن العلم والدين يكملان بعضهما البعض، فميدان العلم هو الطبيعة بينما ميدان الإيمان هو ما بعد الطبیعة، فالعلم يمكن أن يفسر الكون، لكن لا يمكنه تفسير المعنى الأعمق للحياة ولا يقدم إجابات على أسئلة القيم والغايات الكبرى التي يبحث عنها الإنسان، ومن هنا يجب عـلى العلماء احترام دور الدين في تقديم المعنى والقيم، كما ينبغي على المتدينين أن يدركوا أھـمیة العلم في توضيح الحقائق الطبیعیة والكونیة.

وأكد الدكتور الخشت، أن التحديات التي تضعها التكنولوجيا أمام الإيمان تدعونا إلى النظر والتأمل في طرق التكيف مع عالم يتغير باستمرار، وتدعونا لتجديد أمر الدين في كل عصر طبقًا للنبوءة الحكيمة مـن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، حتى وإن استلزم الأمر "تأسيس عصر ديني جديد".

واختتم الدكتور محمد عثمان الخشت، كلمته، بأن الإيمان في عصرنا يحتاج إلى التكيف دون أن يفقد جوهره وهو ما يستلزم تجديدًا في كيفية تفسير النصوص الدينية، كما يتطلب تطوير نظم التعليم الديني لكي تخرج من عصر المتون والحواشي إلى عصر العلوم الإنسانية والاجتماعية حتى يمكن للإيمان أن يبقى حيًا فاعلًا، كما أوصى الدكتور الخشت أن يتبنى علماء وفلاسفة الدين رؤى تتيح للإيمان أن يكون ديناميكيًا ومرنًا وقادرًا على تقديم الدعم والإلهام في عالم دائم التغير، مؤكدًا أن التمسك بالتراث وحده دون التفاعل مع العصر؛ قد يضعف من قدرة الإيمان على تلبية احتياجات المؤمنين المتجددة ويجعل الخطاب الديني يبدو غير قادر على مواجهة التحديات الجديدة.

جدير بالذكر أن المؤتمر الذي تستضيف أعماله العاصمة المغربية الرباط، واستمر على مدى يومين متتالين، يسعى إلى إبراز دلائل الإيمان المعاصر، وتعزيزه في النفوس، والتصدي لشبهات الإلحاد، ورصد مخاطره، وبيان أساليب التعامل معها، وشهد المؤتمر في ختام أعماله الإعلان عن وثيقة "الإيمان في عالم متغير" التي تمثل بيانًا مهمًا من النخب والرموز الدينية والفكرية العالمية حول الإيمان في مواجهة الإلحاد، مع التأكيد على وجود الاختلاف بين العقائد الدينية والفكرية في معنى الإيمان بالله، وإنما ينصب الحديث وتظافر الجهود على مواجهة الأفكار العدمية الإلحادية.








MENAFN17102024000132011024ID1108789489


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار