Saturday, 10 August 2024 04:19 GMT



إربد.. فتيات يحولن حدائق منازلهن لمشاريع تصنيع غذائي

(MENAFN- Alghad Newspaper) أحمد التميمي إربد - سطرت جمعية الذوق الرفيع في لواء الكورة بمحافظة إربد قصة نجاح، بتمكنها من تشغيل عشرات الفتيات المتعطلات عن العمل من خريجات الجامعات في مشاغل التصنيع الغذائي والطباعة والتغليف والصابون والشمع الموجودة في القرية الحضرية شرق بلدة دير أبي سعيد، وتأهيلهن لفتح مشاريع ذاتية.
وتمكنت الفتيات اللاتي استفدن من مشروع التصنيع الغذائي في الجمعية، من فتح مشاريع في منازلهن في لواء الكورة، من خلال زراعة حدائق منازلهن بالأعشاب البرية والثمار وتحويلها إلى منتجات غذائية يتم بيعها في الأسواق المحلية.
وأكدت الفتيات أنهن تخرجن في الجامعات منذ سنوات من دون تمكنهن من الحصول على فرصة عمل في اللواء، نظراً لافتقار لواء الكورة لأي مشاريع استثمارية، مما دفعهن إلى الالتحاق بدورات تدريبية في مجال التصنيع الغذائي وحصولهن على شهادات مزاولة المهنة وفتح مشاريع ذاتية داخل منازلهن.
وأضفن أن العمل في مجال التصنيع الغذائي وفر لهن مصدر دخل يساعدهن في تأمين مستوى معيشي أفضل في ظل ارتفاع تكاليف المعيشة، كما أنهن تمكن من تأمين مستلزمات المنزل من المنتجات المحلية بدلاً من شرائها من السوق.
ووفق رئيسة الجمعية خولة بني دومي، فإن "العاملات في مشاغل التصنيع الغذائي والتغليف والطباعة والصابون والشمع يتقاضين مكافآت شهرية منذ العام 2013، فيما العمل يشهد حركة إنتاج وتسويق لافتة تحت مسمى (إنتاج خير الكورة)".
وقدرت بني دومي حجم الإنتاج السنوي من المشاغل بما يقارب 5 أطنان، تشمل المربيات والمكدوس والمخللات بأصنافها كافة، والخل والدبس بالنكهات الطبيعية من دون إضافة مواد حافظة، وهو سر انتشارها وتسويقها.
وقالت، إن إنتاج المشاغل من التصنيع الغذائي والصابون والشمع يتم تسويقه من خلال المولات والمحلات التجارية والأسواق، إضافة إلى البيع المباشر للزبائن في السوق المحلي وعبر المشاركة في المعارض والمهرجانات، موضحة أن إنتاج مشروع "خير الكورة" يتم تسويقه بواسطة عبوات كرتونية ذات مواصفات عالية وتصميم فني من العاملات، حيث يتم في كل عام اختيار التصميم المميز للعبوات الذي يستوعب المنتوجات الغذائية كافة والصابون بالنكهات العشبية.
كما أوضحت بني دومي، أن الجمعية استضافت، في وقت سابق، مشروع تدوير خشب الأثاث وتصنيع طاولات وكراس خشبية راقية، وزراعة العنب والزعتر والميرمية، إلى جانب مشروع تدوير مخلفات مشاغل التصنيع الغذائي وتحويلها إلى سماد طبيعي بعد تخميرها بشكل طبيعي، في إطار الاستفادة من مخلفات المشاغل.
وأشارت إلى أن "منتجات برنامج (خير الكورة) التي ذاع صيتها ووصلت إلى العديد من المنازل لم تكن لترى النور إلا بعد إطلاق ذلك البرنامج، وهو برنامج المسؤولية المؤسسية المجتمعية الذي أطلقته مجموعة فاين الصحية القابضة في العام 2012، ويهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في لواء الكورة من خلال الاستثمار في طاقات سيدات اللواء وتأهيلهن وتزويدهن بأدوات النمو الاجتماعي والاقتصادي، مسطراً قصة كفاح مليئة بالإنجازات التي تتجلى أبرزها في تحويل هؤلاء السيدات إلى صاحبات مشاريع".
وأشارت بني دومي إلى أن الجمعية تضم مشغلاً للتصنيع الغذائي وآخر للصابون، ومطبخاً إنتاجياً وآخر للطباعة والتغليف، ومشروع الزراعة الطبيعية، لافتة إلى أن "هناك منجزات حققتها الجمعية مثل إقامة المعارض المتخصصة وتدريب سيدات لواء الكورة على الحرف والصناعات والتصنيع الغذائي، حيث تسهم الجمعية في تنمية المجتمع المحلي في دير أبي سعيد ومحيطها".
وأكدت أنه انبثق عن هذه المبادرة جمعية تعاونية تعنى بمواصلة التأهيل والتدريب وتوفير فرص عمل مدرة للدخل في المجتمع المحلي على نطاق أوسع، من خلال تشجيع المزيد من المشاريع المهنية والزراعية والصناعية وتعزيز الإنتاج والتصدير المحلي للمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، بما يساعد في استدامة الاكتفاء الذاتي للأمن الغذائي.
ووفق بني دومي، "تسلمت الجمعية ملكية مشاغلها بالكامل من مجموعة فاين الصحية القابضة العام 2020، وبتوقيع اتفاقية بين بلدية دير أبي سعيد وجمعية الذوق الرفيع، بهدف استلام مباني المشاغل للجمعية من دون أجرة موقع ومن دون دفع تكاليف استهلاك الكهرباء بهدف الانتفاع، ومتابعة حثيثة من بلدية دير أبي سعيد لآلية عمل الجمعية والحرص على تقديم المساعدة في أي أمر يحتاج إلى الدعم والمساندة".
ولفتت إلى أن عدد مشاغل الجمعية يبلغ ستة، وتشمل مشغل التصنيع الغذائي الذي يعكس بصمة الريف وخير الكورة في المجتمع المحلي، من خلال تشكيلة وفيرة من المنتجات الطبيعية المصنوعة بأيدي سيدات المجتمع المحلي المدربات في هذا المجال، التي تتميز بخلوها من المواد الحافظة.
وأشارت إلى خطوط الإنتاج التي تتنوع بأصناف جديدة تواكب طلب المستهلك، ومنها خط المخللات وخط المربيات والدبس، وجميعها يتم إنتاجها من دون أي صبغات صناعية، إذ تعد منتجات طبيعية.
وتطرقت بني دومي، إلى "مشغل الصابون والشمع، الذي يشمل مجموعة من المنتجات العلاجية الطبيعية للبشرة والجسم والشعر، ومن بين منتجاته كريمات الألوفيرا المصنوعة من نبتة الألوفيرا الغنية بفوائدها العديدة، والصابون الصافي المصنوع من زيت الزيتون البكر، وصابون الجليسرين العلاجي الذي يتم تصنيعه تحت إشراف خبراء في صناعة الصابون".
كما أشارت إلى مشغل الطباعة والتغليف، الذي ينتج صناديق وعبوات وأكياسا يدوية بتصاميم وشعارات مختلفة وفقاً لاحتياجات الزبائن، حيث يقوم المشغل بإنتاج مجموعة كبيرة منها للاستخدام في تعبئة منتجات المشاريع الأخرى، ومنها المطبخ الإنتاجي، الذي يعد مكرمة ملكية للمجتمع المحلي.
وأكدت أن الجمعية تهدف إلى ترجمة جهود تطوير وتجهيز المشروع وتدريب وتوظيف نساء المجتمع المحلي على المهارات الفنية والإدارية لمشروع المطبخ الإنتاجي إلى فرص حقيقية ومجزية ومستدامة للدخل، من خلال توفير الطعام الجاهز وأنواع الأغذية المختلفة ذات القيمة الصحية العالية للمجتمع المحلي في لواء الكورة.
وأشارت إلى أن مشروع الزراعة الطبيعية يهدف إلى توفير فرص دخل مستدام ومجزٍ لأبناء وبنات المجتمع المحلي، من خلال توفير البيئة المناسبة لزراعة وتصنيع العديد من المنتجات الغذائية التقليدية والمبتكرة، ضمن أعلى مواصفات الإنتاج، ومنها نبتة الألوفيرا والأعشاب الطبية.
وأوضحت بني دومي، أن هذه المشاغل أفادت، على مدار السنوات الماضية، العديد من الأسر، حيث بلغ عدد المستفيدين أكثر من 7 آلاف أسرة، وذلك عن طريق التشاركية المجتمعية بين مشاغل الجمعية والمجتمع المحلي، سواء كان ذلك من خلال قطاع المزارعين أو التجار في اللواء أو عن طريق تشجيع الأسر على استغلال مساحات من أراضيهم لزراعة أنواع من الأعشاب، مثل الزعتر الأخضر والميرمية، وبيعها للجمعية.
وأكدت أن الجمعية تهدف إلى تطبيق الأنظمة الأهلية التشغيلية التي يديرها أشخاص من الأعضاء أنفسهم، حيث تعمل الجمعية على تنمية روح التعاون بين أعضائها وتعزيز الاعتماد على الذات من خلال استغلال الخبرات الفنية للأعضاء، وذلك عبر إنشاء ورش تدريبية للسيدات الأردنيات والسوريات لتحقيق منافع اجتماعية واقتصادية تساعد على تمكين المرأة في السوق.
وأشارت بني دومي إلى مشروع التدريج والفرز والتعبئة والتغليف في مجال الفواكه والخضراوات، الذي يعد الأول من نوعه في لواء الكورة؛ حيث حرصت بلدية دير أبي سعيد على تقديم الدعم والتسهيلات اللازمة لوضع حجر الأساس لهذا المشروع.
ويهدف المشروع إلى رفع قيمة المنتجات ما بعد الحصاد، مما ينعكس بشكل مباشر على الجانب الزراعي لخدمة المزارعين في تسويق منتجاتهم بشكل أفضل. كما يهدف المشروع إلى التدريب والتمكين الذي ينتهي بتشغيل الطاقات الشبابية من كلا الجنسين في منطقة لواء الكورة، وتحقيق الخدمة المجتمعية التي تهدف إلى الحد من البطالة، وتطبيق النهج الذي وضعته وزارة الزراعة، ويأتي في إطار الرؤية الملكية لتأكيد دور الزراعة وأهميتها في المملكة، بما يحقق الاكتفاء الذاتي والازدهار الاقتصادي الذي يعود بالنفع على جميع أنحاء المملكة.

MENAFN09082024000072011014ID1108539121


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية