Saturday, 21 December 2024 04:23 GMT



البنوك تتوسع فى الضمانات الخارجية لتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة

(MENAFN- Al-Borsa News) لجأ عدد من البنوك مؤخرًا للحصول على ضمانات من جهات دولية للموازنة بين التوسع فى تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة وبين مخاطرها المتزايدة فى ظل الأوضاع النقدية المتشددة وتباطؤ النمو الاقتصادى.

ويؤدى حصول البنوك على ضمانات إلى خفض الأصول المرجحة بأوزان المخاطر ما يرفع معدل كفاية رأس المال، ويمكن البنوك من التوسع فى إقراض الشركات خاصة بعد الإلغاء التدريجى للمعاملة التفضيلية للقروض غير المنتظمة للشركات الصغيرة والمتوسطة.

موضوعات متعلقة حسن الخطيب: نسعى لتحسين بيئة الاستثمار عبر تسهيل الإجراءات التنظيمية وزير الإسكان: تريليون جنيه استثمارات مشروعات التنمية بالشراكة مع القطاع الخاص “الزراعة”: استثمارات الدولة ومشروعاتها انعكست إيجابيا على الأقطان

وقال رئيس قطاع تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة فى أحد البنوك الخليجية العاملة فى مصر، إن بنكه يسعى للحصول على ضمانة بقيمة 50 مليون دولار من أحد الجهات الأوروبية لدعم توسعها فى إقراض القطاع.

وأشار إلى أن نسب التعثر فى محفظة البنك كانت محدودة فى ظل أن معظم القروض المصروفة بفائدة ثابتة ما أدى لتعزيز قدرة العميل على تحمل أعباء القرض.

وقال إن العميل عادة يحاول سداد القرض إذا كان فى استطاعته حتى يستطيع استئناف نشاطه عند تحسن الأوضاع، مشيرًا إلى أن تلك الشريحة من الشركات تكون أول من يتأثر وأول من يتعافى.

لكنه ذكر أنه فى بعض الحالات تكاليف التمويل ارتفعت بشكل كبير، خاصة لشريحة الشركات المتوسطة لأن الفائدة لدى كثير من القطاع المصرفى تكون متغيرة العائد، وفى تلك الحالة تدخل البنوك لإعادة الجدولة ومحاولة دعم العميل.

ووقع البنك التجارى الدولى اتفاقية للحصول على ضمانة بقيمة 50 مليون دولار بخلاف قرض طويل الأجل بنحو 150 مليون دولار من مؤسسة التمويل الدولية لمدة 10 سنوات، لإدراجه ضمن الشريحة الثانية من القاعدة الرأسمالية للبنك.

اقرأ أيضا:“إنتيسا سان باولو” تتوقع نمو قروض البنوك فى مصر 10.8% خلال 2025

وبحسب مؤسسة التمويل الدولية سيتم استخدام التمويل أيضًا لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وتسعى مجموعة بنك أبوظبى التجارى الإماراتية للحصول على ضمان من الوكالة الدولية لضمان الاستثمار إحدى أذرع البنك الدولى، 237.5 مليون دولار لمدة تصل إلى 3 سنوات لتحسين تغطية رأسمال وحدتها فى مصر، لدعم التوسع بالإقراض عبر إتاحة الوصول إلى التمويل، خاصة للشركات الصغيرة والمتوسطة ومشاريع المناخ ضمن استراتيجية البنك.

وتُمثل قروض البنك الموجهة للشركات نحو 51%، وللتمويل التجارى 25.4%، وقروض الأفراد 16.5%، واستحوذت المؤسسات المالية على 3.7% والشركات الصغيرة والمتوسطة على 3.3%.

وتشمل القطاعات الرئيسية الممولة البناء والخدمات المالية والكيماويات والزراعة والعقارات والأغذية والمشروبات والتجارة بالجملة والتجزئة.

ويدرس البنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية توفير ضمان يصل إلى 25 مليون يورو ضمن آلية تقاسم المخاطر على مستوى المحفظة لصالح بنك قطر الوطنى، وتغطى الضمانات حتى 50% من مخاطر الائتمان للمحفظة الجديدة من القروض الموجهة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة التى سيقدمها البنك.

ويعتزم البنك العربى الأفريقى إصدار سندات استدامة لمدة 5 سنوات بقيمة 500 مليون دولار لدعم التوسع فى المشاريع الخضراء، ووافقت مؤسسة التمويل الدولية على الاكتتاب فيها بقيمة 300 مليون دولار.

وقالت المؤسسة إن سندات الاستدامة ستكون الأولى فى مصر ومن أهم النتائج المتوقعة زيادة الوصول إلى تمويل المناخ وتمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، بما فى ذلك المؤسسات التى تمتلكها النساء فى مصر.

