Saturday, 21 December 2024 03:44 GMT



إسرائيل دولة تعيش على الدماء

(MENAFN- Alghad Newspaper) هآرتس
بقلم: جدعون ليفي
15/9/2024

إسرائيل أصبحت بسرعة كبيرة دولة تعيش على الدماء. الجرائم اليومية للاحتلال أصبحت أقل أهمية. في السنة الماضية ظهر واقع جديد من القتل الجماعي والجرائم بحجم مختلف كليا. نحن في الحقيقة دولة إبادة جماعية، دماء عشرات آلاف الأشخاص تسفك، هذا هو الوقت الذي يجب فيه على كل إسرائيلي سؤال نفسه هل هو مستعد للعيش في دولة تعيش على الدماء. فقط لا تقولوا إنه لا يوجد مناص. من الواضح أنه يوجد، لكن أولا يجب سؤال هل نحن مستعدون أصلا للعيش بهذا الشكل.
هل نحن، الإسرائيليون، مستعدون للعيش في الدولة الوحيدة في العالم التي وجودها يقوم على الدماء. الحلم الوحيد السائد الآن في إسرائيل هو أننا نعيش من حرب إلى حرب، من سفك دماء إلى آخر، من مذبحة إلى اخرى، مع أكبر عدد ممكن من الفواصل الزمنية. على الطاولة الوطنية لا يوجد أي حلم آخر. مفعمون بالأمل يعدون بتوقفات طويلة. اليمين يعد بواقع ثابت من الدماء. حرب، قتل جماعي، خرق منهجي للقانون الدولي، دولة منبوذة وهكذا دواليك في دائرة مفرغة.
الفلسطينيون سيواصلون أن يُقتلوا، وهل الإسرائيليون سيواصلون إغماض العيون؟ يصعب التصديق. ستأتي مرحلة فيها سيتم فتح العيون، والمزيد من الإسرائيليين سيعترفون أن دولتهم تعيش على الدماء. بدون سفك الدماء، يقولون لنا، لا يوجد لنا وجود. ونحن نوافق على هذه الأقوال الفظيعة باستسلام. نحن ليس فقط نؤمن بأن هذه الدولة يمكن أن تعيش إلى الأبد، بل نحن على قناعة بأنه بدون هذه الدماء فانه لا وجود لها. كل ثلاث سنوات هناك سفك للدماء في قطاع غزة، كل أربع سنوات في لبنان، وبين حين وآخر في الضفة الغربية، وبين حين وآخر غزو دموي لأهداف أخرى. لا يوجد الآن دولة كهذه.
الدماء لا يمكن أن تكون وقود للدولة، بالضبط مثلما لم يكن أحد يخطر بباله بأن يسافر في سيارة تعمل على الدماء، مهما كان سعرها رخيص. هكذا يصعب أن يخطر بالبال أن عشرة ملايين مواطن مستعدين للعيش في دولة تسافر على الدماء. الحرب في غزة هي مفترق طرق الدماء، هل سنستمر هكذا؟ وسائل الإعلام تحاول بيعنا أن هذا الأمر حيوي بواسطة حملات الشيطنة وشيطنة الفلسطينيين فإن جوقة متوحشة وموحدة من المحللين تبيعنا بنجاح فكرة أنه يمكن العيش إلى الأبد على الدماء. "سنقوم بجز العشب في غزة كل سنتين، سنقوم بإعدام جيل بعد جيل من الشباب معارضي النظام، سنقوم بحبس عشرات آلاف الأشخاص في مخيمات تجميع، وسنقوم بالطرد والتخفيف والتهجير وبالطبع القتل، هكذا سنعيش. في دولة الدماء.
نحن في السابق قتلنا الشعب الفلسطيني. بدأنا في القتل الجماعي في غزة والآن التوجه نحو الضفة. أيضا الدماء هناك ستسفك بالغالونات إذا لم يقم أحد بوقف الجيوش. القتل جسدي وأيضا روحي، من غزة لم يبق أي شيء. المعتقلون، الأيتام، المصدومون ومن لا مأوى لهم، لن يعودوا في أي يوم إلى انفسهم. الموتى بالتأكيد لن يعودوا. ستمر اجيال إلى أن تنهض غزة، هذا اذا نهضت. هذا مثل إبادة شعب، حتى لو لم يكن يستجيب للتعريف القانون للإبادة الجماعية. دولة لا يمكنها العيش على مثل هذه الأيديولوجيا. وبالتأكيد ليس عندما تكون النية مواصلة ذلك.
على فرض أن العالم سيواصل السماح بذلك فإن السؤال هو هل نحن الإسرائيليون مستعدون للسماح بذلك. كم من الوقت يمكننا العيش مع المعرفة بأن وجودنا يرتبط بالدماء؟ متى سنسأل هل في الواقع لا يوجد خيار إلا خيار دولة الدماء؟ في نهاية المطاف لا توجد أي دولة كهذه.
إسرائيل لم تحاول في أي يوم بجدية طريقة أخرى. فقد تمت هندستها وتوجيهها للتصرف كدولة تعيش على الدماء، لا سيما بعد 7 تشرين الأول. وكأن هذا اليوم الفظيع، الذي كان بعده مسموح لها فعل أي شيء، حسم مصير الدولة في أن تكون دولة دماء. صحيح أن الخطاب لم يعد يطرح أي احتمالية اخرى. ولكن دولة الدماء ليست الخيار على الإطلاق، بالضبط مثل تلك السيارة. عندما ندرك ذلك سنبدأ في البحث عن خيارات أخرى حتى لو لم تكن موجودة. ولكنها موجودة وتنتظر رحلة الامتحان. هذه الخيارات يمكن أن تفاجأ، لكن في الوضع الحالي لا يمكن حتى طرحها.

MENAFN15092024000072011014ID1108675839


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية