صلالة وظفار سلطنة الخيال

• جبال سمحان والقرا والقمر لوحة فنية.. تتميز بأشجار النارجيل وجوز الهند والموز وفاكهة الفافاي
• زوار موسم الخريف يتجاوزون المليون..
  و60 نشاطاً إقليمياً ودولياً مجهزة لاستقبالهم

صلالة ـ سلطنة عمان ـ رشيد الفعم
على طول المسافة من الكويت إلى ظفار العمانية، نسائم السلطنة، فواح أريجها يقطع الأميال مرحبا بمن هو آت، وشذى عبيرها، يختصر المدى، وشميمها يختزل البعد... كما هم أهلها، إجلال احتفاء، وتبجيل جود، وتشريف سخاء... فالعمانيون، هم وسمو السجايا، أصل واحد، وصنوان لايتنابذان... صوت وصدى يضوعان عبق التاريخ، ويسطعان الحاضر، ويضمخان المستقبل مسوكا ورونقا ورواء.
هنا صلالة، عروس ظفار وعاصمتها التجارية... تحط الطائرة، في مطار هو للسلطنة فخر... مساحته تتجاوز الـ150 ألف متر مربع، وطاقته الاستيعابية مخطط بلوغها الـ6 ملايين راكب، امكاناته وجاهزيته، مشرعة مدارجه لأكبر الطائرات... مثلما مرافقه لا تدع شيئا للمصادفة، فكل ما فيها منسق مدبر بعناية، يلحظ الزائر حصافة الخبرة، وعناية الترتيب، سمة القائمين عليها، لطف الحديث، وبشاشة الوجوه، ف «أهلا بكم... نورتوا المكان»... تكاد تكون لغة الألسنة الوحيدة.
وصلالة المشتق اسمها من الأرض الصلة وتعني اليابسة... إن نطقت الحروف، ستنبس بأنها سحر شبه الجزيرة العربية الأخاذ، وبهاء الطبيعة، ووضاءة الجنوب... نضارة أشجار النارجيل الاستوائية، وجوز الهند والموز وفاكهة الفافاي... هي فتنة البخور، وقسامة اللبان... شواهدها جبال سمحان الزاخرة، كما هي سحر سفوح سلسلة مرتفعات ظفار القرا والقمر... هنا، ألوف من عشاق الهواء العليل، هائمين في أنشطة سياحية جمة، تتناثر وفرة مواقعها وسط المياه والشواطئ، وعلى سطوح تربة خضراء خصبة... في ذاك، من يصغى أجيج شلالات ريسوت وعين أثوم وعين كور، ويرمق وادي الشيخ، يعاين عناق الطبيعة والخيال... فرذاذ المطر، يرضخ حرارة «يونيو»، والخلاء يسحق لاهوب «يوليو».
على ضفاف شاطئ «المغسيل» مياه بحره فيروزية، تزخرفها منحدرات مدهشة محيرة، هذا في غرب المدينة الخضراء، سويسرا الخليج، أوروبا العربية، وكلها ألقاب صلالة... في شرقها، تنبلج الحديقة الطبيعية لوادي الدربات... كيلومترات رحيبة من الشلالات والبحيرات والنباتات الغضة المورقة النضيرة، ليس بعيدا من هنا، الرصانة والمهابة، مسجد السلطان قابوس، خشوع عمارة، وحداثة ابتناء، برخام يكسوه، وجبس مزخرف يحليه، ومحراب ومنارات هي للتشييد قامة وملاحة...مآذن أربع تعتليه بـ 90 مترا، صنفت بأنها من المدارس الفكرية الإسلامية، تسموها رقشا ونقشا، قبة هي للمعالم وسم ووشم.
في سلطنة الحاضرة، امتزاج الأمس باليوم، ووشج الراهن بالغد... فآثار أهل الأحقاف، وقبور أنبياء ورسل على تلة جبل القار، على بعد منها بقايا شامخة وحصون شاهدة، استهلالها البليد الأثري، أدرجته منظمة اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي... وعلى صراطها أسواق الحصن والمركزي والحافة، تقتضب للقاصي والداني، مسيرة عمان الحضارة، في حين 360 عين ماء على الشريط الجبلي لظفار وسهولها الساحلية، توجز تمدن هذه البلاد العامرة... فينابيع جرزيز وأرزات وصحلنوت وحمران وأثوم وطبرق وغيرها، مبهرة عائديها، تهمد غليل ظمأى، تداوي نشيج مضنى.
في الماضي العريق، والزمن العتيق، عمان بأسرها مربع يسرد سابقا مبرزا، ويورد سالفا متجاوزا... وظفار منها اسم على مسمى، فمنبت كنيتها العطر الظفار، ولبانها هدية الملكة بلقيس إلى سيدنا سليمان عليه السلام، وشبيهته مادة المر، وثائق المؤرخين الأوروبيين تخبر بأنها وجدت في قبر توت عنخ آمون أحد فراعنة الحضارة المصرية السحيقة.
