(
MENAFN- Al Watan)
في عالم الثقافة العربية، أصبحت عبارة "فيلم هندي" رمزاً للقصص التي تتجاوز حدود الواقع وتغرق في مبالغات خيالية. هذه العبارة تُستخدم للدلالة على كل ما هو بعيد عن المنطق، حيث يتم تقديم الأحداث بشكل مبالغ فيه لدرجة تجعلها تبدو كقصص أسطورية. فعندما يروي أحدهم قصة غير معقولة أو مليئة بالتضخيم، يُقال له: "يا رجل، هذا
فيلم هندي"، في إشارة إلى أن ما يُروى هو مجرد خيال مبالغ فيه ولا يمت للحقيقة بصلة. بهذه الطريقة، أصبحت الأفلام الهندية تجسيداً للمبالغة والتفكير الخيالي، لتبقى عنواناً بارزاً لكل ما هو غير واقعي وخيالي.
فالأفلام الهندية كانت وما زالت رمزا وعنوانا للكذب والمبالغة والخروج عن الأحداث المألوفة.
اليوم، نواجه "فيلم هندي" جديد يتجاوز كونه مجرد قصة خيالية خفيفة. بل هو هجوم سافر ومستفز يسعى بكل وقاحة إلى تشويه سمعة المملكة حكومةً وشعبًا. هذا الفيلم يقدم صورة مبنية على مبالغات فاضحة، حيث يتعرض للشعب السعودي بطريقة تفتقر إلى الاحترام والإنصاف. يتضمن الفيلم مشاهد ومعلومات تفتقر إلى الدقة والموضوعية، وتستهدف النيل من سمعة المملكة بشكل فج. مما يظهر تلاعبه بالحقائق واساءته لها.
ما يعلمه الجاهل قبل العاقل هو أن هذا الفيلم ليس سوى هراء وافتراء خالٍ من أي مصداقية.
فالسعودية دولة ذات مواقف ثابتة وشعب عريق يحمل أسمى القيم والمبادئ. تُعرف المملكة بجهودها الكبيرة في تحقيق التنمية المستدامة، ودورها الرائد في تعزيز الاستقرار الإقليمي والدولي. على مدار عقود، عملت المملكة على بناء مؤسسات قوية، وتقديم خدمات متميزة لمواطنيها والمقيمين على أراضيها، مما يجعل محاولات التشويه هذه غير قادرة على التأثير في الحقائق الثابتة.
من المؤسف أن يُقابل فضل المملكة بالجحود، وأن تُشوّه صورة العمل في السعودية بسبب تصرفات بعض الأفراد الذين لا يمثلون الغالبية العظمى من الشعب السعودي.
لقد لعبت المملكة دورًا محوريًا في توفير فرص العمل لملايين العمالة الوافدة من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك العمالة الهندية التي تُعتبر من أكبر المجموعات العاملة في المملكة. وعملت على تحسين ظروفهم وضمان حقوقهم من خلال تطوير سياسات تضمن بيئة عمل آمنة وعادلة.
إضافة إلى ذلك، فإن المملكة قدمت دعماً كبيراً لاقتصاد العديد من الدول المرسلة لعمالها من خلال تحويلاتهم المالية، مما ساهم في تحسين أوضاعهم المعيشية في بلدانهم الأصلية. شهدت هذه الدول استفادة كبيرة من العملة الصعبة التي جلبها العمال من المملكة، وظهرت مشاريع تنموية عديدة قامت بها الدول المرسلة لعمالتها بفضل هذه التحويلات.
ليس من العدل تعميم سلوك فردي على بيئة العمل بالكامل، كما لا يمكن الحكم على شعوب بأكملها بناءً على تصرفات بعض الأفراد.
المملكة عملت على تطوير سياسات لضمان حقوق العمال وضمان ظروف عمل ملائمة، وتبذل جهوداً مستمرة لتحسين بيئة العمل. من غير العدل أيضاً أن تُبنى الأحكام على حالات فردية دون النظر إلى الصورة العامة والجهود الكبيرة المبذولة من قبل المملكة.
في النهاية، تبقى السعودية قوية وشامخة، وشعبها ثابت في إيمانه بوطنه وقيادته. إن هؤلاء الذين يحاولون النيل منها عبر "أفلام هندية" فاشلة، لن يجدوا سوى الخيبة والعار.
المملكة أكبر وأعظم من أن تنال منها أكاذيب سينمائية، وحقائقها الثابتة ستظل ساطعة مهما حاول الحاقدون تشويهها. إن تصدينا لهذه المحاولات البائسة يعكس قوة المملكة وعراقتها، ويؤكد أنها ستظل شامخة في وجه كل محاولات النيل منها.
MENAFN31082024000089011017ID1108622524