Friday, 02 August 2024 09:32 GMT



34 عاماً على ملحمة صمود.. وإرادة لا تُقهر

(MENAFN- Al-Anbaa) تستذكر الكويت اليوم ذكرى الغزو العراقي الغاشم، الذي مرت عليه 34 عاما، حاملة في طياتها جراحا لم تندمل، وتضحيات جسام قدمها أبناء الكويت الأوفياء دفاعا عن ترابهم الغالي. إنها قصة صمود وصبر وكفاح وتكاتف، رسمها الكويتيون بأحرف من نور على صفحات التاريخ. لقد مثل الغزو لحظة فارقة في تاريخ الكويت، كشف عن معدن هذا الشعب الأصيل، الذي لم يثنه العدوان الغاشم عن التمسك بحقه المشروع في الحرية والاستقلال. لقد تحولت الكويت إلى رمز للصمود والتحدي، ووقف أبناؤها سدا منيعا أمام الطغيان، يذودون عن حياض الوطن بكل ما أوتوا من قوة وعزيمة، مجسدين أروع صور الوحدة الوطنية والتلاحم والتضحية.
ولم يكن صمود الكويتيين ليتحقق لولا الدور الحاسم الذي لعبته الديبلوماسية الكويتية، التي نجحت في إيصال صوت الحق الكويتي إلى المجتمع الدولي، وحشدت الدعم والتأييد من الأشقاء العرب والأصدقاء في العالم أجمع. لقد وقف العالم إلى جانب الكويت في محنتها، وأدان العدوان الغاشم، وساند الحق الكويتي حتى تحقق النصر المبين، في ملحمة تاريخية تجسدت فيها أسمى معاني التضامن والتعاون الدولي. وفي خضم تلك الأزمة العصيبة، تجلت حكمة القيادة الكويتية التي لم تدخر جهدا في الدفاع عن شعبها وحريته وكرامته. لقد التف الشعب الكويتي حول قيادته الحكيمة، ووقف صفا واحدا خلفها، يشد من أزرها، ويساندها في مساعيها الرامية إلى استعادة الحق المسلوب، مؤكدين على أن الالتفاف حول القيادة هو المحور الأبرز في إنهاء العدوان وتحقيق النصر.
وجاء يوم التحرير ليمحو آثار العدوان الغاشم، ويعيد البسمة إلى وجوه الكويتيين، الذين عاشوا لحظة فرح لا تنسى، تحولت إلى يوم سنوي للبهجة والاعتزاز. ومنذ ذلك اليوم، انطلقت الكويت في مسيرة بناء وإعمار، تضمد جراحها، وتعيد عجلة الحياة إلى سابق عهدها، لتؤكد للعالم أجمع أن الكويت عصية على الانكسار، وأنها قادرة على النهوض من جديد والتغلب على المحن والتحديات.
ولم يقتصر دور الكويت على إعادة إعمار ما دمره العدوان، بل واصلت رسالتها الإنسانية والأخلاقية تجاه إخوانها في الأمتين العربية والإسلامية، بل في مشارق الأرض ومغاربها. لقد أصبحت الكويت نموذجا يحتذى في العطاء والكرم والسخاء، وامتدت أياديها البيضاء بالخير إلى المحتاجين والمنكوبين في كل مكان، لتؤكد على أن الكويت ستظل منارة للإنسانية والتضامن في العالم.
وتستخلص الكويت من هذه التجربة الأليمة دروسا كثيرة، يجب أن تكون ضمن المناهج التعليمية، وهي الحذر والتكاتف والتعاضد والتلاحم، وأن يقاس تقدم الدول ورقي الشعوب من خلال ما تبديه من إرادة صلبة وتماسك مجتمعي في وجه الأزمات، وأن الوحدة الوطنية هي الحصن المنيع الذي يحمي الوطن ويصونه من الأخطار.
في مثل هذا اليوم الأليم، ندعو الله أن يحفظ الكويت وشعبها وقيادتها الحكيمة، وأن يصرف عنها الأذى والبلاء، وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والرخاء.

MENAFN02082024000130011022ID1108509139


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية