Thursday, 09 January 2025 09:30 GMT



مسرحية“خلاف” العراقية.. تفتح النوافذ على ذكريات الماضي

(MENAFN- Alghad Newspaper)

معتصم الرقاد
عمان – تواصلت، أول من أمس، فعاليات مهرجان الأردن المسرحي بعرض مسرحية“خلاف” من العراق، تأليف وإخراج مهند هادي، وتمثيل سهى سالم وهيثم عبد الزراق ومرتضى حبيب؛ حيث قدمت على خشبة مسرح المركز الثقافي الملكي.
تبدأ المسرحية بتقديم للحالة التي تعيشها الشخصية الرئيسية أمل؛ حيث ينتقل المشهد الى محاولة إقناع الابن لوالدته أن يسافرا معا الى إسطنبول، وهناك يختفي الابن لتبدأ سلسلة الانكشافات عن خلفية شخصية الأم ومن ثم شخصية الابن، روح العمل الثوري والتقدمي لدى أمل التي نشأت بكنف والدها في تلقينها كل مبادئ اليسار من شعارات وهتافات وأغان بل وحتى المرجعيات الفلسفية والفكرية.
وكان هذا البيت موطن كل الرفاق وتجمعهم، فورثت كل شيء عن الأب الفكر والبيت والرفاق، حتى أحبت أحدهم وتزوجته وأنجبت ولدها كامل أو كاميلو كما تحب أن تناديه، قبل أن يقتل الزوج قبل ولادة هذا الابن.
اختفاء الابن هو اللحظة المفصلية في المسرحية التي فتحت النوافذ على الماضي وقذفت بشراراته نحو المستقبل المتمثل بالابن حيث صراع الجدل الفكري، ويكشف المحقق للأم أن ابنها هو أحد أعضاء تنظيم داعش الإرهابي، وهو واحد من أربعة اختفوا بالطريقة نفسها هناك في إسطنبول وقد عثر لهم على فيديو يبين انتماءهم.
في مشهد الحلم، تحلم أمل أن ابنها يعود مغطى بالوحل الأسود وأنه يحدثها بأشياء خاطئة زرعوها برأسه، على عكس ما تربى عليه ومرجعيته الفكرية، وهكذا كانت أولى إشارات الخلاف وحوار المحقق (هيثم عبد الرزاق)، ما أسهم في الكشف شيئا فشيئا عن تلك الخلفيات.
تفضي سلسلة الكشوفات بمرافقة الذكريات لحياة أمل وتوجهاتها الإيديولوجية، ويأتي المحقق ليخبر الأم أمل أن القضية أغلقت وتعود أمل وحيدة إلا من مرافقة خيال ابنها وذكريات ماض مليء بمجد الثورة والتنوير والشعارات التي تربت وعاشت معها ولأجلها، وبرفقة الحبوب المهدئة التي أدمنتها لتخفيف ألمها ومعاناتها في اختفاء الابن.
اعتمد المخرج مهند هادي، بشكل أساسي، في إخراج مسرحيته، على الديكور المتحرك بانسيابية مع حركة الممثلين وبتناغم مع الإضاءة، فقد وظف قطعتي ديكور متحركتين لتكونان بدلالات مختلفة في كل مرة، فتارة هما جدران البيت التي تضيق أو تتسع وتارة هما نافذتان؛ حيث يطلان من خلالهما على العالم ويرقبانه كما يرقبهما، وأيضا الغرفة الخاصة التي يجري بداخلها حوار الأم وابنها في تنبيهها له حين اكتشفت صلته بأفراد تنظيم داعش وميله لهم، وفي حين آخر هي المحيط الخارجي حين يضغط بثقله على حياة أمل.
كان لتكرار بعض الحوارات والحركة المرافقة كرد فعل لها دلالتها الجمالية ورمزيتها للفعل تأكيد لقوة هذا الفعل، كما تكرر هذا الشكل من الفعل أمام المحقق ومع الابن.
كان أداء الفنان مرتضى حبيب مع المجموعة متناسقا عزز من تنامي إيقاع العرض الذي كاد في بعض الأحيان أن ينزلق للرتابة بسبب الراوي، صوت الراوي الذي كان يقدم وصفا عن حالة السيدة أمل وتفاصيل حياتها وخلفيتها وتاريخ الشخصيات الأخرى وبعض المعلومات عن حالتها.
كل حركة للديكور ذات الأشكال المربعة والمحتوية على ستائر في إطارها الداخلي مكنت الممثلين من المرور خلالها، كما كانت موظفة بشكل ذكي لاجتراح المعاني والمضامين من النص الذي وضعه المخرج بنفسه، فهو العارف بسياقاته.

MENAFN11112022000072011014ID1105171063


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.