ضمان مخاطر الائتمان تتوسع فى تقديم الضمانات

وبخلاف ضمانات المؤسسات الدولية فالفترة من مايو وحتى سبتمبر شهدت إصدار شركة ضمان مخاطر الائتمانات ضمانات بنحو 13 مليار جنيه، والتجديد لضمانات بقيمة 19 مليار جنيه، فضلاً عن صرف ضمانات بمبلغ 750 مليون جنيه، فى حين أن الضمانات المنصرفة منذ أول العام بلغت 1.3 مليار جنيه.

وتعتزم شركة ضمان مخاطر الائتمان CGC إطلاق مجموعة جديدة من الخدمات التفاعلية لعملائها من البنوك خلال الأيام المقبلة وهى منصة ضمان CGC الرقمية، والتى تتيح خدمات التحليل المباشر لمحافظ البنوك، وخدمات تبادل المعلومات بصورة مؤمنة.

وذكرت الشركة فى بيان أنه سيتم تطبيق التوقيع الإلكترونى للضمانات، خلال الشهور القليلة المقبلة، على أن يتم إتاحة المزيد من الخدمات الرقمية على المنصة فى مراحل لاحقة.

ويصل إجمالى محفظة الضمانات التراكمية التى أصدرتها الشركة نحو 262.53 مليار جنيه حتى نهاية يونيو.

وقال رانى صبرى رئيس قطاع تكنولوجيا المعلومات بشركة ضمان CGC إن الفترة الأخيرة شهدت الكثير من الجهود فى تطوير البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات بالشركة وذلك لتحديث قدرات الشركة والتسهيل على البنوك.

وأنه من خلال منصة ضمان سيتم إتاحة تقارير معلومات تفاعلية لكل بنك لتمكينه من معرفة بيانات التعامل مع الشركة وتحليلها والحصول على التقارير المختلفة، مما يمكن البنوك من تحليل المحفظة ومعرفة القطاعات التى ترتفع بها نسب التعثر، ومعرفة الأرصدة لدى الشركة.

اقرأ أيضا: ماذا ينتظر القطاع المصرفى من القيادات الجديدة فى البنوك؟

ومن خلال نفس المنصة سوف يتم إتاحة سبل التواصل المؤمنة مع البنوك كإرسال وتبادل البيانات مع الشركة بالتوافق مع إطار الأمن السيبرانى الصادر من البنك المركزي، وأيضا خلال العام الجارى سوف يشهد تطبيق التوقيع الإلكترونى للضمانات والوثائق المختلفة المتبادلة مع البنوك.

على أن يتم استكمال المنصة فى خلال العام المقبل والتى سوف تقوم برقمنة تامة مؤمنة لجميع المعاملات بين البنوك والشركة بما يساعد البنوك من تنفيذ العديد من العمليات لحظياً مثل إصدار ضمانات جديدة، أو تجديد ضمان قائم، أو إلغاء ضمان وغيرها من العمليات.

وذكر هشام حلاوة، الرئيس التنفيذى للعلاقات المصرفية بشركة ضمان CGC أن الشركة لا تتأخر فى صرف مطالبات البنوك.

وبخلاف ذلك تتركز الضمانات التى يعتد بها لدى تكوين المخصصات المحفظة فروض المؤسسات والشركات المتوسطة فى الضمانات النقدية، بحسب البنك المركزى.

وبحسب بيانات البنك المركزى استحوذت الضمانات النقدية على 93.9% من المحفظة و4.8% على خطابات الضمان و0.7% ضمان محلات تجارية و0.6% ضمانات عقارية و0.1% أوراق مالية.

هل ترفع البنوك حدود التمويل للشركات؟

ويرى مصرفيون أن القطاع بحاجة لزيادة حدود الإقراض بعد تغير قيمة العملة، ما انعكس على احتياجات الشركات من السيولة.

وأظهر تقرير الاستقرار المالى عن مارس الماضى، تراجع حصة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر من محفظة قروض القطاع المصرفى إلى 7.6% خلال الربع الأول من العام الجارى بدلًا من 10.8% خلال الربع الأول من العام الماضى.

وقال مصدر قى قطاع تمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة بأحد البنوك الكبرى، إن السوق فى الوقت الحالى بحاجة لزيادة حدود الإقراض الموجهة للشركات الصغيرة والمتوسطة بنحو 3 أضعاف، بسبب تغير قيمة العملة خلال الأشهر الأخيرة.

وأوضح أنه يصعب زيادة حد التمويل الممنوح للشركات الصغيرة والمتوسطة قبل إعادة النظر فى تعريفها، وتنتظر البنوك اتخاذ قرار رسمى من قبل الجهات المختصة حتى تتمكن من زيادة قيم التمويل بما يتناسب مع احتياجات الشركات بعد التعويم.

