Tuesday, 27 August 2024 06:23 GMT



الحملة التوعوية لحماية الأطفال من الابتزاز الإلكتروني تحمل عوامل النجاحتجربة بحرينية مميزة في حماية الأسرة والطفل وحماية قانونية متطورة

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) تظل‭ ‬التوعية‭ ‬الطريق‭ ‬الأمثل‭ ‬للوقاية،‭ ‬وخاصة‭ ‬حين‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬ببناء‭ ‬شخصية‭ ‬الطفل‭ ‬وتعزيز‭ ‬قدراته‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأخطار‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬الإنترنت،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬الدافع‭ ‬الرئيسي‭ ‬لإطلاق‭ ‬الحملة‭ ‬الوطنية‭ ‬التوعوية‭ ‬لحماية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬التي‭ ‬تشارك‭ ‬فيها‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭ ‬والجهات‭ ‬المختصة،‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يظل‭ ‬الطفل‭ ‬البحريني‭ ‬ضمن‭ ‬منظومة‭ ‬‮«‬الإنترنت‭ ‬الآمن‮»‬‭ ‬بغرض‭ ‬ترسيخ‭ ‬مفاهيم‭ ‬الحماية‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لدى‭ ‬الناشئة‭. ‬وفي‭ ‬بداية‭ ‬طرح‭ ‬الموضوع‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬وضع‭ ‬‮«‬نقطة‭ ‬نظام‮»‬‭ ‬مفادها‭ ‬أن‭ ‬ابتزاز‭ ‬الأطفال‭ ‬واستغلالهم‭ ‬إلكترونياً‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬أبدا‭ ‬‮«‬ظاهرة‮»‬‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬وفق‭ ‬مفهوم‭ ‬الظاهرة‭ ‬التي‭ ‬يحددها‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع‭. ‬لكن‭ ‬الأمر‭ ‬يتطلب‭ ‬أولا‭ ‬بلورة‭ ‬مفهوم‭ ‬حماية‭ ‬الأطفال‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬الذي‭ ‬هو،‭ ‬بحسب‭ ‬الرائد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدلله‭ ‬ناصر‭ ‬البوفلاسة‭ ‬رئيس‭ ‬فريق‭ ‬التوعية‭ ‬القانونية‭ ‬بالشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬بوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬‮«‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الطفل‭ ‬الضحية‭ ‬واستغلال‭ ‬الضعف‭ ‬بهدف‭ ‬تحقيق‭ ‬أغراض‭ ‬جنسية‭ ‬أو‭ ‬مالية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬عبر‭ ‬الأنظمة‭ ‬التقنية‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬اعتمدت‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬الأمنية‭ ‬القائمة‭ ‬على‭ ‬الاستباقية‭ ‬في‭ ‬التصدي‭ ‬للجريمة‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الشامل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬توظيف‭ ‬ومواكبة‭ ‬أحدث‭ ‬وسائل‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬والنظم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭.‬

ويشار‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬وحدة‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬في‭ ‬الفضاء‭ ‬الإلكتروني‭ ‬ومكاتب‭ ‬حماية‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬بمديريات‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬المحافظات،‭ ‬بهدف‭ ‬خلق‭ ‬بيئة‭ ‬آمنة‭ ‬لنمو‭ ‬المجتمع‭ ‬وتطوره‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬تفعيل‭ ‬دور‭ ‬الشراكة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬كون‭ ‬أمن‭ ‬المجتمع‭ ‬مسؤولية‭ ‬الجميع‭.‬

