(
MENAFN- Akhbar Al Khaleej) الأربعاء ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٣ - 02:00
الكويت - (أ ف ب): اكتسى ستاد جابر الأحمد الدولي جنوب العاصمة الكويت ثوب «الموقف» أكثر منه صفة الملعب الذي يستضيف مباراة أستراليا وفلسطين المحرومة من اللعب على أرضها، في ظل الحرب التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة.
بدت الكوفية الفلسطينية حاضرة في كل مكان تشجيعاً لـ«الفدائي» ضمن تصفيات آسيا المشتركة لكأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027.
لم يكن كل الحضور فلسطينياً، فكانت الجماهير من جاليات متفرقة في الدولة الخليجية على الملعب الذي يتسع لـ60 ألف متفرج.
ويبدو أن حملة «جهّز كوفيتك وتعال شجّع» التي أطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي نجحت في إيصال «رسالة تضامن مع الشعب الفلسطيني إلى العالم»، غير أن الحضور الجماهيري لم يكُن بالحجم المرتقب لمؤازرة المنتخب الفلسطيني.
لكن من كان حاضراً في الملعب آثر على إظهار دعمه للفلسطينيين، برفع الأعلام ولافتات عليها صورة المفتاح الذي يرمز إلى حق العودة، وأخرى كتب عليها «غزّة حرّة».
ويقول الكويتي أحمد العنزي (36 عاماً) الذي تلحّف بالعلم الفلسطيني واعتمر الكوفية قبيل انطلاقة المباراة «الكويت وفلسطين واحد. نحن اليوم ضيوف على فلسطين في أرضهم. جئت اليوم وأسرتي بكاملها لتقديم الدعم إلى الشعب الفلسطيني وترسيخ القضية العربية الأولى في نفوس أبنائي».
وتؤكد ربّة المنزل الكويتية أنفال العازمي (45 سنة) أن «فلسطين في قلوبنا. حضرنا إلى الملعب كباراً وصغاراً دعماً لها».
وحظي منتخب فلسطين بحفاوة كبيرة في الكويت منذ وصوله يوم الجمعة الماضي. وقال رئيس الاتحاد المحلي للعبة عبدالله الشاهين بعد استقبال نظيره الفلسطيني جبريل الرجوب الأحد «تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية، نحتضن مباراة فلسطين الغالية علينا في أرضكم، في أرض الصداقة والسلام».
وقال الرجوب في مقطع فيديو نشره الاتحاد الكويتي «نشكرك ونشكر بلدك ودولتك والأسرة الحاكمة والأمير وولي العهد الذين لهم أفضال كبيرة على فلسطين. الكويت لها مكانة كبيرة في قلوب الفلسطينيين».
- «جئنا لإيصال رسالة» -
وبعد رفض الاتحاد الآسيوي استضافة الجزائر مباريات فلسطين لعدم انضوائها في قارة آسيا، حرص المسؤولون الكويتيون على استضافة المواجهة التي كانت مقررة أساساً في الضفة الغربية المحتلة.
في الملعب، ويقول الفلسطيني حامل الجواز الأردني نهاد أحمد (58 عاماً) الموظف في قسم الإسعاف لدى المستشفى الأميري «جئت لتشجيع شباب المنتخب تحديداً الذين يعانون بسبب وجود أهاليهم في القطاع والضفة. نحن عاجزون عن شكر الكويت على الاستضافة. وهذه ليست بغريبة عنها».
أما المهندس المدني الفلسطيني وائل يوسف لبّد (40 عاماً) وهو من عسقلان، فيقول «نحن لا تهمنا المباراة. جئنا لإيصال رسالة. نحن الشعب الفلسطيني موجودون دائماً بالكوفية والعلم».
واكتسبت المباراة أهمية مضاعفة كونها الأولى المُعتبرة بضيافة فلسطين في التصفيات بعدما حل «الفدائي» المصنف 96 عالمياً ضيفاً في الجولة الأولى على لبنان (صفر- صفر) في الشارقة الإماراتية التي اختارها «منتخب الأرز» ملعباً له جراء عقوبة فرضتها لجنة الانضباط في الاتحاد الدولي عليه وقضت بحرمانه من جماهيره لمباراة واحدة، بسبب الشغب في اللقاء أمام سوريا ضمن تصفيات مونديال 2022.
«كرمى لعيون فلسطين»
من جانبها، تغلبت أستراليا المصنفة 27 عالميا والتي بلغت دور الـ 16 في كأس العالم الأخيرة في قطر، على بنغلادش بسباعية نظيفة.
ولوحظ الحضور العربي الكبير للمباراة. ويقول المصري أحمد السيد (32 عاماً) المقيم في الكويت والذي كان حاضراً مع عدد من أصدقائه مرتدياً الكوفية وحاملاً علم فلسطين «جئت كرمى لعيون فلسطين»، مشيرا الى أن الدعم جيد «ولو من خلال أمور صغيرة».
ويؤكد مواطنه محمد جلال معوض (34 عاماً) الموظف في وزارة التربية «جئنا لتشجيع منتخب فلسطين ولنقول (...) فلسطين ومصر يد واحدة».
ووجّه الشاب السوري الجامعي يحيى شاهر (18 سنة)، «رسالة إلى سكان القطاع: الله يرحم الشهداء وينصر أهلنا».
ويتطلع «الفدائي» إلى تحقيق الأفضل، رغم غياب عدد من لاعبي قطاع غزة الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمنتخب مثل خالد النبريص وأحمد الكايد وإبراهيم أبو عمير.
ومنذ بداية الأزمة في غزة، توقّف النشاط الرياضي في الأراضي الفلسطينية، فانتقل المنتخب إلى الأردن للمحافظة على لياقة المباريات قبل انطلاق التصفيات، واعتذر عن المشاركة في بطولة ماليزيا الودية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
وعزم منتخب أستراليا التبرّع بجزء من عائدات المباراة لصالح الجهود الإنسانية في قطاع غزة، إذ من المقرر أن يقدم مبلغاً من خمسة أرقام عبر صندوق لاعبي كرة القدم الأستراليين المحترفين إلى منظمة «أوكسفام»، في حين سيخصص الاتحاد الأسترالي للعبة مبلغاً مماثلاً.
MENAFN21112023000055011008ID1107467747