ورفع بنك مصر الحد الائتمانى لمنتجى تمويل ومرابحة إكسبريس للمشروعات الصغيرة أونلاين إلى 5 ملايين جنيه مصرى بدلاً من مليونى جنيه.

وأطلق البنك منصة“إكسبريس مشروعات”، والتى تتيح للعملاء إمكانية التقديم على أيا من أنظمة التمويل المناسبة لاحتياجاتهم أونلاين من خلال المنصة ، ومنها الحصول على تمويل اكسبريس مشروعات بأقل المستندات خلال 5 أيام عمل، والحصول على ماكينات خدمة نقاط البيع.

وقال مصدر فى بنك حكومى، إن الشركات التى يتخطى حجم أعمالها 200 مليون جنيه وحتى مستوى 500 مليون جنيه، تحصل على التمويلات بالفائدة السائدة بدون الامتيازات التى تستفيد منها الشركات الصغيرة والمتوسطة، ولكن تُصنف داخليًا كشركة متوسطة وتحصل على تمويلات تتناسب مع حجم أعمالها.

وبحسب قانون المشروعات الصغيرة والمتوسطة، تعرف المشروعات المتوسطة بأنها تلك التى يتراوح حجم أعمالها بين 50 مليون جنيه إلى 200 مليون جنيه، بينما الشركات الصغيرة هى التى تدور مبيعاتها السنوية ما بين مليون جنيه وحتى أقل من 50 مليون جنيه.

واستبعد أحمد شوقى الخبير المصرفى، رفع البنك المركزى حد الأقصى لقيمة التمويل الممنوحة للشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر، نتيجة لزيادة حالات التعثر خلال الفترة الماضية خاصة فى قطاع الشركات الصغيرة.

وأوضح شوقي، أن حالات التعثر المتزايدة مؤخرًا تأتى نتيجة لاستخدام بعض شركات المشروعات الصغيرة والمتوسطة للتمويلات الممنوحة فى غير الغرض المخصص للتمويل وهو ما يؤثر فى قدرتها على السداد.

وارتفعت نسبة القروض غير المنتظمة فى محفظة ائتمان المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر فى مارس الماضى إلى 12.1% بدلًا من 10.1% فى مارس 2023، بحسب بيانات البنك المركزى.

وتلجأ البنوك لتوفير خطوط تمويلية لجهاز المشروعات ليعيد إقراضها للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وقال مصدر رفض ذكر اسمه بجهاز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، إن الجهاز يدرس حاليًا رفع سقف التمويل للمشروع المتوسط إلى 60 مليون جنيه، بدلًا من 30 مليون جنيه، وسقف المشروع الصغير إلى 30 مليون جنيه بدلًا من 15 مليون جنيه.

وبحسب المصدر يجرى حاليًا الانتهاء من الدراسات، متوقعًا أن يتم الإعلان والتطبيق خلال العام المقبل، ويستهدف الجهاز جذب شريحة جديدة من العملاء بعد زيادة حدود التمويل، فضلا على تحفيز المشروعات القائمة على إجراء توسعاتها وتنميتها.

قال محمد عبد العال عضو مجلس إدارة البنك المصرى الخليجى، إن قيمة القرض الواحد الممنوحة لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر تختلف من بنك لآخر ومن عميل لآخر، وفق لحدود المحفظة الائتمانية المخصصة للقطاعات المختلفة فى المقام الأول.

أوضح أن التمويلات الموجهة ضمن مبادرة البنك المركزى ذات العائد 5% تتحكم فيها الحدود الموضوعة من البنك المركزى، أما القروض بفائدة السوق فحد التمويل الواحد شريط عوامل عدة، على رأسها الدراسة الائتمانية التى يجريها البنك لكل شركة على حدة، بحسب عبد العال.

وتشمل الدراسة الائتمانية التصنيف القطاعى للشركة وطبيعة نشاطها، وتحديد درجة مخاطره، بخلاف دراسة القيمة المضافة للبنك فى تنمية وتطوير القطاع، فضلا عن القدرة المالية للكيان لضمان سداد أقساط القرض.

ويرى عبد العال، أن رفع البنك المركزى للحد الأدنى لقروض القطاع من إجمالى المحافظ الائتمانية يحتاج ضمان تطبيق البنوك نسبة 25% المقررة حاليا، مؤكدا أن بعض البنوك لم تتمكن حتى الآن من تحقيق ذلك القرار.

ومد البنك المركزى الفترة المقررة لإلزام البنوك بتحقيق نسبة 25% من محفظة التسهيلات الائتمانية للبنك لتمويل الشركات والمنشآت بنهاية ديسمبر 2020، منها 10% موجهة لتمويل الشركات والمنشآت الصغيرة ومتناهية الصغر، وذلك لمدة عام إضافى ينتهى فى 31 ديسمبر 2024.

MENAFN07102024000202011048ID1108751934


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية