(
MENAFN) لقد أحدثت الغزو الروسي لأوكرانيا زلزلاً في التوازن الهش والمفكك غالباً في القطب الشمالي، ويبدو أن تحركات دونالد
ترامب قد تدفعه بعيداً عن المسار الصحيح, تركيزه المتجدد على غرينلاند يثير القلق بشأن احتمال عسكرتها وتهويلها سياسياً، وهو ما يهدد الاستقرار الإقليمي والتعاون العلمي, ,في عام 2019، قدم ترامب اقتراحًا غير متوقع بشراء غرينلاند، وهو قرار ما زال سبب تحفيزه غير واضح, كانت الولايات المتحدة قد حاولت في وقت سابق شراء الإقليم بعد الحرب العالمية الثانية بهدف الحصول على ميزة استراتيجية, بحلول عام 2021، وبعد مغادرة ترامب لمنصبه، أصبح موضوع غرينلاند من المواضيع الغريبة في تاريخ السياسة الخارجية, بينما قالت غرينلاند، بقيادة رئيس الوزراء كيم كيلسن، إن الجزيرة "ليست للبيع" لكنها "مفتوحة للأعمال".
والآن، زادت تصريحات ترامب بشأن غرينلاند، حيث اعتبر السيطرة على الجزيرة "أمرًا ضروريًا للغاية", يمكن أن يعتقد البعض أن ترامب يستخدم تصريحاته الجريئة لجذب مؤيديه، حيث دأب على إصدار تصريحات مثيرة للجدل في محاولاته لجذب الانتباه, على سبيل المثال، اقترح ترامب في مؤتمر صحفي في يناير الماضي إعادة تسمية خليج المكسيك إلى "خليج أمريكا", ,نظرًا لخلفيته كعقاري، ليس من الصعب فهم لماذا قد يهتم ترامب بغرينلاند, فالجزيرة كثيراً ما تظهر أكبر مما هي عليه في الخرائط، وفي عام 2019، وصف ترامب المشروع بكامله بأنه "صفقة عقارية ضخمة", ومع ذلك، خلال فترته الأولى، قلل ترامب إلى حد كبير من أهمية القطب الشمالي الاستراتيجية.
كذلك يقودنا هذا إلى احتمال ثاني: قد يكون ترامب في هذه الحالة يلعب لعبة استراتيجية, فالبنتاغون يدرك بالفعل الموقع الحاسم لغرينلاند، خاصةً لرصد الحركات العسكرية الروسية والصينية, علاوة على ذلك، فإن المنطقة غنية بالموارد الثمينة, ,على الرغم من أنه يبدو غير مرجح أن يحاول ترامب شراء أو غزو غرينلاند، إلا أن التركيز المتزايد على القطب الشمالي، خاصة من قبل ترامب ومستشاريه، يثير القلق, قد يحدد هذا التحول ما إذا كانت المنطقة ستظل مركزًا للبحث العلمي والنشاط الاقتصادي أو تصبح منطقة عسكرية ومسيّسة للغاية, ,عندما بدأت الاهتمام بقضايا القطب الشمالي قبل حوالي عشر سنوات، كان يُعتبر "مكانًا استثنائيًا"، حيث بدا أنه محصن من الرياح الجيوسياسية, لقد ساعدت المنظمات الدولية مثل مجلس القطب الشمالي في تعزيز التعاون العلمي والفني بين جميع الدول القطب الشمالي، بما في ذلك روسيا والولايات المتحدة, لكن الاهتمام المتزايد بالعسكرة قد يقوض هذا الروح التعاونية ويشكل مستقبل القطب الشمالي.
MENAFN28012025000045015687ID1109138228
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.