Tuesday, 06 August 2024 07:31 GMT



بعد شهر على تعرفة الكهرباء المرتبطة بالزمن.. ما الجدوى؟

(MENAFN- Alghad Newspaper) رهام زيدان عمان- قلل خبراء من جدوى التعرفة المرتبطة بالزمن بعد مرور شهر على تطبيقها فيما اعتبروا أن الأثر، في حال وجد، محدود جدا.
وأرجع هؤلاء الأسباب الرئيسية إلى الأوقات التي حددت للتعرفة المنخفضة على أنها لا تتناسب مع طبيعة عمل القطاعات المستهدفة، إضافة إلى زيادة في قيمة التعرفة في أوقات الذروة ما زاد من كلف الطاقة على بعض هذه القطاعات، بدلا من خفضها خصوصا في القطاع الصناعي.
وبدأت الحكومة اعتبارا من الأول من الشهر الماضي، بتطبيق تعرفة الكهرباء الجديدة المرتبطة بالزمن على عدد من القطاعات، في خطوة يرى فيها خبراء وضالعون بالقطاعات المستهدفة خطوة إيجابية مفصلية ستسهم في تخفيض كلف الإنتاج.
وبحسب التعرفة الجديدة المرتبطة بالزمن، تم توزيع الاستهلاك على 4 فترات في القطاعات المستهدفة والمشمولة بالتعرفة في القطاع الصناعي الاستخراجي الكبير والمتوسط، الاتصالات، شحن المركبات المنزلي من عداد مستقل، وشحن المركبات من المحطات العامة وضخ المياه.
وقال عضو غرفة صناعة عمان م. موسى الساكت: "إن الوفر الذي تحقق حتى الآن قليل جدا ولم ينعكس على أداء القطاع الصناعي".
وبين الساكت أن الوقت خارج الذروة أي من 5 صباحا وحتى 2 ظهرا لا يلائم طبيعة عمل القطاع الصناعي، أي أنه لا توجد صناعات تنهي عملها بهذا الوقت، أما خارج هذا الوقت، فقد ارتفعت قيمة التعرفة على القطاع الأمر الذي يزيد من كلفته بدلا من تخفيضها.
وأشار الساكت إلى أن المأمول أن تكون هناك إعادة نظر بالقيمة المفروضة للتعرفة خصوصا في فترة الذروة الجزئية بما يحفز الصناعيين على نقل عملهم إلى هذه الفترات ووضع ورديات عدة للعمل، وتخفيض قيمتها في باقي الفترات بما يساعد القطاع على تحقيق وفر فعلي في كلفهم بما يعزز قدرة القطاعات التنافسية على المستوى العالمي ويساعده على زيادة صادراته.
كما دعا الساكت إلى ضرورة إشراك القطاع الخاص فيما يتعلق بصياغة وتطبيق التعرفة المرتبطة بالزمن، باعتباره الطريقة الأكثر دراية باحتياجاته للخروج بتعرفة مجدية وملائمة للقطاعات الإنتاجية وأيضا للنظام الكهربائي.
ولم تتمكن "الغد" من الحصول على تعليق من هيئة الطاقة والمعادن حول التقييم الأولي لتطبيق هذه التعرفة رغم المحاولات المتكررة.
وقال عميد الكلية الوطنية للتكنولوجيا د. أحمد السلايمة: "إن الملاحظات الأولية للقطاعات التي طبقت عليها التعرفة، تشير إلى أنها لم تكن إيجابية، إذ إن بعض الأوقات زادت من القيمة عليهم بدلا من تخفيضها، على خلاف الغاية التي وجدت من أجلها هذه التعرفة".
وأرجع السلايمة الخلل في ذلك، إلى أن إثبات جدوى التعرفة المرتبطة يتطلب تطبيقها على القطاعات كافة، وخصوصا القطاع المنزلي وهو أمر غير ممكن حاليا نتيجة عدم اكتمال خطة استبدال العدادات المنزلية بأخرى ذكية حتى الآن، على أن يتم الانتهاء من ذلك بنهاية العام المقبل.
وأشار إلى ضرورة أن تكون التعرفة مخفضة لقيم مجدية فعلية في الأوقات التي تكون فيها أحمال النظام منخفضة بما يحفز القطاعات الإنتاجية وخصوصا القطاع الصناعي، لنقل الأحمال إلى هذه الفترات، بما يحقق الجدوى لهم وللنظام الكهربائي على حد سواء.
من جهته، قال الخبير والمستثمر في القطاع د. فراس بلاسمة: "إن التعرفة المرتبطة بالزمن يمكن أن تكون محفزة وداعمة للقطاعات المستهدفة إذا تم تطبيقها بشكل صحيح وبتوجيهات مناسبة".
وتعتمد الفعالية على القدرة على التكيف، وتوفر التكنولوجيا، ودعم السياسات العامة. تحتاج القطاعات إلى استراتيجيات واضحة وخطط لتكييف عملياتها للاستفادة القصوى من هذه التعرفة. من الضروري أيضًا متابعة تأثير هذه السياسات على المدى الطويل لضمان استمرار الدعم والتحفيز للقطاعات المستهدفة.
وقال بلاسمة: "إن تحديد الجدوى الفعلية للتعرفة المرتبطة بالزمن على جميع القطاعات يعتمد على مجموعة من العوامل المتنوعة التي قد تؤثر بشكل مختلف على كل قطاع، فعلى سبيل المثال يعتمد إثبات جدوى لها في القطاع الصناعي على وجود مرونة في جدولة عملياتها ونقل بعض أنشطتها إلى خارج أوقات الذروة، مما يقلل من تكاليف التشغيل".
كما بين أن السياسات الحكومية التي تدعم التكيف مع التعرفة المرتبطة بالزمن يمكن أن توفر بيئة مواتية لتشجيع القطاعات على الاستفادة منها، وهذا الأمر يتطلب إجراء تعديلات تنظيمية أو تقديم حوافز مالية لتسهيل التبني.
وقال بلاسمة: "إن الأمر قد يتطلب إعادة تقييم الأوقات، إذا كانت الأوقات الحالية لا تعكس أنماط الاستهلاك الحقيقية وتعديلها بناء على البيانات الفعلية، إلى جانب دراسة إمكانية تقديم تعرفة مرنة أو متعددة المستويات لتناسب احتياجات مختلف الفئات والقطاعات".
ومن المطلوب أيضا في هذا الأمر بحسب بلاسمة، زيادة الجهود في التوعية والتوجيه للمستهلكين حول كيفية الاستفادة القصوى من التعرفة الجديدة، والقيام بمراجعة دورية للتعرفة والأوقات المقترحة بناءً على التغذية الراجعة والبيانات المجمعة لضمان التحسين المستمر، وبالتالي يمكن تحديد ما إذا كان هناك خلل في التعرفة أو في الأوقات المقترحة واتخاذ الإجراءات المناسبة لتحسينها.
يشار إلى أن التعرفة المرتبط بالزمة تتضمن ثلاث فترات، إذ تكون فترة الذروة من الساعة 5 مساء وحتى 11 ليلا، وتعرفة القطاع الصناعي الاستخراجي فيها 226 فلسا لكل كيلو واط، والصناعي الكبير 130 فلسا، الصناعي المتوسط 79 فلسا، الاتصالات 152 فلسا، شحن المركبات المنزلي 160 فلسا، شحن المركبات من المحطات العامة 133 فلسا، وضخ المياه 106 فلسات.
وتكون فترة خارج الذروة من 5 صباحا وحتى 2 ظهرا، وتعرفة الصناعي الاستخراجي فيها 206 فلسات، الصناعي الكبير 110 فلسات، المتوسط 59 فلسا، الاتصالات 132 فلسا، شحن المركبات المنزلي 108 فلسات، ومن المحطات العامة 103 فلسات، وضح المياه 86 فلسا.
أما الذروة الجزئية فهي على فترتين الأولى من 2 ظهرا وحتى 5 مساء، والثانية من 11 ليلا وحتى 5 صباحا، والتعرفة فيها للقطاع الصناعي الاستخراجي 216 فلسا، للصناعي الكبير 120 فلسا، للصناعي المتوسط 69 فلسا، الاتصالات 142 فلسا، لشحن المركبات المنزلي 118 فلسا، ومن المحطات العامة 113 فلسا، وضخ المياه 96 فلسا لكل كيلو واط.

MENAFN05082024000072011014ID1108520500


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.