Wednesday, 09 October 2024 01:25 GMT



الأمير الحسن: أهمية مشاريع المياه والطاقة والغذاء للتنمية المستدامة

(MENAFN- Alghad Newspaper) إيمان الفارس عمان– أكد سمو الأمير الحسن بن طلال أهمية مشاريع المياه والطاقة والغذاء في قيادة المنطقة نحو التنمية المستدامة، مشيرا إلى ضرورة توجيه التقانة الحديثة للاستثمار في المياه والتركيز على السياسة المائية التي تعتمد على الاستشراف والاستباق والتعاون بين دول المنطقة.
جاء ذلك خلال رعاية سموه أمس أعمال المنتدى 36 للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه.
وقال سموه إن التعاون هو المفتاح لرأب الصدع الكبير بين آسيا وأفريقيا، ويمكن أن تكون المشاريع المائية ذات الرؤية بمثابة الجسر الرابط بينهما.
وجدد الدعوة لإقامة مجلس اقتصادي اجتماعي في الإقليم ومن الإقليم يقوم بتعريف العالم باحتياجات المنطقة في ظل التحديات الإنمائية.
ولفت إلى ضرورة معرفة المعلومات الدقيقة والمتعلقة بالمياه في المشرق، وذلك من خلال بناء نظام معرفي معلوماتي متصل وتفعيل مراكز البحوث المختلفة.
ونوه بأهمية التركيز على التكامل المبني على الاحترام والتكافل والاعتراف بالهويات المتكاملة في المشرق، خصوصا وأن التحديات بأشكالها المختلفة تعد عابرة للحدود، مبينا أن ضمان الأمن المائي لا يمكن إلا بمعالجة التدهور البيئي واتباع نهج موحد لاستعادة النظم البيئية الحيوية.
واختتم سموه بالتأكيد على ضرورة التركيز على مفهوم الاستخلاف في الأرض لتعزيز المواطنة الحقة والمشاركة المسؤولة المعطاءة وتفويض وتمكين الانسان وإشراكه في التنمية والانتماء.
بدورهم أكد مشاركون ضرورة مواجهة التحديات المائية والزراعية والمناخية وفق منهجية الحلول الشاملة التي يمثلها دمج الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والنظام الإيكولوجي (WEFE Nexus).
ودعا المؤتمرون في المنتدى الذي حمل عنوان "مجتمع ممارسي الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والنظام الإيكولوجي"، إلى أهمية الخروج بالتفكير من النطاقات المحلية للدول إلى التفكير بشكل متكامل ضمن أعضاء منظمة التعاون الإسلامي، وتحويل نقاط الشراكات في المياه من نقاط توتر إلى أساس للتعاون.
وأشاروا في المنتدى الذي نظمته الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه (INWRDAM)، بدعم من منظمة التعاون الإسلامي (OIC)، واللجنة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي (COMSTECH)، إلى أهمية التفكير خارج الصندوق في إطار استثمار وتحلية مزيد من كميات المياه للاستفادة منها للأغراض الزراعية، عوضا عن هدر المياه العذبة المخصصة للشرب، وتحويل نسبة كبيرة منها للأغراض الزراعية، خاصة في ضوء التحديات المناخية الكبيرة التي يشهدها العالم والمنطقة.
وناقش المجتمعون الذين مثلوا كلا من الأردن، الجزائر، وبنغلادش، مصر، أندونيسيا، العراق، إيران، كازاخستان، لبنان، ماليزيا، موريتانيا، المغرب، النيجر، عمان، الباكستان، فلسطين، السعودية، السودان، سورية، طاجكستان، تونس، تركيا، واليمن، بالإضافة لسفراء دول عدة لدى المملكة، كيفية تعزيز أطر التعاون التي تحفز مختلف الدول المشاركة نحو اعتماد مسارات للوصول للأمن الحقيقي في إطار واحد قوي وذي قوة وتأثير إيجابي.
وفي تفاصيل أعمال المنتدى، أكد المدير التنفيذي للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه د. مروان الرقاد، ضرورة تحويل كامل التحديات التي تشهدها المنطقة لفرص، وخاصة فيما يرتبط بتعزيز كفاءة مياه الري وانعكاسها على التكلفة، محذرا من مخاطر وتأثيرات التغيرات المناخية.
وضرب الرقاد أمثلة على تحويل التحديات إلى فرص، منها "كفاءة الري البالغة 32 % في دول منظمة التعاون الإسلامي"، منوها بأنه "رغم انخفاض هذه الكفاءة، إلا أنها تمثل فرصة حقيقية لإحداث تأثير كبير بتكلفة منخفضة".
وأشار إلى أهمية تحديد أولويات خفض نسبة الفاقد الغذائي البالغة في دول المنطقة 40 %، مضيفا أن ذلك سيساهم في إيقاف المجاعات.
وأوضح أن عمل الشبكة يقوم على منهجية الحلول الشاملة، ولذلك يدمج الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والنظام الإيكولوجي (WEFE Nexus) في إطار واحد قوي، وصولا إلى خلق إطار عمل ذي قوة وتأثير إيجابي، مشددا على أهمية مساهمة تلك المنهجية بترك الأثر المستهدف.
وتابع أن مجتمع ممارسي الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والبيئة، بدأ في المثلث الذهبي للبحر الأحمر بعضوية مصر والأردن والمملكة العربية السعودية، فيما بدأ منذ ذلك الحين جذب الشركاء من جميع أنحاء المنطقة، ما أدى إلى منصة تعاونية لتبادل الخبرات في المشاريع المستدامة.
وأضاف أن سعي الشبكة لتحقيق أنظمة بيئية متوازنة، يتناغم ومبادرة "الميزان: ميثاق الأرض"، وما تتطلبه من إجراءات لتحقيقها، لافتا إلى الاستعداد لإطلاق مركز (WEFE Nexus Hub)، ليكون بمثابة "منصة إقليمية للعمل"، ومشيرا إلى دوره في خلق المعرفة وتوليد المشاريع وتعزيز الحوار الإقليمي.
بدوره، أكد وزير المياه والري رائد أبو السعود أهمية وجود أمثلة على أرض الواقع لمستوى الترابط بين المياه والغذاء والطاقة، وهو ما يمكن الإشادة به في منطقة وادي الأردن، مشيرا إلى أن الحكومة الأردنية تحرص على إدارة وتوفير المياه رغم مستوى الفقر المائي الضخم الذي وصلته المملكة.
من جانبه، أكد الممثل عن منظمة (COMSTECH) من الباكستان د. محمد محسار، أهمية الدور الكبير الذي تساهم فيه أعمال الشبكة الإسلامية، من خلال تعزيز التعاون وبناء الشراكات، لافتا إلى أن الشبكة "مؤسسة ذات تميز كبير للـ(COMSTECH) ومنظمة التعاون الإسلامي".
وأشار إلى أهمية الإنجازات التي تقدمها العائلة المالكة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، سيما في إطار التطوير العلمي من خلال مؤسسات المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا بدعم أساسي من سمو الأمير الحسن بن طلال، والجمعية العلمية الملكية بدعم كبير من سمو الأميرة سمية بنت الحسن، مشددا على دور تلك الريادة العلمية ومساعيها في تعزيز وتوسيع إطار التعاون ضمن الشبكة.
وقال محسار إن إطار تعزيز التعاون الذي قدمته الشبكة وطريقة إدارتها منذ تأسيسها وحتى عملية نضجها لاحقا من قبل رئيسها الحالي، ساهم في توسيع أدوار الشبكة ومهامها ومسؤولياتها، ما جعلها تتميز بإنجازات مثمرة ضمن إطار المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، وفق منهجية إدارة مهدت الطريق للوصول نحو أهدافها بطريقة سلسة دون أي عقبات.
من ناحيته، أكد الأمين العام لسلطة وادي الأردن هشام الحيصة، أهمية أن تكون جهود الترابط بين المياه والغذاء والطاقة متوائمة مع ثقافة الإنسان بأهمية هذا الترابط واستخدامه للمياه والحد من المهدور من الغذاء، واستخدامه بقدر الحاجة من جهة على مستوى الأفراد.
وقال الحيصة إنه على مستوى الدول، يجب أن تحافظ هذه الجهود على حقوق المياه المشتركة، وأن تتم النظرة بهذا الترابط بشكل تكاملي وليس محاصصة.
من جانبه، أكد المؤسس المدير لتحالف "الإيمان من أجل الأرض" التابع لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) د. إياد أبو مغلي، أهمية الدور الذي تساهم فيه مبادرة "الميزان"، والمنبثقة في الإسلام، عن العلاقة مع الطبيعة والكون تقوم على مبدأ أساسي وهو الميزان (التوازن).
واقترح أبو مغلي إمكانية المضي ضمن إجراءات تنبثق عن مبادرة "الميزان"، التي أطلقها تحالف "الإيمان من أجل الأرض" التابع للـ(UNEP)، وهي عهد من أجل الأرض بمشاركة منظمات إسلامية بارزة وعلماء وخبراء بيئيين، كإستراتيجية أخلاقية لتحقيق الاستدامة البيئية، من بينها تطوير السياسات البيئية.
وبين أن ذلك من خلال العمل مع الحكومات لتطوير سياسات بيئية تتماشى مع مبادئ الميزان مثل حماية الموارد الطبيعية وتقليل التلوث، وتعزيز تنفيذ القوانين البيئية ومراقبة الالتزام بالممارسات المستدامة.
ودعا إلى بناء الشراكات؛ مشيرا إلى إمكانية ذلك من خلال التعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية؛ للاستفادة من الخبرات والموارد في تنفيذ مبادئ الميزان، والعمل مع الدول المجاورة لمواجهة التحديات البيئية المشتركة.
وذلك إلى جانب دعوته لتطوير المناهج الدراسية، حيث يتم إدماج مبادئ الميزان في المناهج الدراسية والتعليم الديني لتعزيز ثقافة المسؤولية البيئية من سن مبكرة، وتدريب المعلمين على كيفية تدريس المبادئ البيئية والإسلامية بشكل متكامل، بالإضافة لإجراء البحوث.
وبين أن إجراء البحوث يتمثل في البحث في المبادئ المختلفة للميزان، وتقديم اقتراحات للتنفيذ العملي، وتشجيع الجامعات على إجراء أبحاث لدرجات الماجستير والدكتوراه في المجالات البيئية والإسلامية، فضلا عن أهمية تبني خطوات نحو تأسيس بيوت عبادة خضراء، من خلال إنشاء بيوت عبادة صديقة للبيئة لتنفيذ مبادرات بيئية شاملة، وذلك توازيا وتنفيذ المبادرات المجتمعية عبر تشجيع المجتمعات المحلية على المشاركة في مبادرات بيئية مثل زرع الأشجار وحفظ المياه وتقليل النفايات.
وتابع: "بما أننا في رحاب الشبكة الإسلامية، لا بد من ربط مفهوم الترابط بين الماء والطاقة والغذاء والأنظمة البيئية بما تم طرحه في وثيقة الميزان"، موضحا أن "عهد الميزان يتناول مسألة الترابط من خلال إطار شامل يدمج المبادئ الأخلاقية الإسلامية مع إستراتيجيات عملية للإدارة المستدامة".
ويؤكد عهد الميزان على القيمة المقدسة للمياه ودورها الأساسي في استدامة الحياة، فيما يتطلب مبدأ "الطيب" أن تكون المحافظة على المياه أولوية، من خلال ممارسات مثل جمع مياه الأمطار لتقليل الاعتماد على المياه الجوفية، وتطبيق تقنيات الري الموفرة للمياه في الزراعة، وتعليم النساء حول تقنيات إدارة المياه.
ويدعو عهد الميزان إلى التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح والطاقة المائية، وذلك تماشيًا مع قيم الإسلام في الاعتدال والحوكمة، ويشجع على تبني الممارسات التي توفر الطاقة ودعم الاستثمارات في الطاقة الخضراء.
أما محور الغذاء فيتناول عهد الميزان الأمن الغذائي والاستدامة من خلال مبادئ تدعو إلى الاستهلاك الأخلاقي والمسؤول، وضمان أن تكون طرق إنتاج الغذاء حلالًا وطيبةً ومستدامةً.
وبالنسبة للأنظمة البيئية، يدعو عهد الميزان إلى حماية واستعادة الأنظمة البيئية من خلال إحياء ممارسات مثل "الحمى" و"الحريم" للحفاظ على التنوع البيولوجي وضمان استخدام مستدام للأرض، وفق أبو مغلي.
وقال أبو مغلي إن هذا التوازن يعكس النظام الدقيق الذي خلقه الله في كل جوانب الكون، مضيفا أن التوازن ليس مجرد مسألة فيزيائية أو بيئية، بل هو مبدأ روحاني وأخلاقي يعكس المسؤولية التي يتحملها الإنسان تجاه خلق الله.
ونبه أبو مغلي إلى مخاطر الاستهلاك غير الأخلاقي وغير المستدام للموارد الطبيعية في العقود الأخيرة، والذي ساهم بشكل كبير في التحديات البيئية التي نواجهها اليوم، منبها من انعكاس "التهاون في استغلال هذه الموارد دون اعتبار لحقوق الأجيال القادمة أو للتوازن البيئي الذي وضعه الله، في تفاقم ظواهر خطيرة مثل تغير المناخ، وفقدان التنوع البيولوجي، والتلوث بجميع أشكاله".
وتابع أن تغير المناخ نتج بشكل أساسي عن الإفراط في استهلاك الوقود الأحفوري، الذي أدى لزيادة انبعاثات الغازات الدفيئة، ما أثر على أنظمة المناخ العالمية وسبب ارتفاعًا في درجات الحرارة وزيادةً في الكوارث الطبيعية.
ونبه من فقدان التنوع البيولوجي الذي جاء نتيجة لتدمير المواطن الطبيعية، سواء من خلال إزالة الغابات، أو التوسع العمراني، أو الاستغلال المفرط للحيوانات والنباتات، ما يعرض الأنواع الحية للانقراض بمعدلات غير مسبوقة.
وحذر أيضا من جوانب التلوث كافة، سواء كان هوائيا أو مائيا أو تربة، نتيجة للتصرفات البشرية غير المسؤولة، حيث يتم التخلص من النفايات الصناعية والزراعية دون مراعاة للآثار البيئية.
ورأى أبو مغلي أن هذا النمط غير الأخلاقي من الاستهلاك لا يهدد فقط الطبيعة، بل يعكس انفصال الإنسان عن مسؤولياته كخليفة على الأرض، داعيا إلى ضرورة "إعادة التفكير في كيفية استخدامنا لهذه الموارد بشكل يحفظ التوازن البيئي ويحقق التنمية المستدامة".
من ناحيته، أكد وزير المصادر المائية والري من مصر د. هاني سويلم، أهمية تحويل الإجراءات من نظريات وتحويلها لتجربة واقعية خاصة في إطار النموذج الحسابي الاقتصادي لكل دولة، وذلك فيما يرتبط بإطار مشاريع التحلية باستخدام الطاقة الشمسية المتجددة.
وحذر سويلم من مخاطر وتحديات التغير المناخي في دول المنطقة بشكل عام، منبها من مخاطر عدم الحد من استنزاف المياه العذبة المخصصة للشرب واستخدامها بشكل مفرط للأغراض الزراعية.
واستعرض وزير الموارد المائية المصرية تجربة مصر في إطار التعامل مع استخداماتها المياه، والتحديات التي تواجهها في إطار تنظيم الاستخدامات المائية بين أغراض الشرب وأغراض الزراعة.

MENAFN08102024000072011014ID1108760330


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية