Sunday, 18 August 2024 05:29 GMT



هل باتت الحرب المفتوحة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي حتمية؟

(MENAFN- Alghad Newspaper) عواصم- بعد أيام عصيبة من التهديد والوعيد من عدة أطراف تشترك في النزاع على رأسها إيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية في غزة، يرى محللون أن تلك التهديدات رفعت مخاطر اشتعال حرب واسعة قد تمتد لتصبح اقليمية.
وقد سلطت صحف عالمية الضوء على التطورات التي تشهدها المنطقة في تصاعد وتيرة التوتر بين الاحتلال وإيران وكل من حزب الله والمقاومة الفلسطينية في غزة من جهة أخرى.
وفي هذا السياق، قالت فلور حسن ناحوم المبعوثة الخاصة بخارجية الكيان الإسرائيلي المحتل إن حربا واسعة النطاق مع إيران باتت حتمية، مطالبة في تصريح لمجلة نيوزويك الرئيس الأميركي جو بايدن باتخاذ إجراءات مباشرة ضد طهران في أقرب وقت ممكن.
وتعيش المنطقة على صفيح ساخن بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشهيد إسماعيل هنية والقائد العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر أواخر الشهر الماضي في طهران وبيروت تواليا.
وفي ظل تلك الاوضاع أكد محللون سياسيون وعسكريون أهمية فيديو نشره الإعلام الحربي لحزب الله، والذي يظهر جانبا من ترسانته الصاروخية، وسط إجماع على أنه يحمل دلالات ورسائل من حيث التوقيت والمضمون والهدف.
ووفق مدير مكتب الجزيرة في لبنان مازن إبراهيم، فإن توقيت نشر الفيديو بالغ الأهمية إذ إن حركة الموفدين التي تصل إلى بيروت هي بمعزل عن رد حزب الله المتوقع على اغتيال قائده العسكري البارز فؤاد شكر.
ومن حيث المضمون، كشف حزب الله -وفق إبراهيم- عن ترسانته الصاروخية الدقيقة، وبرسالة مفادها أنه على أتمّ الجاهزية لخوض أي معركة مستقبلية، كما أن ما يعرفه الاحتلال عن قدرات الحزب الصاروخية "أقل مما يمتلكه فعلا".
وعلى صعيد اسم المنشأة "عماد 4"، يوضح ابراهيم أن هناك منشآت عسكرية أخرى لحزب الله تحت الأرض في أنفاق وقواعد معينة داخل الجبال، حيث وضعت فيها هذه الصواريخ الدقيقة، وتتيح للشاحنات التحرك فيها بسهولة.
ويريد حزب الله أيضا إرسال رسالة أخرى مفادها أنه لا جدوى من أي ضربة استباقية إسرائيلية، في ظل وجود عشرات القواعد التي لا يمكن الوصول إليها بغارات جوية أو مسيّرات، وفق المتحدث.
ويقول إن انتقال هذه الصواريخ الدقيقة يعني أن حزب الله ينتظر المعطى الميداني لتوجيه الضربة المتوقعة، معتقدا أنه أعطى أوامر لمقاتليه بالاستعداد، إضافة إلى أنه على أتم الجاهزية لأي رد إسرائيلي.
ووفق إبراهيم، دخلت المنطقة مرحلة جديدة عقب كشف حزب الله عن جزء من ترسانته الصاروخية بعدما كان الحديث سابقا عن مسيّرات حزب الله.
وخلص إلى أن بنك الأهداف أصبح مكتملا إذ تستطيع هذه الصواريخ الدقيقة ضرب كل الأهداف الإسرائيلية التي صوّرها حزب الله عبر "هدهد 1" و"هدهد 2"، فضلا عن مخاطبة الجمهور الإسرائيلي بأن صواريخ الحزب قادرة على الوصول إلى أقصى المناطق.
بدوره، يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العميد منير شحادة إن هذا الفيديو يؤكد أن المقاومة اللبنانية ليست مردوعة ولا تخشى الحرب بل تستطيع قلب الطاولة في حال كانت تلعب أميركا على الوقت.
وأوضح شحادة أن رد حزب الله على اغتيال شكر ليس له علاقة بالمفاوضات الجارية، في إشارته إلى زيارة هوكشتاين.
وأضاف أن حزب الله يمتلك أكثر من منشأة من هذا الطراز، إلى جانب أن ترسانة الصواريخ لدى الحزب ضخمة وتستطيع الوصول إلى كل كيلومتر من شمال فلسطين المحتلة حتى جنوبها.
من جانبه، يعتقد الخبير بالشؤون الإسرائيلية علي حيدر أن الفيديو الجديد حمل رسالة تحذير للاحتلال مفادها عدم تجاوز الحد المعين في أي رد على رد حزب الله المتوقع، مشيرا إلى أن حزب الله أراد القول إن قدراته الصاروخية تمكنه من دكّ عمق إسرائيل الإستراتيجي.
وأكد حيدر أن الفيديو مرتبط بالمرحلة الجديدة التي ارتقت إليها المواجهة، لافتا إلى أن المقاومة توظف أوراق القوة مقابل التهويل الأميركي.
وخلص إلى أن الكشف عن هذه الأوراق يعني أن حزب الله انتقل من مرحلة القرار إلى التمهيد العملياتي، مضيفا أن الفيديو حسم محدودية قدرة إسرائيل على الرهان على الضربات الاستباقية.
في سياق متصل، قال مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية عماد أبو عواد إن فيديو حزب الله سيزيد الحيرة داخل إسرائيل، خاصة مع الحديث عن فشل استخباري عن حزب الله بعد الفشل في تقدير قدرات المقاومة في غزة وقدرتها على الصمود.
وتوقع أبو عواد أن يكون هناك نوع من التخبّط على المستوى السياسي وماذا يمكن فعله تجاه حزب الله، مشيرا إلى الحيرة بين ضربة استباقية إسرائيلية أو انتظار رد الحزب.
وبيّن أن رئيس بنيامين نتنياهو يجد نفسه أمام معادلة تتعقد، وقد يلجأ إلى التفكير نحو منعطفات أخرى في محاولة للخروج من مأزق الجنوب أو الشمال أو الإقليم، خاصة مع نقص العتاد والقوة البشرية.
ونبّه إلى وجود انقسام داخل مؤسسات الإحتلال إذ تعتقد المؤسسة العسكرية العقلانية أن قدرات حزب الله كبيرة وبإمكانه أن يشكل تهديدا إستراتيجيا على إسرائيل، في حين لا تريد المؤسسة السياسية اليمينية الحاكمة أي تراجع وترغب في مواصلة تطبيق أجندتها.
على جانب آخر أشار تقرير في صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى أن احتمالات تحقيق اختراق فوري في مفاوضات الدوحة تبدو بعيدة المنال، مما يمهد لمزيد من العنف في الشرق الأوسط.
وتذكّر الصحيفة بأن نتنياهو لجأ خلال الأسابيع الأخيرة إلى مزيد من التعنت في موقفه بشأن عدة نقاط بشأن اتفاقية لتبادل الاسرى مع المقاومة الفلسطينية في غزة، حيث أدى ذلك إلى إحباط بعض المفاوضين الإسرائيليين.-(وكالات)

MENAFN17082024000072011014ID1108569651


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.