Friday, 27 September 2024 01:45 GMT



تفجير البيجر.. محللون يرون فيها محاولة من نتنياهو لجر حزب الله لحرب شاملة

(MENAFN- Alghad Newspaper) عواصم - فيما قالت الأمم المتحدة أول من أمس إنه يجب فتح تحقيق مستقل بشأن ملابسات التفجيرات الجماعية التي استهدفت عناصر من حزب الله، قال محللون أن رئيس وزراء الاحتلال استهدف من العملية جر حزب الله لحرب شاملة ومفتوحة معتمدا على دعم الولايات المتحدة، كما حصل عليه في عدوانه المدمر على غزة.
الأمم المتحدة طالبت كذلك بمحاسبة من أمر ونفّذ مثل هذه الاعتداءات، لأن استهداف آلاف الأفراد من دون معرفة من كان بحوزته هذه الأجهزة ينتهك القانون الدولي الإنساني.
وخلال اليومين الماضيين، انفجرت مئات أجهزة اتصال يحملها عناصر من حزب الله في لبنان وسورية، وأدت إلى مقتل 32 شخصا وإصابة الآلاف، جراح بعضهم خطيرة، حسب ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية.
وفور الهجمات، حمل حزب الله في بيان الاحتلال الإسرائيلي المسؤولة عن الهجوم، وقال "إن العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب"، فيما ما تزال تل أبيب تلتزم الصمت الرسمي.
وفور وقوع الانفجارات، تعددت الروايات التي تفسر أسبابها، ومن يقف وراءها، ولماذا في هذا التوقيت؟
ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني إبراهيم حيدر أن ما حصل في لبنان خلال اليومين الماضيين يمثل "إعلانا لحرب شاملة وتنفيذ مجزرة غير مسبوقة في كل تاريخ الحروب". مضيفا، "إن الاختراق دليل على أن إسرائيل تريد توسيع دائرة الحرب، ابتداء من كشف دائرة الاتصالات الخاصة بحزب الله، وهي العملية التي أثرت على كل لبنان وأصابت مدنيين".
وأضاف أن الهدف من التفجيرات يعد "محاولة لاستدراج حزب الله لرد واسع وشامل وغير تقليدي على إسرائيل، ما سيعطيها المبرر أمام الداخل وللمجتمع الدولي أنها تتعرض لحرب، ومن ثم ستوسع دائرة عملياتها ضد الحزب".
وفي ما يتعلق بقدرات حزب الله على الرد، أشار المحلل السياسي إلى "أن كل المؤشرات تشير إلى أن جبهة جنوب لبنان ذاهبة نحو تصعيد كبير، ولا أحد يستطيع تقدير إلى أين يمكن أن تصل الأمور"، مؤكدا "أن الحل الدبلوماسي بات مستبعدا ما دام الاحتلال مستمرا على أرض غزة، وبالتالي هذه الجبهة ستبقى مشتعلة".
وأوضح بأن حزب الله لن يرد مباشرة على ما حدث، فلا بد أن يقيّم وضعه الداخلي وحجم الخسائر التي وقعت في صفوفه ومستوى الخرق الذي حصل في اتصالاته واحتمالات توسيع المعركة قبل أن يتخذ أي خطوة.
وأضاف أن الحزب يحتاج إلى ضرورة الاستمرار في عمليات المساندة للمقاومة، وأن يرد أمام جمهوره حفاظا على موقعه وما أعلنه من توازن الردع، وذلك بما يمتلكه من قدرات بشرية تعد أكبر من التي استخدمها حتى الآن.
وكان مصدر أميركي قال إن سبب موافقة نتنياهو على عمليات تفجير "البيجر" بهدف نقل قتالها ضد "حزب الله" إلى مرحلة جديدة، مع محاولة عدم التصعيد إلى مستوى حرب شاملة.
وأضاف المصدر أن العملية كانت تهدف إلى تقويض ثقة "حزب الله" وخلق شعور في صفوف قواته بأنها مخترقة بالكامل من قبل أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
وقال، إن أجهزة الاستخبارات لدى الاحتلال قدرت قبل العملية أن "حزب الله" من المرجح أن يرد بهجوم كبير ضد إسرائيل.
المحلل السياسي في صحيفة هآرتس العبرية قال إن هناك تفسيرات محتملة لنوايا نتنياهو، الذي يبدو أنه يقود الآن بلورة السياسة في الشمال. الأول هو أن نتنياهو يأمل بأن الضغط المتزايد سيدفع حزب الله في النهاية إلى نقطة الانهيار، وأن رئيس حزب الله، حسن نصر الله، سيدرك بأن الثمن الذي يدفعه مقابل إسهامه في صراع حماس في غزة، باهظ ولا يمكن تحمله، وسيعمل على التوصل إلى ترتيب لوقف إطلاق النار في الشمال وتنسحب بحسبه قوة "الرضوان" إلى ما وراء نهر الليطاني بطريقة تسمح بعودة بعض السكان الإسرائيليين إلى المستوطنات على الحدود.
التفسير الثاني الذي ساقه هرئيل هو أنه ربما أن إسرائيل تحاول جر حزب الله إلى حرب. وعندها ستستغل إسرائيل الوضع لتوصم حربها على لبنان بشرعية دولية ستحصل عليها بعد المس بمواطنيها.
وتساءل داني ياتوم، وهو رئيس سابق لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) عن الهدف من وراء الهجوم، وقال في نقاش على القناة 13 "نحن لا نعرف ما الهدف منه، متسائلا ماذا بعد؟".
من جهته، طرح مراسل الشؤون العسكرية في قناة 12 نير دفوري علامات استفهام بشأن الهدف من تفجير أجهزة الاتصال قائلا "ما أهداف الحدث؟ وإلى أين سيقودنا؟" مشيرا إلى عدم توفر إجابات حتى الآن.
وفي السياق نفسه، تساءل عاموس جلعاد، وهو رئيس معهد السياسات والإستراتيجية في جامعة رايخمان العبرية، عما إذا كانت لدى إسرائيل إستراتيجية للتعامل مع تداعيات هذا الهجوم؟.
ويصف خبراء أمنيون ما حدث من تفجيرات بأنه عمل استخباراتي وأمني بامتياز، يأتي في إطار صراع الأدمغة وحرب العقول التي تدور رحاها بين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وأجهزة حزب الله، وتُصنف هذه العملية ضمن ما يعرف "بالتخريب الاستخباري" الذي تقوم بها وحدات استخباراتية داخل خطوط العدو مُسببة ضررا في المعدات وملحقة أذى في صفوف الأفراد.
وجاءت تفجيرات لبنان وسط دعوات في الكيان المحتل لشن حرب على حزب الله، وذلك بالتزامن مع تصاعد هجمات الحزب الصاروخية على "مستوطنات الشمال"، والتي أخليت من المستوطنين.-(وكالات)

MENAFN19092024000072011014ID1108693902


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية