Saturday, 21 December 2024 04:44 GMT



لتطوير الأداء الحكومي.. مقترحات لتقييم ومساءلة المقصرين

(MENAFN- Alghad Newspaper) عبدالله الربيحات عمان- أكد كتاب التكليف السامي، على أهمية مسار التحديث الإداري بوصفه الرافع لمسارات التحديث السياسي والاقتصادي، وضرورة تعزيز قيم الإنتاجية، وثقافة الإنجاز، والأداء المتميز من قبل كافة موظفي القطاع العام على اختلاف مستوياتهم.
وبين خبراء إداريون، انه لا بد من متابعة الإنجاز والتقييم الصحيح له وللقائمين عليه وتحديد المسؤولية، وهذا ما أكده جلالة الملك في الورقة النقاشية السادسة: "إن تطوير الإدارة الحكومية مسيرة مستمرة تخضع لمراجعة وتقييم دائمين وعليه، يجب تحديد مواطن الخلل والقصور والاعتراف بها للعمل على معالجتها، وإرساء وتفعيل مبدأ المساءلة والمحاسبة كمبدأ أساسي في عمل وأداء مؤسساتنا وفي جميع طبقات ومراحل الإدارة الحكومية."
من جهتها بينت وزيرة الدولة لتطوير القطاع المؤسسي الأسبق، ياسرة غوشة، ان الإصلاح الإداري في المملكة يعد من أوائل الإصلاحات التي دعا لها جلالة الملك عبد الله الثاني منذ تولى سلطاته الدستورية عام 1999، بحيث لم يخل أي كتاب تكليف للحكومات أو خطاب عرش من الإشارة لأهمية إصلاح القطاع العام.
وتابعت: كما أكد جلالة الملك على أهمية النهوض بالقطاع العام ووضع الأسس للإدارة الحكومية المتميزة والتي تتبع الممارسات المثلى في الإدارة، وأكد أكثر من مرة ضرورة إصلاح القطاع العام لتحقيق التنمية المستدامة وأنه لا يمكن تحقيق النهوض الاقتصادي بدون إصلاح إداري، واورده تفصيلا في الورقة النقاشية السادسة.
ولفتت إلى أنه كما حدد جلالته أكثر من مرة ضرورة وجود برامج عمل مؤسسية، تنطلق وفق خطة عمل واضحة ومعايير إنجاز وأداء تضمن التقدم نحو ترجمة رؤيته الإصلاحية التحديثية إلى واقع ملموس.
وأضافت: ان الحكومات المتعاقبة ترجمت الرؤية الملكية إلى خطط إستراتيجية وبرامج عمل تنفيذية لتحقيق ولكن الأسلوب الأمثل عالميا، يتمثل عبر انشاء مكتبين في رئاسة الوزراء مرتبطين برئيس الوزراء أو أحد الوزراء الذين يفوضهم الرئيس لمتابعة الإنجاز ودعم قرار مجلس الوزراء، وهذا ما تم أكثر من مرة في الأردن عام 2005 حيث كان نائب رئيس الوزراء ووزير متابعة الأداء الحكومي وعام 2009 وضع برنامج متطور ودقيق لقياس الأداء وفق نظم رصد وتقييم Monitoring and Evaluation، ثم تم وأعيد تشكيل الوحدة في رئاسة الوزراء عامي 2016 و2018، هذا التارجح وعدم الوضوح في الجهة المنوطة بمتابعة التطوير المؤسسي وهي رئاسة الوزراء أدت لوجود معيقات أثرت سلبا على عملية التطوير.
وبينت غوشة انه لتحسين الأداء الحكومي ومتابعة الإنجاز لا بد من وجود وحدة لمتابعته تهدف للتنسيق والمتابعة مع كافة الوزارات والدوائر الحكومية من وضع خططها وبرامجها التنفيذية للتأكد من نجاعة وفاعلية الأداء الحكومي وتحقيق الأهداف، ليتواءم مع رؤية القيادة والخطط الإستراتيجية، والرقابة على تنفيذ الإستراتيجيات والخطط والبرامج التنفيذية للحكومة، على أن ترتبط بالمتابعة مع الوحدات المتخصصة بمتابعة الإنجاز في الجهات الحكومية.
وتابعت: ولرفع مستوى الشفافية بين الحكومة والمواطنين، يتم نشر ملخص تنفيذي للتقارير الدورية الصادرة عن وحدة متابعة الأداء الحكومي لتعزيز تحقيق الحاكمية في القطاع العام وضمان حق المواطن بالاطلاع على خطط الحكومة ومتابعة تنفيذها.
ولفتت الى أنه لتحسين الأداء أيضا، لا بد من وجود وحدة الاستراتيجية ودعم القرار، ترتبط برئيس الوزراء تعمل لدعم صنع القرار في مجلس الوزراء، بحيث توفر المساندة اللازمة لرئيس الوزراء والوزراء عند اتخاذ القرارات على مستوى السياسات والإستراتيجيات، وذلك بإيجاد آليات مؤسسية مساندة، عبر مستشارين متخصصين بإعداد الدراسات وتضمن توفير المعلومات المناسبة والدقيقة بشكل مسبق، بما يعزز من قدرة المجلس على اتخاذ القرار المناسب وبشكل كفؤ وفي الوقت المناسب، مهمتها دراسة التشريعات والسياسات وأثرها على كل القطاعات قبل عرضها على مجلس الوزراء.
وزادت: ولتحسين الخدمات الحكومية لا بد من تحديد الخدمات المشتركة وتوحيدها بعد مراجعتها وهو دور الجهات المسؤولة عن تقديم الخدمة، ثم ياتي دور وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة لتحولها إلى إلكترونية.
بدوره قال أمين عام وزارة تطوير القطاع العام ومدير عام معهد الإدارة العامة سابقا د. عبدالله القضاة، إنه يتطلب وجود نظام تقييم مستمر للأداء والمساءلة للمقصرين بشكل ناجح والالتزام الكامل بالأهداف الوطنية الواردة في خطط التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، إضافة إلى أن كتاب التكليف السامي للحكومة الجديدة، عكس ذلك ضمن خطط قطاعية عبر تقسيم الرؤية لقطاعات بحيث يقع كل قطاع تحت مسؤولية وزير مختص ومن ثم يصار لتبني خطط مؤسسية إستراتيجية لكل دائرة/مؤسسة ضمن مؤشرات أداء ومستهدفات قابلة للقياس يتم اعتمادها مسبقا من مجلس الوزراء ووحدة الرؤية في الديوان الملكي.
وأضاف القضاة، يتطلب ذلك من كل وزارة ومؤسسة عكس إستراتيجيتها ضمن خطط تشغيلية سنوية تتضمن مستهدفات قابلة للقياس وتشكل مرحلة من مراحل نتائج استراتيجيتها وتعتمد هذه المستهدفات من الوحدة المختصة في رئاسة الوزراء والتي تتولى متابعة مخرجات الأداء المؤسسي ورفع تقرير ربعي بذلك لمكتب رئيس الوزراء.
واشار انه في حال كان هناك فجوات بين الأداء الفعلي والمستهدف يعزى لتقصير أي مسؤول يتخذ رئيس الوزراء الإجراءات اللازمة بحقه، ومن ذلك اعفاؤه من منصبه وأي إجراءات عقابية تلزم، في حين يتم مكافأة الجهات والمسؤولين الذين يحققون المستهدف من الأداء ضمن المعايير المطلوبة.
وقال القضاة إن هذه السياسة المشار إليها أعلاه يمكن تشريعها لتصبح منهجية ملزمة لجميع المسؤولين في كافة المستويات الإدارية، وتصبح مخرجاتها معيارا لبقاء المسؤول وتكريمه أو إعفائه من مهامه سواء بإحالته للتقاعد أو نقله لوظيفة غير قيادية أو إشرافية حسب مقتضى الحال.
وأضاف: جاء كتاب التكليف السامي لرئيس الوزراء واضحا ومحددا بضرورة وضع أهداف قابلة للقياس ضمن مدد زمنية وهذا يشكل أساسا للمساءلة التي ارادها جلالة الملك ويؤسس لنهج إداري جديد يعرف بادارة الأداء يعتمد الأسس والمعايير الإدارية العلمية والذي يشكل متطلبات من متطلبات التحديث الإداري المنشود والذي يشكل رافعة اساسية للتحديث السياسي والاقتصادي.
ويتأمل القضاة، من الحكومة الجديدة إجراء مراجعة سريعة لمخرجات التحديث الإداري الأخيرة وأهمها هيئة الخدمة ونظامي الخدمة المدنية والموارد البشرية بهدف التطوير والتحسين بما يتواءم والتوجهات الملكية السامية.
من جهته قال رئيس هيئة الخدمة والإدارة العامة سامح الناصر إن كتاب التكليف السامي، أكد على أهمية الاستمرار بتعزيز المساءلة واعتماد نهج مترابط لتقييم الأداء من المستويات الإدارية الأعلى وصولا لجميع المستويات الوظيفية في القطاع العام.
وأشار الى ان خطوات تعزيز هذا النهج سترتكز على منظومة تشريعية شاملة تستند لمضامين خريطة تحديث القطاع العام، وما جاء به نظام الموارد البشرية العام رقم (33) لسنة 2024 النافذ اعتبارا من تموز "يوليو" الماضي، ويتم حاليا تطوير تعليمات تقييم إدارة الأداء والتي ستصدر بموجب هذا النظام، والتي أخذت بعين الاعتبار أهمية دور الإدارة الوسطى بضمان التنفيذ الدقيق لمضامين النظام الذي يقوم على تطوير ورفع سوية أداء الموظف وإنتاجيته، وتقديم الخدمات العامة للمواطن بالشكل اللائق والمطلوب، وترتكز في جوهرها على تطوير آلية تقييم أداء الموظف، وتنفيذ الإستراتيجيات ذات الصلة على أرض الواقع عبر ربط الأداء الفردي بالمؤسسي، ومدى رضا المواطن عن مستوى الخدمات التي تقدمها الدوائر والمؤسسات الحكومية، والعمل على تكامل سلسلة النتائج وإيجاد الضمانات الكافية للمتابعة عبر المراجعات الدورية لسجل أداء الموظفين، وسد الفجوات في أداء الموظف الذي يكون تقييم أدائه دون المستوى المطلوب سواء عبر الإرشاد الوظيفي أو عبر التدريب الموجه.
وقال الناصر ان نظام الموارد البشرية نص على وجود اتفاقية أداء توقع مع الوزير المعني، وفق أهداف محددة مرتبطة بجدول زمني وبما ينعكس إيجابيًا على الأداء المؤسسي والخدمات المقدمة للمواطنين.
وأشار إلى الدور المهم الذي تقوم به الهيئة بتعزيز بناء قدرات الموظفين العاملين في وحدات الموارد البشرية والتطوير المؤسسي، عبر تحديث الأدلة الإجرائية والنماذج الخاصة بعملية التقييم، وآليات التعامل مع كافة مراحل عملية تقييم وإدارة الأداء والتأكد من تناسب الأهداف مع متطلبات الوظيفة، وتوفير مصادر معرفية متقدمة، بالإضافة الى تطوير نظام الكتروني لإدارة عمليات الأداء بدعم من الوكالة الأميركية للتنمية (USAID)، فضلا عن دور الهيئة في تطوير منظومة الأداء المؤسسي بشكل عام.
وتابع الناصر ان رد رئيس الوزراء على كتاب التكليف السامي، قد أكد على أهمية مسار التحديث الإداري بوصفه الرافع لمسارات التحديث السياسي والاقتصادي، وضرورة تعزيز قيم الإنتاجية، وثقافة الإنجاز، والأداء المتميز من قبل كافة موظفي القطاع العام على اختلاف مستوياتهم، مع التأكيد على أهمية دور القيادات العليا ممثلة بالأمناء والمدراء العامين في هذا المجال، حيث أشار رئيس الوزراء الى أنه سيتم مراجعة آليات التقييم وضمان أن تكون المهام واضحة ومحددة بأهداف سنوية قابلة للقياس ،وعقد ورش موجهة للوزراء والأمناء العامين لهذه الغاية.

MENAFN05102024000072011014ID1108749890


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية