Saturday, 10 August 2024 06:29 GMT



أكاديمية العقل المستوعب: رحلة تمكين معلمات وأمهات لتطوير قدرات الأطفال

(MENAFN- Alghad Newspaper) ديمة محبوبة عمان - يشهد العالم تطورات سريعة في مجال التعليم، حيث تبرز مشاريع ريادية تسعى لتقديم حلول تعليمية مبتكرة تتماشى مع احتياجات الأطفال المختلفة. من بين هذه المشاريع الرائدة، تبرز "أكاديمية العقل المستوعب للنهج المونتيسوري"، التي أسستها ريم زمنون وشريكتها إسراء الزعاترة.
وفي حديث خاص لـ"الغد"، قالت المدربة الدولية المعتمدة ريم زمنون، الحاصلة على رخصة مدربة مهنية من وزارة العمل، والمختصة بالريادة والابتكار في مجال التعليم، إنها تمتلك خبرة تمتد لأكثر من 13 عاما في التعليم والإدارة؛ حيث درست إدارة الأعمال في الجامعة، وعملت في إدارة المدارس. كما استفادت من دورات متقدمة في الجامعات الأميركية في منهج المونتيسوري، ما أكسبها معرفة عميقة وأساليب متقدمة في هذا المجال.
توضح ريم أن رؤية "أكاديمية العقل المستوعب للنهج المونتيسوري" تتمثل في تدريب المعلمات والأمهات على نهج المونتيسوري بهدف تطوير مهارات الأطفال، سواء كانوا يعانون من صعوبات عقلية أو كانوا طبيعيين، بما في ذلك أطفال التوحد. من خلال هذا المشروع، تسعى الأكاديمية إلى توفير بيئة تعليمية متميزة تسهم في تنمية قدرات الأطفال وتطوير مهاراتهم الشخصية والاجتماعية.
تشرح ريم أن المنهاج المونتيسوري هو نهج تربوي تعليمي طورته الدكتورة الإيطالية ماريا مونتيسوري، ويعتمد على فكرة أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل عندما تُمنح لهم الحرية في الاستكشاف والتعلم بشكل مستقل. يركز هذا النهج على التطوير الشامل للطفل جسديا وعقليا وعاطفيا واجتماعيا، وذلك من خلال بيئة معدة بعناية وأدوات تعليمية مصممة خصيصا لهذا الغرض.
وتؤكد أن أدوات المنتيسوري مصممة لتشجيع الاستكشاف الذاتي والتعليم العملي كالأدوات الحسية مثل صناديق الألوان، والأشياء الملموسة التي تساعد الأطفال على تعلم المفاهيم الأساسية مثل الحجم والشكل واللون.
إلى ذلك، الأدوات الرياضية مثل قضبان العد وأشكال الهندسة، التي تساعد الأطفال على تعلم الأرقام والمفاهيم الرياضية والأدوات اللغوية مثل بطاقات الحروف والألعاب الكلامية، وفي تطوير المهارات اللغوية والقراءة. كذلك أدوات الحياة العملية مثل الأزرار، وصب السوائل، مما يطور مهارات الأطفال الحياتية اليومية وتعلمهم الاستقلالية.
وتضيف ريم أن تنمية الاستقلالية وحرية الاختيار تمنح الأطفال الفرصة لاتخاذ القرارات وتجربة التعلم بأنفسهم، ما يعزز ثقتهم بأنفسهم عندما ينجحون في إتمام المهام بشكل مستقل. كما أن التعلم يتم وفق وتيرة الطفل الخاصة، حيث يتقدم كل طفل بناء على قدراته، مما يساعد على فهم أعمق للمفاهيم، خاصة أن التعليم يتم بشكل فردي، مما يلبي احتياجات كل طفل على حدة.
وتؤكد ريم أن هذا النهج يعد مطلبا أساسيا للمعلمين والمعلمات، لأنه يساعدهم في إعداد بيئة تعليمية تشجع على الاستكشاف والتعلم، ويركز على تطوير المهارات واكتساب خبرات جديدة، كما يتيح لهم التدريب العملي الذي يكتسبون من خلاله مهارات مهنية جديدة بطريقة مختلفة. وتولي الأكاديمية اهتماما خاصا بالصحة النفسية للمدربين والمتدربين على حد سواء، ما يمكنهم من التعامل مع الأطفال بفعالية، ويساعدهم على تطوير قدراتهم وتوجيههم بشكل سليم وبتفكير متجدد.
وتؤكد ريم أن الخريجين قادرون على بناء علاقات قوية مع الأطفال من خلال المراقبة الدقيقة وفهم احتياجات كل طفل. كما يعززون التعلم الفردي عبر تقديم أنشطة ملائمة لكل طفل بناء على مستواه واهتماماته، ويتدربون على استخدام أدوات المنتسوري، مما يمكن المعلمات من تقديم تجارب تعليمية فعالة وشاملة.
من قصص النجاح لهذه الأكاديمية، تبرز المدربة والمعلمة نور صالح، التي تخرجت في تخصص التربية الخاصة من جامعة البلقاء- كلية الأميرة عالية. عملت نور في تخصصها لفترة طويلة، لكنها كانت تسعى دائما لتطوير ذاتها ومهاراتها في مجال تربية الطفولة. وعن طريق الصدفة، تعرفت على "أكاديمية العقل المستوعب" وانتسبت إليها بهدف أساسي هو تعلم كيفية التعامل الأمثل مع ابنتها. ولكنها وجدت نفسها متعمقة في هذا المجال الجميل والمميز، وفقا لما ذكرته.
درست نور دبلوما في الأكاديمية، مما مكنها من فهم المنهاج بعمق وتقديم مشاريع مهمة مثل مشروع خلية النحل ودورة حياة الحيوانات بشكل تفاعلي مع الأطفال. كما تعلمت صناعة أدوات المنتيسوري، حيث قامت بصنعها بنفسها واستخدمتها في تعليم طلابها. اليوم، تدرب نور المعلمات في إربد، حيث تعيش، وتقوم أيضا بتدريب الأمهات على كيفية التعامل مع أطفالهن وتعليمهم.
وترى إلى أن هذا النهج يوفر بيئة تعليمية ثرية تساعد الأطفال على تحقيق إمكانياتهم الكاملة من خلال التعلم الذاتي والتجارب العملية.
أحد الأهداف الرئيسية للأكاديمية هو تقديم برامج تدريبية شاملة للمعلمات والأمهات، تمكنهن من فهم وتطبيق مبادئ منهج المونتيسوري بشكل فعال، ويركز التدريب على تطوير تقنيات تعليمية تساعد في تحفيز الأطفال على التعلم والاستكشاف بطريقة طبيعية ومستقلة، مما يعزز من قدراتهم الإبداعية والذهنية.
لاحظت مبتكرة هذا النهج، الطبيبة الإيطالية ماريا، أن تطبيقه في البداية على الأطفال الذين يعانون من صعوبات عقلية حقق نتائج مذهلة، حيث تفوق هؤلاء الأطفال، وهذا النجاح الكبير أكسب النهج أهمية كبيرة لكل الفئات فيما بعد.
توضح ريم أن هذا المشروع مدعوم من حاضنة أعمال MYSTARTUP من "إنجاز"، التي قدمت له الكثير من الدعم المالي والإداري والتدريبي. شمل الدعم التدريب الإداري في كيفية تطوير المشروع لتحقيق دخل مستدام، بالإضافة إلى التشبيك مع المستثمرين وعرض المشروع عليهم.
تتحدث ريم عن التحديات التي واجهتها لتحقيق حلمها، مثل الظروف المالية والحصول على التصاريح اللازمة من وزارتي العمل والتربية والتعليم وكيفية الوصول إليها. اليوم، وبعد إنشاء الأكاديمية في العام 2022، تخرج فيها 100 متدربة ومعلمة، تم تأهيلهن بعد التأكد من قدرتهن على تطبيق المهارات باحترافية، من خلال مشاريع تخرج تحتوي على أفكار ريادية. تسعى الأكاديمية بعد التخرج لتشبيك المتدربات مع السوق المحلي، وذلك من خلال "مختبر الابتكار"، وهو مشروع ريادي جديد سيتم إطلاقه قريبا، يهدف إلى تمكين المتدربات من تحقيق دخل مستدام من مشاريعهن الخاصة.
"أكاديمية العقل المستوعب" للنهج المونتيسوري تمثل نموذجا للريادة التعليمية التي تعتمد على الأسس العلمية والتربوية. بفضل رؤية ريم زمنون وشريكتها إسراء الزعاترة، يستمر المشروع في تقديم مساهمات في مجال التعليم، مما يعزز من قدرات الأطفال ويمهد لهم الطريق نحو مستقبل أفضل.
والأكاديمية إحدى الشركات الناشئة المستفيدة من الخدمات التي تقدمها حاضنة أعمال مؤسسة "إنجاز" mySTARTUP ضمن شراكتها مع لجنة الإنقاذ الدولية لتطوير أعمال المشاريع الريادية والشركات الناشئة.

MENAFN09082024000072011014ID1108539148


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية