Wednesday, 24 July 2024 12:33 GMT



السباحة في بحر عاصف مكلفة جدا

(MENAFN- Alghad Newspaper) يوسف عبد الله محمود هذا ما أورده الكاتب الروسي المعاصر أ. ني. اوتكين في كتابه المترجم تحت عنوان ((النظام العالمي للقرن والواحد والعشرين))، مشيراً الى وجهة نظر ((الامميون الليبراليون)) القائلة: ((ان التعاون الدولي الناجح حسب القواعد، وليس السباحة الحرة في بحر عاصف، هو من يستطيع ان يؤمن الوضع الخاص لأميركا في العالم لمدة طويلة)). (النظام العالمي للقرن الواحد والعشرين)) ترجمة: يونس كامل ديب ود. هاشم حمادي، الناشر: المركز الثقافي للطباعة والنشر 2007)
وينقل المؤلف عن أحد هؤلاء من ((الامميين الليبراليين)) ويدعى اتش كابتشين قوله: ((لو أن أميركا تستعد مسبقاً للنزول من القمة لكان ذلك في مصلحتها العليا، ولكان أكثر حكمة واقل خطراً)). (المرجع السابق ص 166)
في قول هذا الرجل وهو من ((مجلس العلاقات الدولية)) الكثير من الصحة. إن أميركا قد تعجز ((عن مواجهة التحديات الجديدة للتطور العالمي)).
((التطور العالمي)) وكما تنبئ المتغيرات العالمية التي قلبت ((الطاولة)) امام الامبرياليين لن يرحم بعد اليوم نوايا هؤلاء الذين اعتادوا على مرّ السنين ان يأمروا فيطاعوا! وعليه ليس من مصلحة الدول الامبريالية ان تظل مزهوة بقدرتها على الهيمنة والتحكم في مصائر الشعوب وبخاصة شعوب المجتمعات النامية لقد تغيّر الحال والدليل على ذلك ما جرى ويجري في الشرق الأوسط والقارة الافريقية. صحيح ان هذه الامبريالية استطاعت ان تقسم ((السودان)) بعد ان كان موحداً وان تُرسخ قدم إسرائيل في جنوبه وفي بلدان افريقية أخرى. ولكن الصحيح ان هذا الحال لن يدوم للأبد. فالثائرون على الظلم والتجزئة لا تخلو منهم المجتمعات العالمية، حتى اذا ما جاءت اللحظة المواتية اعادوا بشجاعتهم وتضحياتهم اصلاح المسار!
يقول فريد بيرغستين في مقال له بعنوان: America and Europe Clash of the Titans منشور في مجلة Foreign Affairs ابريل 1999. ((أمريكا وأوروبا: أهو صدام الجبابرة؟ ((على الولايات المتحدة ان تتبين امرها في ظل الظروف الجديدة إما ان تنضم اليها وإما ان تقوم بأعمال تستغرق زمناً طويلاً في الحدود الخلفية. ستكلفها غالياً ودون جدوى، كما فعلت بريطانيا على مدى عشرات السنين بعد ان اهتزت زعامتها)). (انظر ايضاً المرجع السابق ((النظام العالمي للقرن الواحد والعشرين)) ص 165)
ما قاله بيرغستين في مقاله جدُّ خطير وله دلالة عميقة تحكيها الظروف العالمية الجديدة التي لم تعد تقبل بالهيمنة والوصاية على الشعوب الطامحة الى الحرية والاستقلال الحقيقي.
المساعدات الإنسانية التي تفوح منها رائحة الهيمنة المقنعة لم تعد تنطلي على الشعوب التي تَقدّم وعيها من خلال التجارب المريرة التي مرت بها. ستكون ((السباحة في بحرٍ عاصف)) مكلفة حقاً.
قلت لن يستمر الحال الراهن على ما هو للأبد. وتلك حقيقة حسمها التاريخ البشري نفسه. من هنا على أميركا ان تستوعب دروس التاريخ فلا يجوز ان يستمر غرور القوة متمكنا في بلاد قامت مبادئ ثورتها على العدالة والحرية والمساواة. لا يجوز ان يظلّ كلام المسؤولين الأميركيين الذي يدعو للتفاؤل في واد، بينما افعالهم في واد آخر!
خُذ مثلاً ما قالته ذات مرة مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة، قالت ((لا يجب ان نكون مجرد مستمعين عالميين ببساطة، وإنما يجب علينا ان نكون مبدعين للتاريخ الإنساني)). (المرجع السابق ص 167)
أتساءل هنا كيف يكون ((ابداع التاريخ الإنساني))؟ أيكون ((بالسباحة في بحر عاصف)) ام في بحر هدأت عواصفه))؟!

MENAFN23072024000072011014ID1108474107


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية



آخر الأخبار