Thursday, 05 September 2024 04:30 GMT



السرد الفلسطيني الدجني لمقبولة حمودة يعج بالحياة واليقين بالنصر

(MENAFN- Alghad Newspaper) عزيزة علي عمان- وقعت الدكتورة مقبولة حمودة، أول من أمس، كتابها "السرد الفلسطيني الدجني- توثيق ملتقيات بيت دجن- يافا السنوية"، وذلك في مقر المكتبة الوطنية.
شارك في الحفل كل من: الدكتور أيمن حمودة، الدكتورة عالية إدريس، الدكتور حلمي ساري، وأداره إيهاب شحادة، وحضره مدير عام المكتبة الدكتور نضال العياصرة.
الكتاب يضم معلومات عن تاريخ بلدة بيت دجن وتراثها وأعلامها وعلمائها وعائلاتها وبياراتها، وأزقتها وشوارعها وفنها ودور المرأة فيها، وغيرها من المواضيع التي طرحت جميعها عبر "7"، ملتقيات لجمعية بيت دجن – يافا السنوية والتي نظمتها الجمعية بين العامين 2012 و2019، كما يشتمل الكتاب على قائمة بشهداء بيت دجن قبل النكبة وبعدها.
قال د. حلمي ساري: "إن الكتاب غني وعميق في السرد الأصيل للذاكرة الفلسطينية، كما أنه يعج بالفرح، والحياة، واليقين بالنصر والعودة، فهو ليس مجرد كتاب سردي لقرية من قرى فلسطين المهدمة في العام 1948، بل هو فعل مقاوم"، وكأن المؤلفة تقول بلسان أبطالها في هذا العمل: "نحن أهل بيت دجن نسرد لنقاوم"؛ فأبطال هذا الفعل المقاوم هم: أطباء، مهندسون، مزارعون، معلمون، إعلاميون، فنانون، نساء وشيوخ، كل منهم له سرديته المقاومة، سردية مفعمة بالحياة، وبالحزن أحيانا.
ورأى أن المفيد في هذه السردية، ومكانتها بناء الهوية الوطنية المقاومة، وفي هذا الصدد، أقول: "إن سرد ذاكرة أهالي بيت دجن، وتغنيها بعشق المكان، لا يختلف، في مضمونه وجوهره كثيرا، في الحقيقة، عن سرد ذاكرة أهالي قريتي أنا "المنسي"، في قضاء حيفا، وعشق أهاليها لخضرة مرج ابن عامر، وزهوره وبساتينه؛ ولا يختلف هذا السرد أو ذاك عن سرد أهالي أي قرية من قرى فلسطين التي دمرتها عصابات العدوان الصيوني في العام 1948، والبالغ عددها 450 قرية، إلا في بعض التفاصيل، المتعلقة بخصوصية والمكان".
وأضاف ساري: "لكن من أين جاء هذا التلاقي والتشابه، بل التكامل في السرد الفلسطيني المقاوم؟ لافتا إلى أن علماء الاجتماع يرجعون ذلك إلى الذاكرة الفردية والشعبية معا. ولكن كيف عملت هذه الذاكرة على تثبيت هوية الشعب العربي الفلسطيني، وتخصيب خياله الاجتماعي، ومقاومته للنسيان، والصدأ الاجتماعي الذي يعتري في الغالب المهجرون عن ديارهم؟، مؤكدا أهمية السرد في الحفاظ على الهوية الوطنية، وتخصيب الخيال الجماعي، ومن هنا جاءت أهمية هذا العمل؛ فهو رد غير مباشر على مقولة "الصغار ينسون والكبار يموتون".
من جانبه قال د. أيمن حمودة: "لم يعد توثيق فلسطين، أفرادا وجماعات، مدنا وقرى، جغرافيا وتاريخا مجرد رغبة في تأليف كتاب أو مقالة أو خاطرة، بل أصبح توثيق فلسطين ضرورة ملحة، وقوة لا مثيل لها خصوصا في هذا العقد من القرن"، لافتا إلى أن "اليوم ليس الثامن والعشرين بعد الثلاثمائة "328"، على بدء الحرب الظالمة ضد غزة، بل هو اليوم 328، بعد السنة السادسة والسبعين على هذه الحرب ضد فلسطين وأهلها.
ودعا حمودة إلى الاستمرار في الكتابة والسرد والتوثيق عن فلسطين، سردا وتوثيقا وحفظا للذاكرة الجمعية، مؤكدا ما قاله المفكر الفلسطيني ادوارد سعيد: "إن العالم تجاهل الفلسطينيين عقودا من الزمن، وإن على الفلسطينيين سرد قصصهم للعالم"، فكلمة السر إذن هي التوثيق والسرد، وتقع على عاتق الجيل الثالث والرابع لما بعد النكبة مسؤولية توثيق ما يدلي به من عاصر النكبة قبل وفاة آخر من عاش نكبة 1948.
وأضاف حمودة أن "بيت دجن- يافا"، هي البلدة الفلسطينية الوحيدة التي تم توثيقها منذ أيام الكنعانيين إلى أيامنا هذه عبر ثلاثة كتب جمعت حوالي "1500"، صفحة بأسلوب علمي بحثي، داعيا المهتمين إلى أن يوثقوا قراهم وبلداتهم.
فيما تحدثت الإعلامية الدكتورة عالية إدريس، عن اهمية كتاب مقبولة حمودة، وأهمية الحفاظ على التراث والإنسان الفلسطيني، إلى جانب الحديث عن أهمية وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إثبات تراثنا وتاريخنا وحقنا في هذه الأرض، لافتة إلى التحول الذي حصل في العالم وغير في وجهات النظر لبعض دول العالم مثل، أميركيا وأستراليا، وأميركا اللاتينية وغيرها من الدول الأوروبية، تجاه القضية الفلسطينية، وذلك بفضل الشباب العرب الموجودين في هذه الدول، الذين عملوا على إظهار الوجه الحقيقي للقضية الفلسطينية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، التي أثرت كثيرا على وجهات نظر الناس في كل العالم تجاه القضية الفلسطينية والإنسان الفلسطيني، وأصبحوا ينتبهون إلى الأكاذيب والاحتيال التي تروجها الدعاية الصهيونية عبر وسائل الإعلام المختلفة.
فيما قالت مقبولة حمودة: "إن الكتاب يؤكد أهمية السرد الفلسطيني العريق، ويشكل مرجعا حيويا للأجيال ونقل المعلومات المتوفرة من جيل إلى جيل حول قرية بيت دجن، والتي تعتبر كبرى البلدات والقرى المحيطة بمدينة يافا"، لافتة إلى أن الكتاب يضم نبذة عن عائلات بيت دجن واهتماماتها ودورها الاقتصادي والنضالي، مثل عائلة العسود والسيد وعائلة ماضي حمدان، فضلا عن أعلام بيت دجن مثل، المرحوم الشيخ مصطفى عبد القادر عباس مؤسس أول مدرسة للبنين والبنات في بيت دجن، والراحل عبد الهادي حمودة والراحل د. ناجي عياش وحكيم بيت دجن خميس الداودية، وفنان بيت دجن محمد غازي ومعلم بيت دجن جابر يانس وعميد التراث د. حمد بشر والمرحوم خالد الخوالدة".
وقالت حمودة: "إن الكتاب يشتمل على قائمة بشهداء بيت دجن قبل النكبة وبعدها، ومنهم: "خالد الصوالحي، محمد البيشاوي، خالد حبش، أحمد حبش، بسام حبش، الأخوان خالد وماهر عميرة، محمد العسود، موسى الماضي، تيسير حبش، ابراهيم السنتريسي وأشرف حبايب"، أيضا يضم الكتاب محورا ثقافيا، حيث يتحدث عن كتب الدكتور أيمن حمودة المتخصصة ومنها، "لكي لا ننسى بيت دجن -يافا"، وكتاب "بيت دجن أرض البرتقال والنضال"، ويتطرق إلى التطريز الخاص ببيت دجن عبر رحلة من الماضي إلى الحاضر، إضافة إلى الشعر والأدب والأمثال الشعبية وليالي العرس الدجني، والمرأة الدجنية وتاريخ نضال بيت دجن".
وخلصت المؤلفة، إلى أن الكتاب جاء تأكيدا لأهمية السرد الفلسطيني العريق كي تتواصل الحكايات عبر الأجيال فتنسج خيوط العودة والتحرير، وأضافت أن السرد يستمر في ملتقيات بيت دجن، حيث اختارت توثيقه نصاً وصورة برؤية حية من خلال استخدام رمز الرابط (QR) لكل فقرة من الفقرات الموثقة في هذا الكتاب، أعلام وعائلات تراث وأغنيات وأمثال موروثة وتاريخ موثق من خلال المسرحيات التي عرضت في هذه الملتقيات الأثواب وفن التطريز المميز كقصص حية وأساطير، تقاليد وعادات، أكلات موروثة، معلومات وإحصاءات نضالات وشهداء، أفلام ومقابلات.

MENAFN05092024000072011014ID1108639194


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية