Wednesday, 24 July 2024 10:24 GMT



سيناريوهات نهاية الحرب

(MENAFN- Alghad Newspaper) د. حسن عبدالله الدعجة نستطيع استشراف الوضع المستقبلي للحرب الإسرائيلية على غزة من خلال السيناريوهات التالية التي تعكس الاحتمالات المختلفة لنهاية الصراع. وهذه السيناريوهات تشمل الحل الدبلوماسي الشامل، والتهدئة المؤقتة والهدنات الإنسانية، وأخيرا التصعيد العسكري. وكل سيناريو يعتمد على مجموعة من الشروط والفرص لتحقيقه، مما يساعدنا على فهم المسارات المحتملة للأحداث.
فالسيناريو الأول الحل الدبلوماسي الشامل: وهو سعى الاطراف للوصول إلى سلام وأمن واستقرار المنطقة، لذلك يتطلب الحل الدبلوماسي الشامل للصراع في غزة تدخلاً دولياً فعالاً وضمانات أمنية وتقديم تنازلات من الطرفين، مما يتيح فرصًا كبيرة لتحقيق الاستقرار الدائم. يتضمن هذا السيناريو تدخلات دولية وإقليمية لدعم الاتفاقات وتحسين الظروف الإنسانية. الفرصة تكمن في خلق بيئة تعاونية بدلاً من العدائية، مما يساهم في إعادة إعمار غزة وتعزيز الاستقرار، ويعد الأكثر استدامة بفضل الدعم الدولي والرغبة في إنهاء الصراع، والبداء بمفاوضات الحل النهائي .
وشروط التحقق يتطلب هذا السيناريو تدخل المجتمع الدولي بجدية لفرض وقف إطلاق النار والعمل على عقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين. كما يجب على إسرائيل وحماس تقديم تنازلات ملموسة، مثل تخفيف الحصار على غزة ووقف الهجمات الصاروخية.
وفي نفس الوقت توفير ضمانات أمنية للطرفين من خلال قوات دولية أو آليات مراقبة لضمان تنفيذ الاتفاقات، كما يتطلب دعما من الدول العربية والأوروبية والولايات المتحدة لضمان استدامة الحل وتقديم المساعدات الإنسانية والاقتصادية لإعادة إعمار غزة.
إن فرص تحقق هذا السيناريو يحقق الاستقرار، حيث يعتبر هذا السيناريو الأكثر استدامة لأنه يعالج جذور الصراع ويخلق بيئة من التعاون بدلاً من العدائية. كما يتطلب اهتمام دولي كبير بإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في المنطقة، مما يعزز فرص نجاح هذا السيناريو.
اضافة الى إعادة الإعمار والتنمية، يمكن أن يؤدي إلى تحسين الظروف المعيشية في غزة، مما يعزز قبول السكان المحليين لأي تسوية.
السيناريو الثاني، التهدئة المؤقتة والهدنات الإنسانية: في هذا السيناريو، تسعى الاطراف الى تحقيق استقرار نسبي من خلال هدنات قصيرة الأمد بوساطة إقليمية، تتيح وصول المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة سكان غزة. ويتطلب ذلك ضغوطاً دولية مستمرة على الأطراف المتنازعة لتمديد هذه الهدنات وتحويلها إلى تهدئة طويلة الأمد، وهذا السيناريو يوفر راحة مؤقتة ويساعد في فتح قنوات حوار، مما قد يمهد الطريق لحلول مستدامة في المستقبل.
ويتحقق هذا السيناريو من خلال الشروط الاتية، فيتم الاتفاق على هدنة إنسانية مؤقتة لتمكين وصول المساعدات الإنسانية وإخلاء الجرحى والمدنيين، ولعب دور للوسطاء من قبل دول مثل مصر وقطر للتوصل إلى اتفاقات تهدئة قصيرة المدى.
كما يشترط تحسين الظروف الإنسانية في غزة من خلال السماح بإدخال المواد الأساسية والبضائع، بضغط دولي مستمر على الطرفين لتمديد الهدنات وتحويلها إلى تهدئة طويلة الأمد.
