Thursday, 02 January 2025 06:50 GMT



حماس تستغل الفرصة وتعزز مكانتها

(MENAFN- Alghad Newspaper)

هآرتس

جاكي خوري

شخصيات رفيعة في المستوى السياسي لحماس اعتبروا الزيارة المتوقعة لبعثة من قبل حماس في السعودية كنافذة فرص لإقامة علاقات مع المملكة. في محادثة مع“هآرتس” قال ناشط رئيسي في المستوى السياسي بأن طبيعة الزيارة هي دينية وأعضاء المنظمة سيصلون الى المملكة لتأدية الحج في مكة، والعمرة التي تجري طوال السنة خلافا للحج، وهو تأدية المناسك التي تحدث في موعد معين حسب التقويم الهجري. ولكن حسب مصادر فلسطينية في القطاع فربما أن الزيارة لن تخرج الى حيز التنفيذ أو أنها ستؤجل لأن السعودية لم تصادق على وصول أعضاء حماس الى المملكة. الى جانب ذلك يتوقع أن يزور الرياض اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
في عدد من وسائل الاعلام العربية، من بينها صحف في الخليج الفارسي، تمت الإشارة الى أن بعثة حماس ستضم ممثلين من المستوى الاعلى في حماس، من بينهم رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية وسلفه خالد مشعل، ونائب رئيس حماس في القطاع خليل الحية، والمسؤول عن الملف الخارجي موسى أبو مرزوق. حسب التقارير فان هذه الشخصيات الرفيعة لم تكن تستطيع تأدية الحج بدون ضوء أخضر من القصر الملكي في الرياض ومن أجهزة المخابرات في المملكة. في حماس يحذرون في هذه الاثناء من تعامل رسمي مع الزيارة، وحتى مع الموعد الدقيق الذي ستجري فيه. ولكن شخصيات رفيعة في حماس يمكن أن تصل الى المملكة اليوم أو في وقت لاحق في هذا الاسبوع بمناسبة عيد الفطر الذي سيصادف في يوم الجمعة القادم.
مصادر فلسطينية قالت للصحيفة بأنه تم تقديم طلب لسفير السعودية في الدوحة الذي اظهر موافقته على الزيارة، لكن السعودية لم تصادق على ذلك بعد. ايضا جاء أن السعوديين عبروا عن عدم الرضا من النشر حول الزيارة.
العلاقات بين حماس والسعودية تأزمت قبل اكثر من عقد بعد أن اتهموا في الرياض حماس بافشال اتفاق مكة للمصالحة في الساحة الفلسطينية. منذ ذلك الحين حاولوا في حماس ترميم هذه العلاقات، مثلا في زيارة لاعضاء التنظيم في المملكة في 2015، لكن بدون نجاح. حماس وجهات فلسطينية أخرى تعتبر الزيارة المتوقعة استمرارا للتطورات الاخيرة في الساحة العربية – استئناف العلاقات بين السعودية وايران والدفء في علاقات الرياض مع سورية.
لكن ايضا العلاقات بين حماس وروسيا ساهمت في ذلك. في قيادة التنظيم يحافظون على علاقة وطيدة مع موسكو، والروس كانوا عنصرا رئيسيا توسط بينهم وبين نظام الرئيس السوري بشار الأسد. طوال سنين لم يسمح السعوديون لحماس بالعمل في المملكة وحتى أنهم اعتقلوا عشرات من نشطائها، ومن بينهم من وقف على رأس البعثة المحلية للمنظمة، محمد الخضري، في نيسان 2019.
رغم محاولة حماس عرض الزيارة للبعثة على أنها زيارة دينية بدون أي جانب سياسي، إلا أنهم في الساحة الفلسطينية والعربية يعتبرونها خطوة أخرى في تعزيز مكانة حماس. هذا على خلفية ضعف نفوذ السلطة الفلسطينية. أول من أمس استضاف هنية حوالي 30 سفيرا ودبلوماسي من دول إسلامية وعربية في الدوحة، عاصمة قطر، على وجبة افطار. مؤخرا أجرى هنية عدة لقاءات في بيروت مع رئيس حزب الله، حسن نصر الله، ومع شخصيات رفيعة في الفصائل الفلسطينية في لبنان.
في حماس اعترفوا بأن أحداث الاسابيع الاخيرة – إطلاق الصواريخ من القطاع ومن جنوب لبنان نحو إسرائيل والتطور الإقليمي، بشكل خاص التقارب بين السعودية وإيران وسورية – وفرت الدعم لحماس. هذا الامر ايضا يفسر التصريحات الهجومية لزعماء حماس مؤخرا، من بينهم هنية وصالح العاروري ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار. ولكن الحديث لا يدور بالضرورة عن خطوات ستؤدي الى نشاطات لحماس في السعودية أو في سورية.
في الوقت الحالي ما زالوا في حماس يعتبرون قطر قاعدة رئيسية لـ“قيادة الخارج” لحماس. هذا الى جانب علاقاتها مع تركيا ولبنان وحتى مع اندونيسيا والباكستان. مع ذلك، في قيادة حماس في القطاع يحذرون من كل خطوة ستضر بالعلاقات مع مصر، التي كانت وما تزال العامل المسيطر في العلاقات غير المباشرة لحماس مع اسرائيل، وفي سلوكها في شبه جزيرة سيناء.
حسب أقوال ناشط سياسي في حماس فان“الانفتاح امام السعودية هام جدا، وفي حماس يشعرون جيدا برياح التغيير في الشرق الاوسط، لكن هنا الحذر مطلوب”، واضاف“في حماس يحاولون تجنب تضارب المصالح لحماس مع مصالح دول اخرى. وحسب اقواله المصريون يتشككون جدا بالايرانيين والاتراك؛ في حين أنه يوجد للسعودية مصالح مختلفة جدا عن مصالح حماس أو مصالح تركيا.“كل دولة توجد لها خارطة مصالح خاصة بها. وفي هذا الفضاء حماس تريد أن تكون شريكة”.
الى جانب الزيارة المتوقعة لبعثة حماس في السعودية سينطلق اليوم الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الى الرياض، التي دعاه اليها الملك سلمان الى مأدبة افطار. ظهر أمس هبطت طائرة مروحية في رام الله ونقلت من أجل السفر الى الرياض. حسب مصادر فلسطينية رفيعة فانه لا يتوقع إجراء لقاء بينه وبين هنية. ولكن من غير الواضح اذا كانت الزيارات تم تنسيقها بصورة لا يبقى فيها عباس خارج الصورة.
مصادر رفيعة في السلطة تعترف بأن قيادتها ليست لاعبة هامة في التطورات في المنطقة. ايضا الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لا يبدون أي اهتمام كبير بالنزاع بين اسرائيل والفلسطينيين، بالاساس امام الحكومة الحالية في القدس، باستثناء محاولات منع اشتعال امني. اللقاءات الاخيرة في العقبة وفي شرم الشيخ تناولت بالاساس قضايا أمنية ومدنية. وحسب أقوال مصدر رفيع في فتح فان“هناك شك اذا ما كان بعد انتهاء شهر رمضان وبعد عيد الفطر سيتحرك شيء إيجابي، بل العكس”.

MENAFN18042023000072011014ID1106033121


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.