Saturday, 05 October 2024 02:21 GMT



الأردن يتقدم ضمن ثلاثة مؤشرات تقنية عالمية.. كيف يمكن مواصلة التطوير؟

(MENAFN- Alghad Newspaper) إبراهيم المبيضين عمان– أحرز الأردن تقدما في ثلاثة مؤشرات وتقارير عالمية تعنى بالاتصالات والتحول الرقمي والأمن السيبراني وهو ما يراه خبراء بأنه إنجاز يجب البناء عليه والاستفادة منه للتحول كليا إلى مفهوم الاقتصاد الرقمي.
وأسهم في هذا التقدم، بحسب خبراء، مجموعة من الخطوات التي خطتها الحكومة والجهات المعنية في القطاع خلال السنوات القليلة الماضية منها تطوير البنية التحتية للاتصالات في المملكة والإنترنت عريض النطاق وخصوصا مع إطلاق الجيل الخامس، وتنفيذ مجموعة من مشاريع التحول الرقمي ومحاولة التحسين فيها، فضلا عن دعم منظومة ريادة الأعمال والشركات الناشئة التقنية التي بدأت تساهم في القطاع.
ورغم هذا التقدم الملحوظ في مؤشرات تقنية دولية عامة إلا أن الخبراء أكدوا أنه يجب مواصلة العمل بجد خلال السنوات المقبلة لتنفيذ إستراتيجية طويلة المدى بأهداف واقعية محددة تضمن الوصول إلى الاقتصاد الرقمي وتطوير ودعم قطاع التقنية وعملية التحول الرقمي مع شراكة حقيقة مع الشركات التقنية الأردنية التي أسهمت في بناء عمليات التحول الرقمي في دول المنطقة.
وتقدم الأردن أخيرا في ثلاثة مؤشرات وتصنيفات دولية تقنية هي التصنيف العالمي لمؤشر تطور الحكومة الإلكترونية، وفي مؤشر"تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمي، وفي مؤشر عالمي للأمن السيبراني.
وقال الخبراء "ما يزال أمامنا مجال كبير للتحسين، خاصة فيما يتعلق بتحديث البنية التحتية للاتصالات، وتطوير إطار قانوني حديث، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، والعمل على بناء القدرات البشرية في القطاع، وتبني التوجهات الحديثة للتكنولوجيا لا سيما الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية والبيانات الضخمة وغيرها".
في أول المؤشرات، تقدّم الأردن 11 مركزاً في التصنيف العالمي لمؤشر تطور الحكومة الإلكترونية، الصادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، لتحل في المرتبة 89 عالميا من بين 193 دولة شملها التقرير مقارنة بالمرتبة 100 في العام 2022.
ووفقا للتصنيف، جاء الأردن ضمن مجموعة الدول ذات المستوى المرتفع في تطور الحكومة الإلكترونية، كما حافظ الأردن على ترتيبه الثامن عربيا من بين 21 دولة عربية مشاركة في التقرير.
وعن هذا التقدم في هذا المؤشر أكد الخبير الإستراتيجي التقني م.هاني البطش بشكل عام أن تقدم الأردن في مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية يعتبر إنجازًا للأردن يجب البناء عليه من خلال الاستمرار في تعزيز دور الحكومية الرقمية وتحسين نوعية الحياة للمواطنين.
ويرى البطش أن أهم أسباب هذا التقدم هو التزام الحكومة بالتحول الرقمي، ومواصلة الاستثمارات في البنية التحتية والخدمات والسياسات، وتبني التقنيات الناشئة مثل الجيل الخامس والحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطويعها لتقديم خدمات أكثر كفاءة وسهولة في الوصول، والعمل على تطوير تطبيق "سند" الذي تسعى الحكومة خلال المرحلة المقبلة ليكون منصة شاملة تضم كل الخدمات الحكومية المرقمنة.
وللبناء على هذا التقدم، قال البطش "على الأردن التركيز على محو الأمية الرقمية بين المواطنين لضمان قدرتهم على استخدام خدمات الحكومة الإلكترونية بشكل فعال، ومواصلة العمل على تطوير وتحسين البنية التحتية للاتصالات لدعم عملية التحول الرقمي".
وأكد أهمية العمل على تعزيز منظومة الأمن السيبراني في المملكة وذلك لزيادة الثقة بالخدمات الرقمية.
وأكد أهمية العمل أيضا على تحسين وتنمية مهارات وقدرات القوى العاملة لدعم التحول الرقمي، والعمل على تحديث اللوائح والأطر القانونية والتنظيمية لدعم المعاملات الرقمية، وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ مشاريع التحول الرقمي، إلى جانب تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص.
وأشار إلى أهمية العمل على تثقيف وتوعية المواطنين بالخدمات الرقمية وتقديمها بتجربة مستخدم جيدة حتى يقبل عليها المواطنون عندما يلمسون بالفعل أنها تسهل حياتهم.
وفي المؤشر الثاني سجل الأردن تقدما ضمن مؤشر "تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات العالمي" ليحتل المرتبة 60 من بين 170 دولة.
ووفقا للمؤشر، الذي صدر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، قفز الأردن 26 مرتبة العام الحالي، مقارنة مع مستواه في التقرير السابق والذي جاء فيه بالمرتبة 86 عالميا.
وأكد التقرير أن تقدم الأردن بهذا الشكل العام الحالي، سببه تحسن موقعه في جميع المؤشرات الفرعية التي تعنى بانتشار خدمات الاتصالات المختلفة في الاتصالات المتنقلة والإنترنت عريض النطاق، وفي مجال الرقمنة والتحول الرقمي.
ويعتبر مؤشر تنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات تقريرا مهما يبين مدى تقدم الدول في مجال الرقمنة وتطويع خدمات الاتصالات والإنترنت لخدمة الاقتصاد الرقمي.
وتظهر الأرقام أن عدد الشركات العاملة في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بلغ 1058 شركة، وتوظف أكثر من 26500 عامل بشكل مباشر في القطاع.
عن هذا التقدم ولتطوير قطاع التقنية وملف التحول الرقمي قال خبير إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي والميتافيرس رامي الدماطي "قطاع الاتصالات والتقنية في الأردن يُعتبر من القطاعات الحيوية والرائدة في المنطقة، وقد شهد تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة" مبينا أن المملكة تمتاز بوجود بنية تحتية جيدة نسبياً، ومجتمع شبابي متعلم ومهتم بالتكنولوجيا، إضافةً إلى بيئة أعمال داعمة للشركات الناشئة والابتكار.
بيد أن الدماطي أكد أنه رغم ما شهده القطاع من تقدم إلا أنه ما يزال هناك مجال كبير للتحسين، خاصة فيما يتعلق بتحديث البنية التحتية للاتصالات، وتطوير إطار قانوني حديث، وتعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
وأكد الدماطي أهمية العمل وفقا لإستراتيجية وطنية طويلة المدى تهدف إلى تحويل الأردن إلى مركز إقليمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات من خلال تحديد أهداف واضحة وسبل تحقيقها، والعمل أيضا على تطوير البنية التحتية الرقمية من خلال توسيع وتحديث شبكات الاتصالات وتقنيات الحوسبة السحابية، وتوفير بنية تحتية آمنة وقابلة للتطوير لتلبية الطلب المستقبلي.
وأشار إلى أهمية العمل أيضا على تسهيل الأعمال وتبسيط إجراءات إنشاء وتشغيل الشركات التقنية، وتوفير بيئة تشريعية متوافقة مع المعايير الدولية لتحفيز الاستثمار، والعمل على دعم ريادة الأعمال وإنشاء منصات ومسرعات أعمال لدعم الشركات الناشئة وتوفير التمويل والدعم اللازمين لتطوير ابتكارات تقنية محلية قادرة على المنافسة عالميًا.
وأكد على أهمية التكامل الإقليمي والدولي، والعمل على تعزيز التكامل مع الأسواق الإقليمية والدولية من خلال اتفاقيات وشراكات لتعزيز مكانة الأردن كمركز إقليمي لتقديم الخدمات التقنية، لافتا إلى أنه يجب أيضا العمل على ترويج الأردن كوجهة استثمارية في مجال الاتصالات والتكنولوجيا من خلال حملات تسويقية عالمية، وتنظيم مؤتمرات ومعارض تقنية دولية في المملكة.
وفي المؤشر الثالث، حصلت المملكة مؤخرا على ترتيب 27 عالميا من بين 194 دولة في التقرير الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات للعام الحالي والخاص بمؤشر الأمن السيبراني متقدما 44 مرتبة، مقارنة بترتيب 71 عالميا عن تقرير العام 2020.
ويقيس مؤشر الأمن السيبراني العالمي، التزام الدول بمتطلبات ومعايير الأمن السيبراني استناداً لمجموعة من المؤشرات ذات العلاقة بإدارة الأمن السيبراني على المستوى الوطني ضمن خمسة معايير رئيسة، حيث حصلت الأردن على علامة (100 %) في ثلاثة منها.
وأكد الخبير في مجال التقنية والاتصالات وصفي الصفدي أن الهجمات السيبرانية في العالم الرقمي مستمرة وتزداد تعقيدا، لافتا إلى أهمية تقدم الأردن في المؤشر العالمي للأمن السيبراني والذي يجب البناء عليه مستقبلا.
وبين الصفدي بأن الهجمات السيبرانية مستمرة ولا تتوقف مع الانتشار المتزايد للرقمنة، موضحا أن أبرز الهجمات التي يتعرض لها العالم الرقمي هي هجمات البرمجيات الخبيثة مثل الفيروسات وبرمجيات الفدية وهجمات الهندسة الاجتماعية مثل التصيد الاحتيال، والهجمات التي تهدف إلى تعطيل الخدمات الإلكترونية، وهجمات اختراق البيانات وسرقة البيانات الحساسة مثل المعلومات الشخصية والبيانات المالية.
وقال، "إن استمرار مثل هذه الهجمات يستدعي العمل وفقا لإستراتيجية وطنية واضحة المعالم مدعومة بخطط تنفيذية، وذلك للاحتياط من أو لمواجهة مثل هذه الهجمات التي يمكن أن تكبدنا خسائر كبيرة".
وبين أنه يجب العمل من قبل الحكومة بالتعاون مع الجهات المعنية على عدة محاور لتطوير ملف الأمن السيبراني وللحماية من الهجمات السيبرانية.
وقال "يجب العمل بشكل متواز على إستراتيجيات للاحتياط والاستعداد مسبقا لأي هجمات من جهة، والعمل على تطوير أدوات وطرق استجابة فعالة في حال وقوع مثل هذه الهجمات من جهة أخرى".
وأكد على أهمية العمل على تبني أحدث التقنيات في المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص للحماية من الهجمات(الجانب التقني)، والعمل على جانب بناء القدرات وتوعية الموظفين وزيادة مهاراتهم في مجال الأمن السيبراني(جانب الموارد البشرية).
ولفت إلى أهمية مواصلة العمل عل تحديث القوانين والأنظمة المتعلقة بالأمن السيبراني لتتناسب مع التطورات التكنولوجية وخاصة مع التطور في الذكاء الاصطناعي والانتشار المتزايد للدفع والخدمات الرقمية.
وأكد الصفدي على أهمية العمل على مبادرات وبرامج لرفع مستوى الوعي لدى المستخدمين والمجتمع لاتباع ممارسات أمنية جيدة لحماية أنفسهم وأجهزتهم.

MENAFN04102024000072011014ID1108748530


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية