Sunday, 21 July 2024 11:37 GMT



ريشة حواري تنقل برشاقة حكايات المرأة ودورها الإنساني في المجتمع

(MENAFN- Alghad Newspaper) أحمد الشوابكة

عمان- تمتاز الفنانة التشكيلية الأردنية لميس حواري بأسلوب مغاير في تجسيد واقع المرأة وعلاقتها بمحيطها وبيئتها الاجتماعية في أعمالها الفنية من خلال استخدام أسلوب أمثل للواقعية والانطباعية والتجريدية أحياناً، حيث إنها ترسم وجوه "البورتريه" التي تبتكرها من الواقع الحي، إذ تمهد الطريق للمتلقي لاستخدامها العناصر التي تتوافر فيها الصور والحركات الجمالية في الطبيعة بشكل بارع ومتمكن؛ لتؤكد أنها تشق طريقها بإصرار لترسيخ وجودها في مجال الفن التشكيلي.
وعشقت حواري، وهي عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين الفن التشكيلي، الفن والتطوع منذ نعومة أظفارها، والذي فتح لها المجال بشكل واسع للعمل مع المنظمات الدولية في مجال الدعم النفسي الاجتماعي من خلال الرسم "العلاج بالفن" والكشف عن حالات التعرض للعنف بأنواعه والحالات الاجتماعية والنفسية التي تتطلب إحالتها للجهات الخاصة، وفق ما ذكرت، "لم أخضع لأي دورة تدريبية في مجال الفنون التشكيلية، واعتمدت على مشاهدتي مقاطع فيديو تعليمية عبر مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب"، مشيرة إلى أن دراستها الجامعية ليس لها علاقة بتاتاً بموهبتها الفنية، فهي حاصلة على درجة البكالوريوس في الإدارة العامة من جامعة اليرموك، مثمنة دور أسرتها في دعمها المتواصل لتحقيق ما تصبو إليه.
وتستلهم حواري أفكار لوحاتها من الخيال الذي نشأ في داخلها عبر قصص وحكايات تلتقطها منذ أيام الطفولة، ومن خلال صور لوجوه بقيت عالقة بالذاكرة لتظهر في لوحاتها، وفق ما قالته: "إن التركيز العميق منحنى قوة في التعبير عن حياة الناس في شكل جديد، إضافة إلى الأوضاع التي تمر بها المرأة، بأسلوب رسم لوحات بورتريه بشكل خاص".
كما استطاعت الفنانة حواري من خلال مشوارها الفني، الذي تستخدم فيه الألوان الزيتية والاكريليك والباستيل، والفحم، أن تضع بصمة مميزة؛ لها خصائصها الأسلوبية المتفردة في عالم التشكيل؛ وصل إلى الإبداع والنجاح عندما خاطبت من خلال لوحاتها، مكامن النفس عند المشاهد، الذي قادته إلى البساطة، والاختزال فيما رسمته من عناصر على سطح لوحاتها، مشيرة إلى أن تركيزها على المرأة ليس تعصباً أو تحيزاً للمرأة دون الرجل، لكن هي مسألة قدرة المرأة على فهم مشاكل المرأة. إذ تعبر بريشتها عن همومها وأحزانها وأفراحها، وتتناول كل جوانب حياتها في توازن ودقة وعناية لإيصال رسالتها المتضمنة نقل هموم المرأة في المجتمع بأسلوب مستحب، وبرؤية تشكيلية واقعية.
وتعتبر حواري المرأة محورا أساسيا في لوحاتها كونها أيقونة الجمال التي تسرد في كل لوحة قصصها وحكاياتها، لأنها تمثل نصف المجتمع وهي تمارس دورها الإنساني والثقافي في كل المجتمعات ولها وجود وكيان وتبرهن على إمكانياتها الإبداعية في جميع مجالات الحياة، لافتة إلى أن الفن يخلق حالة من التوازن الروحي والعقلي اللذين يمنحان القدرة على العطاء والإبداع في الحياة، وفق ما ذكرته في سياق حديثها لـ"الغد".
وتؤكد حواري الحاصلة على درجة البكالوريوس في الإدارة العامة من جامعة اليرموك، أن الثقافات الإنسانية وتجاربها الثقافية والفنية منحتها الكثير من الأفكار والابتكار، لكن إربد تبقى الملهمة الأولى لها، مشيرة إلى أنه في ظل الانفتاح الثقافي والمعرفي في زمن التكنولوجيا الحديثة والتواصل الاجتماعي، أصبح الفن بكل صوره له تأثير، بنقد وتشخيص الحالات الاجتماعية والثقافية، وأصبح يؤثر ويتأثر بالواقع بكل جوانبه.
وترى أن الصورة هي التعبير الجزئي من وعن الحياة وتفاصيلها، والإنسان وأبعاده، والطبيعة وتنوعها، والسريرة وما تختزنه في المشاعر وانعكاساتها، وهذا ما تظهره وسائل التعبير الفنية ومنها الرسم، ومهما أنتج المبدعون في هذه الوسائل تظل أبواب الكشف مفتوحة للبحث عن الجديد وتقديمه من خلال الصورة، لذلك كلما عبر الفنانون عن مرحلة زمنية يشعرون بالحاجة إلى الانتقال إلى مرحلة زمنية وابتكار الجديد في طريقة التعبير، وهي طرق لا تراها من وجهة نظرها تتناقض، وإنما تتكامل وتتمم بعضها البعض، من حيث الخط والتكوين واللون وطبيعة اللوحة، وإلى أي جهة تنتمي.
وتشعر أن انتماء العمل الفني ليس بالضرورة أن يكون إلى مدرسة بحد ذاتها، فقد يكون وليد أكثر من مدرسة وقد يكون وليد ذاته في لحظة معينة، المهم أن يكون لدى هذا العمل القدرة على محاورة الناظر إليه وأن يكون بينهما ذلك العبور السلس عن طريق الشكل واللون.
وتلفت لوحات حواري، الانتباه إليها بولائها للإنسان والبيئة التي ولدت وتربت في أحضانها، سواء من حيث الموضوع أو التكوين أو اللون المستخدم من جانب، أو بإيمانها بالأرض التي نشأت فوقها والتاريخ الحضاري العميق الذي يشكلها من جانب آخر، ما جعل لوحاتها تنم عن ارتباط النشأة والعلاقة بينها، وبين تعبيرها الفني ووقوفها على أرض راسخة من دون الإقلال من الأصالة والمعاصرة في أعمالها الفنية.
وشاركت الفنانة حواري في العديد من المعارض من أبرزها: معرض مشترك مع الفنان فیصل خطاطبة بتنظيم من وزارة الثقافة، معرض إنجاز الدولي الثاني، سمبوزيوم النهر والليمون وشمس "أيار الأول"، معرض الاقحوانة العربي الثاني للفنون التشكيلية، سمبوزيوم دير علا الثقافي، معرض مشترك مع الفنانة رندة المصري في كرنفال الوطني الأدبي ربیع اربد، معرض "فلسطین حكاية ولون"، معرض "في الذاكرة"، معرض آفاق الدولي، معرض سمبوزيوم الباقورة، معرض "وجود"، وهي عضو في لجنة تحكيم في مسابقة نجم المخیم بالتعاون مع الأونروا.
واختتمت حديثها قائلة: "أحرص على التجديد المستمر والبحث والتجريب في الخامات والتطوير الشخصي في الأعمال الفنية، فليس صعبا الوصول إلى القمة وإنما الاستمرار بها. والطموح والشغف مستمران، فأنا أطمح إلى أن يكون لي الأثر في الساحة التشكيلية الأردنية والعالمية، كما أخطط للاستمرارية في إقامة دورات تدريبية في مجال فن الرسم وإقامة معرض شخصي، والاستمرار في استقبال طلبات رسم لوحات بورتريه بشكل خاص".




MENAFN20072024000072011014ID1108463073


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية