Friday, 05 July 2024 08:24 GMT



طبيب.. احتجز واختطف بشكل غير قانوني

(MENAFN- Alghad Newspaper) هآرتس

جدعون ليفي

من يريد أن يعرف ماذا حدث للإسرائيليين منذ 7 أكتوبر، يفضل أن ينظر إلى قضية إطلاق سراح مدير مستشفى الشفاء من السجن. الدكتور محمد أبو سلمية قبع في السجن مدة سبعة أشهر، بدون أي رقابة قضائية أو اتهام أو تهمة.
لقد تم اختطافه على يد إسرائيل كما اختطفت حماس المخطوفين الإسرائيليين، وتم وضعه في السجن. مثل المخطوفين الإسرائيليين، ايضا عائلته لم تعرف أي شيء عن مصيره، الصليب الأحمر والمحامون لم يتم السماح لهم بزيارته. وقد تم ايضا في يوم الاثنين اطلاق سراح الدكتور عصام أبو عجوة، الذي تحدث عن التعذيب الفظيع الذي مر عليه، صورته قبل وصورته بعد لم تترك أي مجال للشك في أقواله.
الـ 50 مخطوفا الآخرين الذين تم إطلاق سراحهم لم يتم عرضهم بالطبع في وسائل الإعلام في إسرائيل، لكن في الخارج رأوا بالغين تحولوا الى ركام: هزيلين، خائفين، أجسادا نحيلة، مليئة بالجروح والكدمات. لحسن حظ أبو سلمية فإنه لم يتم اعتقاله في سديه تيمان، بالتالي، لم يتوفَ بسبب التعذيب مثل أصدقائه عدنان البرش، الجراح المعروف من غزة، واياد الرنتيسي، مدير قسم النساء في مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا. بالنسبة للإسرائيليين الذين غضبوا من إطلاق سراحه – إسرائيل أخطأت في عدم قتله بالضرب أو التجويع أو التعذيب. إسرائيل تريد رؤية الاطباء، مثل أي شخص آخر في غزة، يموتون بسبب الألم.
صورة أبو سلمية وهو يتحرر من السجن ويحتضن والدته ويبكي، كان يجب أن تؤثر في كل انسان: شخص مخطوف، بريء، يخرج الى الحرية. ولكن في إسرائيل هو اشارة على اطلاق حملة هستيرية للتحريض والتجريم والكراهية والشيطنة والشهوة للانتقام والتعطش للدماء. ليس فقط اليمين، بل الجميع، الجميع. سياسيون، مذيعون ومحللون، في جوقة واحدة: اطلاق سراحه تحول الى فشل يساوي في إبعاده 7 تشرين الأول. كيف حدث أن إسرائيل أطلقت سراح طبيب بريء من غزة، من الذي أصدر الأمر ومن المذنب في ذلك. إسرائيل 2024. خسوف كامل. لم يعد يوجد طيب وشرير. فقط كراهية الفلسطينيين.
هاكم الحقائق. الدكتور أبو سلمية تم اختطافه في تشرين الثاني من قافلة للأمم المتحدة، التي كانت تقوم بإخلاء مصابين فلسطينيين من المستشفى المحاصر والذي تم قصفه. إسرائيل قالت إن المستشفى استخدم كمركز قيادة لحماس، لكن تقرير "واشنطن بوست" أظهر أن إسرائيل لم تعرض أي أدلة على ذلك. في كل الحالات يمكن الافتراض أن أبو سلمية عرف عن نشاطات حماس في المستشفى ولكنه لم يشارك فيها. لو أنه فعل ذلك لما تم اطلاق سراحه.
أبو سلمية تم احتجازه من قبل إسرائيل استنادا الى القانون المشكوك فيه الذي تم سنّه، قانون المقاتلين غير القانونيين، الذي يسمح باعتقال شخص مدة 75 يوما بدون محاكمة. هذا قانون مخيف، حتى أكثر من قانون الاعتقال الإداري. إسرائيل، لا سيما المؤسسة القانونية والصحية، كل ذلك لا يهمها. مدير مستشفى في السجن – في نهاية المطاف هو غزي، أي مخرب.
هكذا سمي في مهرجان الفضيحة حول إطلاق سراحه، على أي حال، في القناة الجديدة، القومية المتطرفة، "آي 24 نيوز"، التي أصبحت تثير الحنين الى قذارة القناة 14، أطلقوا عليه "مخرب"، وطلبوا من الجيش إعادة اعتقاله. أيضا لدى السياسيين سجلت وحدة من الحائط إلى الحائط، الأمر الذي يثبت مرة اخرى بأنه لا توجد في إسرائيل معارضة لكراهية العرب وشهوة الانتقام. "اثنان معتدلان" برزا بشكل خاص، جدعون ساعر الذي اعتبر إطلاق سراحه انغلاق الرأي العام في إسرائيل الذي يتذكر البنية الإرهابية في مستشفى الشفاء. وعرض اختطاف طبيب من أجل إرضاء شهوة الجمهور، نوع جديد من تبرير جرائم الحرب. افيغدور ليبرمان الذي تحول في السنوات الاخيرة إلى نوع من النموذج للاعتدال والمنطق بالنسبة للوسط، الذي عبر عن نفسه بالأسلوب المخفف والضمني، وأعطى سمعة سيئة للكارثة عندما قال: "لقد اكتشفنا أن مدير مستشفى الشفاء ليس مجرد طبيب، بل هو الدكتور مانغيلا". إذا كان الدكتور أبو سلمية هو الدكتور مانغيلا فماذا سنسمي ليبرمان؟.

MENAFN04072024000072011014ID1108408135


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.

النشرة الإخبارية