Saturday, 04 January 2025 07:40 GMT



زين عوض تنسج من أغانيها حب الوطن وتنثر البهجة عبر منصات التواصل

(MENAFN- Alghad Newspaper)

رشا كناكرية

عمان- بخطوات ثابتة وصوت عذب وشغف بتقديم الأفضل؛ صنعت الفنانة الأردنية زين عوض مسيرة حافلة بالنجاحات والتألق بأغنيات نسجت كلماتها من حب الوطن والفخر باللهجة الأردنية التي تحمل مكانة كبيرة في قلبها، فسجلت بصمتها بين نخبة من الفنانين الأردنيين والعرب.
كل ذلك مكن عوض من تمثيل الأردن في مسارح كبيرة ومهمة، وآخرها مشاركتها في مهرجان القلعة الدولي للموسيقا والغناء في القاهرة وتألقت فيه على مسرح محكى في قلعة صلاح الدين الأيوبي في تجربة مميزة.
وشدت بصوتها على مسرح اليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس، خلال احتفالات المملكة بمرور 72 عاماً على انضمامها لليونسكو وبها خطت الفنانة الأردنية خطوة حقيقية نحو العالمية، لتكون صوتاً للأردن في المنظمة العالمية.
وقدمت عوض لوحة فنية مختلفة بهذه المناسبة الخاصة تلائم تنوع الجمهور المتواجد، إذ قدمت“ميدلي” غنائي يضم لهجات ولغات متعددة منها الأردنية والمصرية والعراقية، إضافة لغنائها باللغتين الإنجليزية والفرنسية، فقد أرادت أن يكون ظهورها الخاص بهذه المناسبة متميزا.
وفي حديث خاص لـ“الغد”، قالت الفنانة زين عوض، إنها عاشت لحظات ساحرة مليئة بالفخر والاعتزاز، فقد كان شعورا لا يوصف من شدة جماله، وفرحتها الأكبر كانت بأنها تمثل الاردن خارج البلاد وتنشر اللهجة الاردنية الجميلة، مبينة“لا تتخيل كم هي فرحتي بأن أصنع نجاحا من لهجتنا وتراثنا فهذا له شعور مختلف مليء بالفخر والاعتزاز”.
وبينت عوض أن تمثيلها للأردن زاد من شعورها بأنها تساهم في نشر اللهجة الأردنية، والتي تعتبرها مغيبة في الوطن العربي وغير واضحة، مؤكدة أن هنالك عددا من نجوم الأردن استطاعوا أن يبرزوا بها، وهذا نجاح يضاف للأردن وعلينا أن لا نتغاضى عنه.
وشرحت في حديثها، أنهم كفنانين أردنيين بحاجة لأن يركزوا على اللهجة الأردنية أكثر، مشيرة أن إيصالها للجمهور الخارجي يعتمد على الطريقة التي تقدمها، وهنالك فنانون شباب في مقتبل العمر وأسماء فنية بارزة استطاعوا أن يقدموا اللهجة بأسلوب جميل ومتقن لخارج الأردن مسطرين بذلك نجاحات مهمة.
وتشير عوض إلى أن الصعوبة في اللهجة الأردنية يكمن بأن هنالك تنوعا بها، فهي لا تقتصر على البدوية، اذ هنالك المحكية والعمانية وتقول“نحن بحاجة لأن نكثف جهودنا لتبرز هذه اللهجة أكثر فهي لهجة جميلة تستحق أن تأخذ مكانا مهما”، منوهة أنها للآن لم تحصل على التركيز والأهمية المطلوبة، والتي تساهم بأن تنتشر بالقدر المطلوب، لذلك نحتاج تسيلط الضوء عليها بشكل أكبر.
ومن جهة أخرى تضع عوض بصمات واضحة لها في مجال الفن، وقدمت أغاني جميلة بلهجات متنوعة، مشيرة أنها في العادة تحتاج لوقت وتتأنى كثيرا في اختياراتها، ولا تحب أن تطرح أي عمل دون دراسته من جميع الجوانب، فهي تسعى للكمال بأعمالها بحسب قولها.
ولكنها شعرت هذا العام، أنها بحاجة إلى أن تخفف من هذا الأمر، وأن تطرح الأغنية التي تراها جميلة بطريقة مختلفة متخذة بذلك نهجا جديدا، فالذي يأتي في المرتبة الأولى بالنسبة لها تقبل الجمهور للأغنية وتلبية ذوقهم.
وكشفت عوض لـ“الغد” أنها تعمل حاليا على مشروعين قادمين، أحدها عاطفي باللهجة البيضاء الأردنية، وآخر باللهجة العراقية وستطرحهم في السنة الجديدة.
كما قدمت عوض خلال هذا العام، أعمالا جميلة منها“حاساه” باللهجة المصرية، و”همتنا” باللهجة البيضاء الأردنية، إلى جانب إعادة غناء الكثير من الأغاني التراثية، مؤكدة أنها انتقائية في اختيارتها، ولكن هذا العصر لا يحتاج لهذه الصفة. وفق قولها
وتشرح عوض،“نحن في عصر وجو غريب.. وعلى الفنان أن يكون ذكيا ولا يصلح أن يكون متأنيا دائما.. ولكن هذا لا يلغي التأني في المضمون وهذا ما أحاول فعله، إلى جانب مراعاة أن هنالك توزيعا جديدا وجمهورا اختلف ذوقه وأصبح يحب أن يستمتع ويفرح لذلك يجب على الفنان أن يجدد من نفسه ويواكب العصر وإلا سيبقى مكانه”.
وبينت أن تواجد الفنان على مواقع التواصل الاجتماعي“السوشال ميديا”، ساعده بالوصول للجمهور بشكل أسرع، وهذا ساهم في معرفتها أكثر سواء بفنها أو بطرحها لمحطات من حياتها اليومية.
وتذكر عوض، الهدف من تواجدها على مواقع التواصل والمحتوى الذي تقدمه،وهو نشر الطاقة الإيجابية، وتنقل كيف تستطيع الفنانة أن تمضي حياتها كزوجة وأم وفنانة، مبينة أنها لا تشارك المتابعين أحزانها، ولكن في بعض الأوقات تشارك حكمة ما، تشرح حالتها النفسية ومزاجها، مبينة“ففي النهاية نحن بشر ولا نستطيع أن نزوّر الحقيقة، وبذات الوقت ليس من الجميل أن ينشر الفنان تفاصيل حياته”.
وتعرب عوض عن فرحتها عندما تتلقى تعليقات بأنها ساعدت في رسمة ابتسامه على وجه أحدهم، من خلال مشاركة بوست كوميدي بقولها“فرح غير عادي عندما أقرأ هذه التعليقات وهذا ما أردته”، وهذا قربها أكثر من المعجبين والمتابعين، فهي تعمل على تقديم الحافز لهم ليحبوا الحياة أكثر“أنا ببث رسائل مبطنة مش مقصودة ولكنها مفرحة بالآخر”.
وتشير عوض إلى أن هنالك حدودا وضعتها لنفسها على السوشال ميديا وهي تأتي من ضمن شخصية الإنسان نفسه، فكل شخص يعرف أين حدوده وعندما تخرج الشخصية الكوميدية تحرص بأن لا تضايق أحدا ولا تزيد من عيار المزح، فلا تأتي بالسياسة أو الدين، والمراعاة من أولوياتها، إلى جانب توازن الكلمات ليكون طرحها ذكيا.
ومن جهة أخرى شاركت عوض“الغد” مشاعر عاشتها في هذه السنة، إذ هنالك الكثير من الذكريات عاشتها مرورا بهذا العام فقد أصابتها الكآبة، وبنفس الوقت أصابها الفرح، وهنالك فترة لم تستطع عمل أي أمر.
وتذكر عوض بأنها أصيبت بعد وفاة والدها قبل 3 أعوام بحالة حزن شديدة، وضغطت على نفسها لتعود كما كانت، وتقول معبرة“أنا بدي أفرح الناس مثل الأول وأضحك وأغني.. فقدت هذا الجزء مني لفترة.. تجمدت في مكاني وكنت تائهة.. وبالرغم من ذلك تعلمت كيف نغير من هذا الأمر وكيف نقلب الموجة”، بحسب قولها.
ولتحقق ذلك احتاجت عوض لإرادة قوية، وفق وصفها، إذ أن شعورها كأم أيقظها فأطفالها يكبرون وأصبح عليها ضغط أكبر، لتكون القدوة لهم، وإذ لم تغير وتبدل هذا الحال سيتعلمون اليأس وعدم المحاولة بالنهوض.
وتعود للفن بقولها،“الفن في الأردن بحاجة إلى شدة حيل”، مبينة أنه يجب أن نعمل على أنفسنا وأن لا نيأس ونؤمن بمواهبنا أكثر، لأن الأردن يستحق كل الدعم ويمتلك أحلى الأصوات، ولدينا موزعون مبدعون وألحان جميلة وأناس تكتب بشغف وبشكل جميل، ولكن نحتاج أن نؤمن بأنفسنا، مؤكدة بذلك أن الحالة النفسية مهمة للنجاح.
وتشيد عوض بنجاحات الشباب، منهم الفنانة الأردنية نداء شرارة، فقد خرجت من البرنامج واستمر نجاحها وأغانيها تحتل الرقم الأول في مصر، ونالت شهرة كبيرة، كما أشادت بالمغني الشاب حسام السيلاوي وكيف وصل للملايين من المعجبين في الأردن وخارجه ونال شهرة واسعة في الوطن العربي، وهنالك الكثير من الأسماء الشابة التي تميزت وصنعت نجاحا في الوطن العربي.
وتقول،“للأسف نحن نركز على نصف الكأس الفارغ”، بينما لدينا أصوات جميلة ومواهب مميزة بأصوات رائعة، ووجهت رسالة لكل موهوب بأن يؤمن بنفسه لتذهب هذه النظرة السلبية ونلغيها، متمنية أن يكون هنالك إيمان بالموسيقا.
وتختم حديثها، عندما أشارك في حفلة أو مؤتمر، ويكون فيها بصمة موسيقية يختلف المؤتمر كله، فالموسيقا تهذب الحضارة وهي تظهر وجها جميلا للبلد، وتتمنى أن يتم التركيز على هذا الجانب أكثر في السنوات القريبة وبجميع الجوانب، من الطب للسياسة، لأن الموسيقا تلعب دورا كبيرا ومهما في حياتنا.

MENAFN16112022000072011014ID1105195646


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.