أما فرص نجاح هذا السيناريو فهي لتحقيق هدنة قصيرة الأمد، وهذا السيناريو يتيح تخفيف حدة الصراع على المدى القصير، مما يقلل من الخسائر البشرية والمادية. كما يخفيف الأزمة الإنسانية ويساعد على هدنات الإنسانية قد توفر بعض الراحة لسكان غزة وتخفف من معاناتهم اليومية. ويمكن أن تكون هذه التهدئة مقدمة لفتح قنوات حوار أوسع بين الطرفين، مما يمهد الطريق لحل أطول أمدًا.
السيناريو الثالث، التصعيد العسكري: في هذا السيناريو، تتفاقم الأوضاع نتيجة فشل المفاوضات واستمرار الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وحماس. يؤدي هذا السيناريو إلى دمار شامل ومعاناة إنسانية كبيرة، مع تزايد العمليات العسكرية وتدخلات إقليمية سلبية تزيد من تعقيد الوضع. التصعيد يعمق العداء بين الطرفين ويقلل من فرص التوصل إلى حلول سلمية مستقبلية. التدخلات الخارجية قد تزداد، مما يعقد الأزمة أكثر، ويؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل أكبر.
ومن شروط تحقق هذا السيناريو، انعدام التقدم في المفاوضات واستمرار الطرفين في التمسك بمواقفهما دون تقديم تنازلات ، وتزايد العمليات العسكرية واستمرار وتيرة الهجمات الصاروخية من غزة والضربات الجوية الإسرائيلية بشكل متزايد.
كما أن تحركات إقليمية سلبية، وتدخلات دولية تزيد من تعقيد الوضع مثل مزيد من الدعم العسكري والسياسي لإسرائيل قد يؤدي إلى تصاعد التوترات مع الدول المجاورة.
كما أن انهيار الأوضاع الإنسانية وتدهورها في غزة يؤدي إلى ضغط على الأطراف للتصعيد بدلاً من التهدئة.
أما فرص تحقق هذا السيناريو فهي التدمير الشامل، ويؤدي هذا السيناريو إلى المزيد من الدمار والمعاناة لكلا الطرفين، مما يزيد من تعقيد الوضع. كما أن تأجيج العداء يؤدي الى التصعيد وتعميق العداء بين الجانبين ويقلل من فرص الوصول إلى حلول سلمية في المستقبل.
إضافة الى أن التدخلات الخارجية، قد تدفع الى مزيد من التصعيد العسكري وتدخل الأطراف الدولية والإقليمية بصورة أكبر، سواء بالدعم العسكري أو الضغط الدبلوماسي، مما يزيد من تعقيد الأزمة.
تقييم الفرص والشروط: تظهر السيناريوهات الثلاثة تفاوتًا واضحًا في الفرص والشروط اللازمة لتحقيق كل منها. والحل الدبلوماسي الشامل هو السيناريو الأكثر استدامة ولكنه يتطلب إرادة سياسية قوية وتعاونا دوليا مكثفا، واعترافا بالحق الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة.
ويعتمد تحقيق أي من هذه السيناريوهات على مجموعة معقدة من العوامل المحلية والإقليمية والدولية، إضافة إلى الإرادة السياسية لدى الأطراف المعنية. ومن المهم أن يستمر المجتمع الدولي في الضغط على الجانبين للتوصل إلى حلول سلمية ومستدامة، وتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.
والكاتب يرجح السيناريو الثاني اي التهدئة المؤقتة والهدنات الإنسانية قد توفر حلولًا قصيرة الأمد ولكنها تظل هشة وقابلة للانهيار في أي لحظة. أما التصعيد العسكري، فهو السيناريو الأكثر خطورة، حيث يؤدي إلى المزيد من المعاناة والتدمير دون حل جذري للصراع.

MENAFN23072024000072011014ID1108474108


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.