(
MENAFN- Alghad Newspaper)
فرح عطيات
عجلون – وضع خبراء وصناع قرار أردنيون وعرب، خطة عمل تعاونية إقليمية شاملة للتنوع البيولوجي، وجهود التكيف مع المُناخ، وكيفية إقامة شراكات طويلة الأجل للتنفيذ الإقليمي، وذلك في ضوء تحذيرات أطلقوها أمس، على هامش اختتام فعاليات المؤتمر الإقليمي للتنوع البيولوجي، بينوا فيها أن "ندرة وتلوث المياه وجفاف الأنهار والأراضي الرطبة، يُسهم بتدهور الموائل، ويهدد التنوع الحيوي، ويؤثر على صحة أنواع الكائنات الحية في النظام البيئي".
وتهدف الخطة لإنشاء إطار عمل متماسك يدمج مختلف أصحاب المصلحة، بما في ذلك الحكومات والمجتمعات المحلية والمدنية، والمنظمات الدولية والشباب والخبراء والإعلام، لتعزيز مرونة نظمها الإيكولوجية، والتخفيف من فقدان التنوع الحيوي، وتبني ممارسات مستدامة لضمان بيئة طبيعية نابضة بالحياة.
وتقوم الخطة، التي حصلت الـ"الغد" على نسخة منها، على حفظ النظام الإيكولوجي واستعادته، وعبر تحديد تلك المعرضة للخطر لحماية الموائل الطبيعية، بما في ذلك الأراضي الرطبة، والغابات، والمناطق الساحلية، والصحارى.
ويمكن لهياكل الحوكمة الوطنية، دمج التنوع الحيوي في إستراتيجيات التكيف مع المناخ عبر التعاون والامتثال الدولي، والتكيف القائم على النظام البيئي، ورفع الوعي، وتعزيز المشاركة المجتمعية الفعالة، وفق الممثل الإقليمي للمنطقة العربية للمعهد الدولي لإدارة المياه د. يوسف برزين.
وشدد برزين، في تصريحات لـ"الغد"، على أن "معالجة مشاكل تلوث المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي أمر ضروري بهدف حماية التنوع البيولوجي، ومنع تدهور الموائل، والتأثير على صحة أنواع الكائنات الحية في النظام البيئي".
ولا يقتصر الأمر على ذلك، بل إن "ندرة المياه وجفاف الأنهار والأراضي الرطبة يهدد أنواع الكائنات الحية في الموائل التي تعتمد عليها من أجل البقاء"، بحد قوله. محذرا من أن "الإجهاد المائي يؤدي إلى اختلال وظائف النظام البيئي، وتعطيل العمليات الطبيعية مثل دورة المغذيات، مما يقلل من مرونة الأنظمة البيئية وتنوع الأنواع الكائنات الحية".
ولفت في المؤتمر الذي حمل عنوان "مخطط الطبيعة للتكيف مع المُناخ"، الى أن "قلة المياه تدفع بالأنواع الى التنافس على الموارد المائية المحددة، مما يؤدي الى انخفاض أعداد السكان".
ومن أجل مواجهة هذه المشكلات أكد برزين "أهمية الاعتماد على العلوم لدى وضع السياسات وتعزيز المشاركة المجتمعية، واعتماد النماذج الاقتصادية والمالية التي تحسن استرداد التكاليف واستدامة مشاريع إعادة استخدام ومعالجة المياه".
وتستند الركيزة الثانية في خطة العمل ذاتها على تعزيز القدرة على التكيف مع تغير المُناخ لكل من النظم الإيكولوجية والمجتمعات، ومن خلال وضع تدابير فعالة لهذه الغاية، مثل إعادة التحريج في المناطق المعرضة بشدة لخطر التصحر.
كما وأوصت بإنشاء مناطق عازلة طبيعية للمناطق الساحلية لحمايتها من ارتفاع منسوب مياه البحر، ليس فقط لحماية التنوع البيولوجي. ويعد تعزيز القدرات البحثية في المنطقة عنصراً أساسياً في هذه الركيزة، اذ سيشجع الجامعات والمؤسسات البحثية والوكالات الحكومية على التعاون في المشاريع البحثية التي تقيم المخاطر المُناخية، التي تواجه مختلف النقاط الساخنة للتنوع البيولوجي.
وفي تفاصيل الخطة فإن الركيزة الثالثة تستهدف الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في مختلف القطاعات، بخاصة الزراعة والمياه والطاقة والسياحة، التي غالباً ما تكون في صميم فقدان التنوع البيولوجي.
MENAFN30092024000072011014ID1108732502