ظفار ليست صلالة الفاتنة وحدها، بديعها يستحوذ جما غزيرا... وغريرها مشرق الجبين... فمدينة سمهرم أو من يسميها ببخور روري، هي اطلالة المونق على عباب البحر، وميناء المنطقة الجسيم بقلعة موشا التليدة، والفسيح على مدى من التلال والشعاب... كأنه كنز تجارة، وقصة تواصل فياض مع العالم، ومقام الارتحال الجليل... تتفوه الصفحات العمانية بأنه «صلة تجارية وثقافية منذ منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد مع شبه القارة الهندية والصين وجنوب آسيا، ومنصب ترانزيت مع الحضارتين اليونانية والرومانية وقارات العالم القديم»... تتآلف قصته مع عظائم السلطنة، يفشيها متحف أرض اللبان، وقلعتا طاقة وحصن مرباط، وكهف مرنيف... كما هو حاضر متألق يدبجه بهار «سهل أتين»، وغضاضة «شاطئ الحافة»، فالهدوء والرومانسية في رمال بيضاء فريدة ممتدة بين وسامة خضراء، وإن ابتغيت الصوت والصدى، فلك من الرياضات البحرية ما شئت والسباحة والإثارة والمغامرات... وعش حبورا بالتزلج والإبحار وصيد الأسماك... فالنفس فيها تطرب تغبط، ونبضها أبهج أجمل.
هذا البديع الآسر، والجذاب الخلاب، تدون السطور الرسمية أن زواره خلال الخريف بلغ شاملهم في 2023 ما يربو على الـ 962 ألفا، والسلطات العمانية، تتكهن بأن نازليه العام الحالي، ينوف المليون، ثقة بما تأهبت له، بفعاليات ترفيهية وثقافية وفنية، باكورتها مهرجان ظفار للمسرح الدولي، وإنفاذ برامج الابتهاج والاغتباط، للعائلات والأفراد، صغارا وكبارا، من أهل الدار وضيوفها، سرورا ومسرة، من بينها 60 نشاطا دوليا وإقليميا في ظفار وحدها، تؤازرها مؤسسات سياحية إقليمية ودولية، وشركات طيران، تصخب نبض عشرات خطوط النقل، وتبصم ثقة لبراعة السلطنة، في فرض اسمها على خريطة السفر، وقبلة السواح، وفورة النهضة، وإنماء الميادين.
فعاليات لمدة 90 يوماً
كشفت محافظة ظفار خلال إعلانها تفاصيل موسم خريف ظفار 2024 عبر المنصة التفاعلية الرقمية لوزارة الإعلام بسلطنة عمان (منصة عين)، عن أنشطة وفعاليات موسم خريف ظفار لهذا العام التي بدأت بتاريخ 21 يونيو الحالي وتستمر لأول مرة لمدة تسعين يوما حتى 20 سبتمبر المقبل، حيث تجتمع الفعاليات الاستثنائية والأحداث العالمية مع الطقس البارد والطبيعة الخلابة لتشكيل تجربة سياحية فريدة.
حصن مرباط.. قبلة السواح
ولاية مرباط إحدى ولايات محافظة ظفار وسميت بهذا الاسم نسبة إلى مربط الخيل ‏حيث ‏اشتهرت ‏في ‏القرن ‏التاسع الميلادي بتربية الخيول وتصديرها. في هذه الولاية حصن مرباط الذي يحتل موقعا استراتيجيا وقبلة مهمة للسياح، مساحته 467 مترا مربعا، وارتفاعه 12مترا ‏ويتكون ‏من ‏ دورين ‏وبرجين للمراقبة. ‏وتضم مرافق وقاعات الحصن مقتنيات من القطع الأثرية ‏التي كانت ‏تستخدم قديما.
21 يونيو موسم خريفي في صلالة
مع حلول 21 يونيو لا يبدأ فصل الصيف في محافظة ظفار بل يأتي موسم خريف ظفار حاملا معه الرذاذ البارد، والطبيعة الخلابة، والفعاليات الاستثنائية. مرحبين بجميع ضيوفنا من سلطنة عمان، الخليج العربي، وكل أنحاء العالم ليعيشوا معنا تجربة سياحية فريدة.
مليون سائح تقريباً
موسم خريف ظفار سجل ارتفاعا في حصيلة زواره خلال السنوات القليلة الماضية، إذ بلغ عددهم في عام 2023م نحو 962 ألف زائر من داخل سلطنة عمان وخارجها مقارنة بـ 813 ألف زائر في عام 2022م، ومن المتوقع أن يتجاوز زوار الموسم لعام 2024م حاجز المليون زائر بإنفاق يتوقع أن يتجاوز 100 مليون ريال عماني.

MENAFN07082024000130011022ID1108528977