واعتبر‭ ‬البوفلاسة‭ ‬انضمام‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحماية‭ ‬الطفولة‭ ‬وسن‭ ‬القوانين‭ ‬الوطنية‭ ‬والتشريعات‭ ‬‮«‬أسهم‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬معدل‭ ‬الجرائم‭ ‬الموجهة‭ ‬للأطفال،‭ ‬وأن‭ ‬لدى‭ ‬البحرين‭ ‬تجربة‭ ‬مميزة‭ ‬وفريدة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حماية‭ ‬الأسرة‭ ‬والطفل‭ ‬وتتمتع‭ ‬بأنظمة‭ ‬وقوانين‭ ‬متطورة،‭ ‬مُستلهمة‭ ‬من‭ ‬رؤية‭ ‬وفكر‭ ‬حضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم،‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬حيث‭ ‬انعكس‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬الممارسات‭ ‬المجتمعية‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬رئيس‭ ‬فريق‭ ‬التوعية‭ ‬القانونية‭ ‬بالشؤون‭ ‬القانونية‭ ‬إلى‭ ‬انضمام‭ ‬البحرين‭ ‬إلى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬الدولية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بحماية‭ ‬الطفل،‭ ‬من‭ ‬أبرزها‭ ‬اتفاقية‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لحقوق‭ ‬الطفل‭ ‬والبروتوكولان‭ ‬الاختياريان‭ ‬الملحقان‭ ‬بها،‭ ‬موضحا‭ ‬أنه‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتشريعات‭ ‬الوطنية‭ ‬التي‭ ‬ترعى‭ ‬حقوق‭ ‬الطفل‭ ‬وتحقق‭ ‬له‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الحماية‭ ‬تم‭ ‬تعديل‭ ‬وإصدار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬المتوافقة‭ ‬مع‭ ‬المبادئ‭ ‬والمعايير‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬تولي‭ ‬الطفل‭ ‬المصلحة‭ ‬العليا؛‭ ‬منها‭ ‬قانون‭ ‬الطفل‭ ‬وقانون‭ ‬الحماية‭ ‬من‭ ‬العنف‭ ‬الأسري‭ ‬وقانون‭ ‬الأسرة،‭ ‬وكذلك‭ ‬قانون‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬للأطفال‭ ‬وحمايتهم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة‭ ‬الذي‭ ‬يعتبر‭ ‬شاملا‭ ‬وجامعا‭ ‬لمعاملة‭ ‬الطفل‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الجنائية،‭ ‬حيث‭ ‬تضمن‭ ‬إنشاء‭ ‬محاكم‭ ‬العدالة‭ ‬الإصلاحية‭ ‬للطفل‭ ‬وتشكيلها،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬إنشاء‭ ‬اللجنة‭ ‬القضائية‭ ‬للطفولة‭ ‬واختصاصها،‭ ‬والحالات‭ ‬التي‭ ‬يعد‭ ‬الطفل‭ ‬فيها‭ ‬معرضاً‭ ‬للخطر،‭ ‬والتدابير‭ ‬التي‭ ‬يجوز‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭. ‬كما‭ ‬حدد‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬لها‭ ‬البلاغات‭ ‬والشكاوى‭ ‬عن‭ ‬حالات‭ ‬تعرض‭ ‬الطفل‭ ‬للخطر‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة؛‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬أعداد‭ ‬الأطفال‭ ‬المعرضين‭ ‬لسوء‭ ‬المعاملة‭ ‬والخطر،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬تعريضهم‭ ‬لذلك‭ ‬جريمة‭ ‬يعاقب‭ ‬عليها‭ ‬القانون؛‭ ‬ما‭ ‬حقق‭ ‬الردع‭ ‬العام‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الجرائم‭ ‬الموجهة‭ ‬للأطفال‭.‬

وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬للوالدين‭ ‬دورا‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬وحمايتهم‭ ‬من‭ ‬الاستغلال‭ ‬الإلكتروني‭ ‬أو‭ ‬الجنسي،‭ ‬حيث‭ ‬يعتبر‭ ‬بحكم‭ ‬القانون‭ ‬طفلاً‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يتجاوز‭ ‬سنه‭ ‬ثماني‭ ‬عشرة‭ ‬سنة،‭ ‬فأي‭ ‬استغلال‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الطفل‭ ‬أو‭ ‬سوء‭ ‬في‭ ‬المعاملة‭ ‬الجسدية‭ ‬أو‭ ‬النفسية‭ ‬أو‭ ‬الجنسية‭ ‬أو‭ ‬الاستغلال‭ ‬الاقتصادي‭ ‬قد‭ ‬يعتبر‭ ‬تقصيرا‭ ‬وإهمالا‭ ‬من‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬الطفل‭ ‬ويضع‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬أو‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬رعاية‭ ‬الطفل‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬المساءلة‭ ‬الجنائية‭.‬

وقال‭ ‬إن‭ ‬قانون‭ ‬العدالة‭ ‬الاصلاحية‭ ‬للأطفال‭ ‬حدد‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬فيها‭ ‬الطفل‭ ‬معرّضاً‭ ‬للخطر،‭ ‬والتدابير‭ ‬التي‭ ‬يجوز‭ ‬اتخاذها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬ونظم‭ ‬العقوبات‭ ‬أو‭ ‬التدابير‭ ‬الحمائية‭ ‬للطفل،‭ ‬مثل‭ ‬إلحاقه‭ ‬بأحد‭ ‬برامج‭ ‬التدريب‭ ‬والتأهيل،‭ ‬أو‭ ‬البرامج‭ ‬التربوية‭ ‬الوطنية،‭ ‬أو‭ ‬إيداعه‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬المتخصصة،‭ ‬أو‭ ‬إحدى‭ ‬مؤسسات‭ ‬أو‭ ‬جمعيات‭ ‬الرعاية‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وغيرها‭. ‬كما‭ ‬نظم‭ ‬القانون‭ ‬رعاية‭ ‬الأطفال‭ ‬وحمايتهم‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬المعاملة،‭ ‬عبر‭ ‬مركز‭ ‬حماية‭ ‬الطفل‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬الجهات‭ ‬ذات‭ ‬العلاقة‭ ‬كوزارة‭ ‬الداخلية‭ ‬والنيابة‭ ‬العامة‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬وغيرها،‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬سبيل‭ ‬إزالة‭ ‬الخطر‭ ‬عن‭ ‬الطفل‭ ‬وتوفير‭ ‬الحماية‭ ‬والدعم‭ ‬له‭ ‬وتأهيله‭ ‬التأهيل‭ ‬المناسب‭ ‬لكي‭ ‬يستطيع‭ ‬الاندماج‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬كان‭ ‬مجنيا‭ ‬عليه‭ ‬أو‭ ‬جانيا‭ ‬والذي‭ ‬يعتبر‭ ‬بحكم‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬معرضاً‭ ‬للخطر‭.‬

كلمات دالة

MENAFN26082024000055011008ID1108603384


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.