Saturday, 21 December 2024 04:37 GMT



الزم الصمت

(MENAFN- Al-Anbaa)

اللسان نعمة من نعم الله الكثيرة التي وهبها المولى عز وجل لنا، وهو سيف ذو حدين، فلا نجعله نقمة علينا ووبالا، ومن باب حمد الله على هذه النعمة علينا استخدامها فيما يرضي الله تعالى وبما أمرنا به.
إن نعمة اللسان نعمة عظيمة يعبر من خلالها الإنسان عن نفسه وأفكاره وأحواله المختلفة، وقد قال حكيم: ليس من شيء أطيب من اللسان والقلب إذا طابا، وليس من شيء أخبث منهما إذا خبثا، والمرء قيم نفسه فإما أن يتكلم بالخير ويدعو له فينجو بإذن الله عز وجل، وإما أن تزل قدمه فيتكلم بالشر ويدعو له والله حسيبه، نسأل الله السلامة.
روي أن أعرابيا كان يجالس المحدث إبراهيم الشعبي فيطيل الصمت، فسأله عن سبب طول صمته فقال: أسمع فأعلم وأسكت فأسلم، ومن أبواب الخير التي يثاب عليها المسلم حفظ اللسان عن سيئ الكلام.
ومثلما يقال: «كف اللسان للخلق الكريم عنوان»، وما يثير الدهشة والعجب أننا نهتم ونحرص كثيرا على هندامنا ومظهرنا لنبدو للناس بصورة جميلة ولا نزين ألستنا بذكر الله والكف عن عيوب الناس وتنقيصهم، فها نحن نرى الكذب والنميمة والغيبة والمراءاة والجدل العقيم والافتراء والسب وجحود النعم عند بعض الناس وكلها من فلتات ألسنتنا، متناسين قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، فمن كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه كثرت ذنوبه ومن كثرت ذنوبه كانت النار أولى به.
ويقول الشاعر أبو العتاهية في هذا السياق:
قد أفلح الساكت الصموت
كلام راعي الكلام قوت
ماكل نطق له جواب
جواب ما تكره السكوت
وختاما قال أحد البلغاء:
الزم الصمت فإنه يكسبك صفو المحبة ويؤمنك سوء المغبة ويلبسك ثواب الوقار ويكفيك مؤونة الاعتذار، فلنكف ألستنا عما يغضب الله فإما أن نقول خيرا أو لنصمت.
ودمتم سالمين.

MENAFN30092024000130011022ID1108732508


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية