Wednesday, 09 October 2024 03:28 GMT



حرب الانبعاث.. مسمى توراتي يطلقه نتنياهو لحربه على غزة

(MENAFN- Alghad Newspaper) نادية سعد الدين عمان - في موسم الأعياد اليهودية المزعومة؛ اختار رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، مسمى دينيا توراتيا لإطلاقه على المرحلة الجديدة من حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، تحت عنوان "حرب الانبعاث"، عقب انقضاء سنة عجفاء لم يحقق فيها ما ادعى من أهداف، في ظل فشل روايته الصهيونية أمام الرأي العام العالمي مقابل تقدم القضية الفلسطينية.
ويحمل قيام "نتنياهو" بتغيير اسم عدوانه على غزة من "السيوف الحديدية" إلى "حرب الانبعاث" أكثر من دلالة؛ فاستخدام التعبير التوراتي يلزم أوساط الكيان المحتل، التي تعاني من التصدع والانقسام، للالتحام من أجل الدفاع عن "الوطن والشعب والهيكل باسم الله"، وفق مزاعمهم، بما يدفع التجمع الصهيوني لحمل السلاح واستعمال القوة للقضاء على "العدو الفلسطيني العربي"، بحيث لن يكون أمامهم أي مجال للتنصل.
وقام "نتنياهو" بإلصاق المخاوف حول وجود الكيان المحتل بحرب الاحتلال ضد غزة واعتبار "أن الحرب وجودية والهجوم المضاد ضروري لمستقبل البلاد"، وفق مزاعمه، لأنها الطريقة الوحيدة في المنظور الصهيوني التي تشحذ الهمم الخاوية بعد عام على "عملية طوفان الأقصى" من دون أن يحقق الاحتلال الأهداف التي أعلنها وفشل في إحرازها.
وطبقا للفصائل الفلسطينية، فإن الاحتلال فشل في القضاء على المقاومة وضرب بنيتها التحتية، فحتى يوم أول أمس انطلقت صواريخ المقاومة بكثافة من خان يونس، في قطاع غزة، نحو عمق الكيان الصهيوني، بما يؤكد أن المقاومة ما تزال حية ونابضة بالقوة والصلابة للدفاع عن الشعب والأرض والمقدسات.
فيما فشل الاحتلال، أيضا، في بسط سيطرته العسكرية الكاملة على قطاع غزة، مثلما فشل في استعادة أسراه بالقوى العسكرية كما كان يدعي في البداية قبل أن يتراجع ويقبل التفاوض، أمام جمهوره الداخلي لدرء الاحتجاجات الشعبية العارمة ضد عراقيل "نتنياهو" أمام مفاوضات تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة.
بينما تهاوى مخطط الاحتلال بتهجير سكان قطاع غزة خارج وطنهم نحو سيناء، في ظل صلابة صمود الفلسطينيين وتمسكهم بأرضهم ورفضهم المغادرة، وهو الآن يستبدله بخطة ضم شمال القطاع للكيان المحتل وحصاره وإعلانه منطقة عسكرية مغلقة وتهجير سكانه، والذي سيلاقي نفس مصير الفشل.
لم يستطع الاحتلال، وفق القوى الفلسطينية، تحقيق أهدافه في اقتلاع المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية، ولكن جرائمه الوحشية شحنت جيلا كاملا بقيم الكفاح والمقاومة وفتحت باب عزلة لا سابق لها للكيان المحتل دوليا، وفق الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي. وليس مقدرا لحركة تغيير اسم العدوان من عملية "السيوف الحديدية" إلى "حرب الانبعاث" أن تحقق ما فشل الاحتلال به طيلة عام كامل، باستثناء الجرائم والمجازر الوحشية والخراب والدمار، مما أدى لارتقاء أكثر من 42 ألف شهيد فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال.
ومع ذلك؛ فقد جدد "نتنياهو" التأكيد بأنه سينهي الحرب عندما تستكمل جميع الغايات التي تم تحديدها: القضاء على حكم حماس، إعادة الأسرى إلى الديار، القتلى والأحياء على حد سواء، إحباط أي تهديد مستقبلي من غزة على الكيان المحتل، وإعادة سكان الجنوب والشمال إلى بيوتهم.
إلا أن ذلك يؤكد مجددا بأن تلك الأهداف التي أعلنها "نتنياهو" في بداية عدوانه على قطاع غزة، منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، لم يتم تحقيقها بالكامل طيلة عام كامل، مما استدعاه لتغيير اسم الحرب عل ذلك يفيد في مرحلته القادمة.
في حين يظل الفشل الكبير بالنسبة للاحتلال يتمثل في إخفاقه بتسويق روايته الصهيونية، مقابل تصدر القضية الفلسطينية للعناوين العالمية، واتساع رقعة التأييد والتضامن على مستوى العالم مع عدالة حقوق الشعب الفلسطيني، والتنديد بجرائم الاحتلال.
ولم يتوقف العالم حتى الآن عن نصرة القضية الفلسطينية، عبر المظاهرات في الشوارع وعقد الندوات والمحاضرات وإعلان الرفض والشجب في مختلف المنابر الإعلامية، والتنديد بعدوان الاحتلال والمطالبة بوقف حربه ضد قطاع غزة.
وقد شهدت حرب الإبادة الجماعية الصهيونية على غزة تزايدا ملحوظا في تنامي الوعي بحقيقة الصراع العربي – الصهيوني وعدالة الحقوق الوطنية الفلسطينية المشروعة في التحرير وإنهاء الاحتلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، فضلا عن كسب المزيد من التأييد الدولي، مقابل فضح ممارسات الاحتلال.
يأتي ذلك بالتزامن مع وصول وفد من حركة "حماس" إلى القاهرة، أمس، للقاء وفد من حركة "فتح" والمشاركة في اجتماع الفصائل الفلسطينية الذي يعقد برعاية مصرية، حيث سيتم البحث في ملف المصالحة ومحاولة التوصل إلى اتفاقات، ثم يعقد بعد ذلك اجتماع موسع بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية.

MENAFN08102024000072011014ID1108760325


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية