Tuesday, 03 September 2024 07:19 GMT



بمناسبة يوم العمل الخيري.. تحية لجهود الإغاثة الأردنية لأهلنا في فلسطين

(MENAFN- Alghad Newspaper) عبدالله توفيق كنعان*

تقديراً لدور العمل الانساني الخيري التطوعي وأهميته في تخفيف معاناة المنكوبين، يحيي العالم الحر مناسبة انسانية، تتمثل باتخاذ الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012م قرارها بإعلان يوم ٥ / أيلول سبتمبر من كل عام يوماً دولياً للعمل الخيري، بهدف تشجيع الانشطة الخيرية ونشر ثقافتها في المجتمعات الانسانية العالمية، وفي بلدنا الاردن تصدت العديد من الشخصيات والمؤسسات الوطنية لإعمال ومبادرات تطوعية لمساعدة المجتمع المحلي والدولي بمستوى يشار اليه بالبنان، ونخص بالذكر الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية.


وتأسست الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية للإغاثة والتنمية والتعاون العربي والإسلامي عام 1990م، وبتوجيهات ملكية سامية بهدف تحفيز الفعاليات والجهات الخيرية والتعاون والتنسيق معها لايصال المساعدات والاغاثة للفئات المستحقة لها، سواء داخل الأردن أو خارجه، إضافة لتقديمها وبالتعاون مع المتبرعين ومن كل انحاء العالم المواد العينية للمحتاجين بفعل الأزمات والكوارث، فهي تعكف أيضاً إلى المساهمة في تحقيق الحياة الكريمة وخلق بيئة تسودها الكرامة الانسانية من خلال المشاريع والبرامج التنموية والتأهيلية التي تنفذها أو تديرها، كما تنشط الهيئة من خلال شراكتها مع منظمات دولية بعقد ورش تدريبية تنموية موجهة لفئات تحتاج للتمكين وتساعد في اكسابهم ما يمكن تسميته بمهارات حياتية معيشية ومهارات تنموية انتاجية توفر لهم مصادر دخل.
إن الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين منذ عقود وما يجري اليوم من عدوان وحشي نتج عنه اضافة للقتل والاسر والتهجير، سياسة اسرائيلية بربرية تستهدف المؤسسات والجمعيات والهيئات الخدماتية الاجتماعية والخيرية وغيرها في قطاع غزة ومدن الضفة الغربية ، كذلك تنفيذ خطة خبيثة ممنهجة لاسرلة هذه المؤسسات وتهويدها واغلاقها، تماماً كما هو الحال في مدينة القدس، وهذا الخطر الذي يواجه القطاعات الخدماتية والاجتماعية، يجعل هناك حاجة ضرورية نحو دعم جهود الهيئة الخيرية الهاشمية، خاصة أن هناك ثقة واطمئنان لدى المتبرعين بضمان وصول التبرعات لمستحقيها، وهذا بالطبع متصل بأمانة ومصداقية القائمين على الهيئة، ولإمكانيات الهيئة الخيرية الهاشمية وبصفتها مؤسسة وطنية دولية تحظى باحترام العالم لها وبنبل مهامها، وبالتالي قدرتها على التنسيق ومخاطبة الجهات الوطنية والدولية المعنية بالتراخيص، تسمح لها بايصال مساعداتها إلى أي مكان وفي اسرع وقت، ومثال ذلك جهود الهيئة الخيرية في دعم ومساندة اهلنا في غزة، وهي ميزة لا تتوفر في كثير من الأحيان للجهود المبذولة للاشخاص بشكل فردي.
ومن المعلوم أن الدور الاردني الانساني والاغاثي وبالتزامن مع الدور الدبلوماسي التاريخي في تقديم المساعدة للدول الصديقة والشقيقة وقت الأزمات،يأتي بتوجيهات واشراف بل ومشاركة ملكية هاشمية مباشرة، تجسيداً لثوابت القيادة الهاشمية لصاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين حفظه الله، الراسخة والمتضمنة واجب مد يد العون ودعم المتضررين والمحتاجين في كل انحاء العالم، ووضع كافة الامكانيات خدمة ودعماً لاهلنا في فلسطين والقدس، انطلاقاً من الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، ولضمان تنفيذ هذه التوجيهات السامية كان ترأس الأمراء الهاشميين المجالس الادارية العليا للعديد من المؤسسات الوطنية، ومنها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية التي كان صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال حفظه الله يرأس مجلس أمنائها لعدة سنوات، واليوم يرأس مجلس الامناء صاحب السمو الملكي الامير راشد بن الحسن حفظه الله، ويعمل مجلس الأمناء وأمين عام الهيئة وكافة العاملين فيها على تجسيد وتنيفذ التوجيهات الملكية بأن تكون الهيئة الخيرية نموذجاً عملياً دولياً في العمل الخيري التطوعي.
وقد دفعني لكتابة هذا المقال ما أشاهده اليوم من حجم الكارثة الانسانية المروعة في قطاع غزة المحتل، وسط صمت عالمي مخجل وغياب كامل للشرعية والعدالة في تطبيق القانون الدولي والقرارات الشرعية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وفي بيئة دولية يسودها انتهاج البعض لسياسة الكيل بمكيالين والانحياز لاسرائيل، دون الالتفات للاصوات الحرة المطالبة بالشرعية ووقف جحيم القصف والقتل عن اهلنا في غزة وكل مدن فلسطين، مما يعزز القناعة لدى الجميع بتثمين كل الجهود الدبلوماسية والاغاثية الاردنية بما فبها الانزالات الجوية، والتي تساهم فيها الكثير من الجمعيات والمؤسسات والشخصيات الوطنية، مؤكدين على ضرورة مساندة جهود الهيئة الخيرية الاردنية الهاشمية التي أصبحت نافذة الاغاثة الرئيسية وربما تكاد تكون الوحيدة، لمساعدة اهلنا في فلسطين وخاصة في غزة التي تتعرض لحرب ابادة جماعية آن للعالم أن يوقفها ويعاقب الاحتلال على جرائمه .

*أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس

MENAFN02092024000072011014ID1108627905


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.