التطورات الحديثة في إسبانيا تؤثر على كرة القدم والثقافة

(MENAFN) قد تظن أن سكان المدن شاهدوا بطولة اليورو الأخيرة بلا اهتمام، لكن ذلك سيكون خطأ. كانت خيبة الأمل واضحة عندما هُزمت فريق غاريث ساوثغيت، وكان الشعور الجماعي من حولي واحدًا من الألم المشترك، تهانينا لفرنسا على فوزها، ومع ذلك، فقد أتاح لنا هذه اللحظة من التشتت أن نتأمل في اتجاه أوسع، فالفريق الوطني الإسباني، الذي يفتخر الآن بخمسة بطولات أوروبية، يُرمز إلى التحول الأوسع لإسبانيا في القرن الواحد والعشرين، وهذا التحول يظهر ليس فقط في كرة القدم ولكن أيضًا في صعود المطبخ الإسباني، وفي عام 2000، كان المطبخ الإسباني شائعًا، لكنه أصبح الآن قوة رائدة على الساحة العالمية للطهي، بفضل تأثير الطاهي الإسباني الشهير فيران أدرية.

ومدريد، التي كانت يومًا ما راكدة وتذكّر بتراخي فيينا التاريخي، أصبحت واحدة من أكثر مدن أوروبا حيوية، متفوقة على لندن وباريس كواحدة من أكثر المدن غير الساحلية المرغوبة في العالم، ويمكن عزو هذا التحول الملحوظ إلى مزيج من الحوافز الضريبية والانفتاح الملحوظ على الحداثة، سواء في العمارة أو في المطبخ، وهذه الحداثة ملحوظة بشكل خاص في المناطق الساحلية لإسبانيا، وفي عام 2019، أبرزت صحيفة الإيكونوميست التباين بين حداثة المدن الإسبانية الديناميكية والمدن المتهالكة في إيطاليا.

كما يأتي السعي وراء الحداثة المفرطة مع مجموعة من التحديات، فقد أدى ازدهار الاستثمار في الجيل الماضي إلى تقدم ملحوظ، مثل القطارات عالية السرعة والأعمال المعمارية البارزة لشخصيات مثل فرانك جيري، ومع ذلك، جلب أيضًا مشكلات كبيرة، بما في ذلك الدين العام المرتفع، وعلى الرغم من جاذبية إسبانيا المتزايدة على الساحة العالمية، فقد أثار تدفق السياح ردود فعل معارضة، كما يتضح من الرسوم البيانية المناهضة للسياح التي تحمل عبارات مثل "كان منزلي يقف هنا"، وتعكس هذه المشاعر توترًا بين التطور السريع لإسبانيا والحفاظ على نسيجها الثقافي والتاريخي، وهو موضوع غير موجود في أعمال أيقونة الأدب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس.

MENAFN22072024000045015682ID1108466109