Monday, 27 January 2025 04:17 GMT



استعادة الوجه العربي للمنطقة والمشاريع الثلاثة!

(MENAFN- Akhbar Al Khaleej) { ‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬الأخيرة‭ ‬تنافست‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬ثلاثة‭ ‬أخطر‭ ‬مشاريع‭ ‬إقليمية‭ ‬جيواستراتيجية‭ ‬امتزج‭ ‬فيها‭ ‬محاولات‭ ‬استعادة‭ ‬الحلم‭ ‬الإمبراطوري‭ ‬التاريخي‭ ‬والرؤية‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الغربية‭ ‬والمبررات‭ ‬الدينية‭ ‬والمذهبية‭! ‬والمشاريع‭ ‬الثلاثة‭ ‬كما‭ ‬بات‭ ‬يعرفها‭ ‬الكثيرون‭ ‬اليوم‭ ‬هي‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬التوسعي‭ ‬منذ‭ ‬تأسيس‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬على‭ ‬تراب‭ ‬فلسطين‭ ‬ومعاناة‭ ‬شعبها،‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الأكبر‭ ‬والأخطر‭! ‬والثاني‭ ‬هو‭ ‬مشروع‭ ‬محاولة‭ ‬استعادة‭ (‬الحلم‭ ‬الإمبراطوري‭ ‬القومي‭ ‬الفارسي‭) ‬برؤية‭ ‬استعمارية‭ ‬جديدة‭ ‬قائمة‭ ‬على‭ ‬الاستخدام‭ ‬والاستغلال‭ ‬المذهبي‭ ‬بعد‭ ‬احتلال‭ ‬الأحواز‭ ‬1925‭ ‬والجزر‭ ‬الثلاث‭ ‬الإماراتية‭! ‬والمشروع‭ ‬الثالث‭ ‬هو‭ ‬استعادة‭ ‬أدبيات‭ (‬الحلم‭ ‬العثماني‭) ‬وإن‭ ‬بامتداده‭ ‬السابق‭ ‬قبل‭ ‬سقوط‭ ‬الدولة‭ ‬العثمانية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬تحديدا‭!‬

{ ‭ ‬للطرافة‭ ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬الفارسي‭ ‬الإيراني‭ ‬والتركي‭ ‬العثماني‭ ‬انتعش‭ ‬الحلم‭ ‬فيهما‭ ‬برعاية‭ ‬وتبني‭ ‬غربي‭ ‬أنجلوساكسوني‭ ‬صهيوني،‭ ‬حيث‭ ‬تبنت‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الثلاث‭ (‬السي‭.‬آي‭.‬إيه‭ ‬الأمريكية،‭ ‬والـ MI 6‭ ‬البريطانية،‭ ‬والموساد‭ ‬الإسرائيلية‭). ‬الأدوات‭ ‬المنفذة‭ ‬للفتنة‭ ‬والصراع‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬مثل‭ ‬جماعة‭ (‬الإخوان‭) ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تابعة‭ ‬للغطاء‭ ‬التركي‭ ‬المباشر،‭ ‬والوكلاء‭ ‬والأذرع‭ ‬والمليشيات‭ ‬التابعة‭ ‬لنظام‭ ‬الملالي‭ ‬والحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني،‭ ‬فيما‭ ‬الاستخدام‭ ‬المرحلي‭ ‬للجانبين‭ ‬التركي‭ ‬والإيراني‭ ‬كان‭ ‬يتطلب‭ ‬استخداما‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬ذاتها‭ ‬هو‭ ‬إلباس‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬دور‭ ‬المنقذ‭ ‬والداعي‭ ‬إلى‭ ‬السلام‭ ‬والتطبيع‭ ‬مع‭ ‬العرب،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التمدد‭ ‬الإيراني‭! ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬سقطت‭ ‬ورقة‭ (‬الإخوان‭) ‬في‭ ‬مصر‭ ‬2013‭ ‬وباقي‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬ليحين‭ ‬موعد‭ ‬سقوط‭ ‬الورقة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ووكلائها‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬عملية‭ ‬7‭ ‬أكتوبر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬ومليشيات‭ ‬العراق‭ ‬والحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬ينتظرون‭ ‬المصير‭ ‬ذاته‭!‬

{ ‭ ‬بذلك‭ ‬فإن‭ ‬المشروع‭ ‬الأول‭ ‬والأساس‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الصهيوني‭ ‬الغربي‭ ‬عبر‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬استعاد‭ ‬زخمه‭ ‬مجددا،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬وجود‭ ‬المتطرفين‭ ‬الإرهابيين‭ ‬أو‭ ‬قادة‭ (‬الصهيونية‭ ‬الدينية‭) ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬والتذرع‭ ‬المستفيض‭ ‬بما‭ ‬قامت‭ ‬به‭ ‬حماس‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬للبناء‭ ‬عليه‭ ‬والانطلاق‭ ‬بردة‭ ‬فعل‭ ‬وحشية‭ ‬وهمجية‭ ‬وغير‭ ‬متوقعة‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‭! ‬والآن‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬احتلال‭ ‬أراضٍ‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان‭ ‬وفي‭ ‬سوريا‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬لسقوط‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭! ‬ولينطلق‭ ‬الخطاب‭ ‬الديني‭ ‬التاريخي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الأساطير‭ ‬والتلفيق‭ ‬بقوة‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬الكيان‭ ‬المتطرفين‭ ‬لقيام‭ ‬الدولة‭ ‬اليهودية‭ ‬الخالصة‭ ‬بعد‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬وتهجيرهم‭ ‬كما‭ ‬المخطط‭ ‬لدى‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭! ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طرح‭ ‬المشروع‭ ‬التوسعي‭ ‬لإسرائيل‭ ‬الكبرى‭.. ‬ونشر‭ ‬الخرائط‭ ‬التلفيقية‭ ‬والمزورة،‭ ‬وكأن‭ ‬الأوان‭ ‬قد‭ ‬آن‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عمل‭ ‬المشروعان‭ ‬السابقان‭ (‬التركي‭ ‬والإيراني‭) ‬في‭ ‬تمزيق‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬وانتهى‭ ‬التعويل‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬دوريهما‭ ‬الفتنوي‭ (‬الإخواني‭ ‬والمليشياوي‭ ‬المذهبي‭) ‬ليتسلم‭ ‬الكيان‭ ‬الأرض‭ ‬المحروثة‭ ‬بالتمزق‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الدول‭ ‬فيجني‭ ‬ثمار‭ ‬البذور‭ ‬الفاسدة،‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬زرعها‭ ‬عبر‭ ‬إيران‭ ‬وتركيا‭ ‬برعاية‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬والصهيونية‭ ‬العالمية‭!‬

{ ‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأجواء‭ ‬ومع‭ ‬تراجع‭ ‬الدور‭ ‬الإيراني‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬بشكل‭ ‬لافت‭ ‬بعد‭ ‬الضربات‭ ‬الكبيرة‭ ‬لحزب‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬لبنان‭ ‬ولنظام‭ ‬الأسد،‭ ‬حدث‭ ‬المتغير‭ ‬المهم‭ ‬وهو‭ ‬العمل‭ ‬الدؤوب‭ ‬الذي‭ ‬تقوده‭ ‬السعودية‭ ‬خليجيا‭ ‬وعربيا‭ ‬ودوليا‭ ‬لاستعادة‭ ‬الوجه‭ ‬العربي‭ ‬الأصل‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬برغبة‭ ‬لبنانية‭ ‬وسورية‭ ‬عارمة‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬الحضن‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬المعاناة‭ ‬الطويلة‭ ‬من‭ ‬الهيمنة‭ ‬الإيرانية‭ ‬ونتائجها‭ ‬الكارثية‭ ‬في‭ ‬البلدين‭! ‬مثلما‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬واليمن،‭ ‬لتأتي‭ ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬السعودي‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬بعد‭ ‬15‭ ‬عاما‭ ‬من‭ ‬الغياب‭ ‬العربي‭ ‬المهم‭ ‬على‭ ‬ساحتيهما،‭ ‬وليأخذ‭ ‬خطاب‭ ‬استعادة‭ ‬الوجه‭ ‬العربي‭ ‬زخما‭ ‬جديدا،‭ ‬مثلما‭ ‬خطاب‭ ‬بناء‭ ‬الدولة‭ ‬بمواصفات‭ ‬الدولة‭ ‬ورعاية‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار‭ ‬فيهما،‭ ‬وليمتد‭ ‬الطموح‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬واليمن‭ ‬لاستعادة‭ ‬ذات‭ ‬الوجه‭ ‬العربي‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬العبث‭ ‬الإيراني‭ ‬فيهما‭ ‬وبرعاية‭ ‬أمريكية‭ ‬غربية‭ ‬أيضا‭!‬

{ ‭ ‬المشاريع‭ ‬الثلاثة‭ ‬التي‭ ‬راقبت‭ ‬شعوب‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭ ‬والعالم‭ ‬صعود‭ ‬بعضها‭ ‬ثم‭ ‬النزول‭ ‬من‭ ‬سلم‭ ‬الأطماع‭ ‬الإمبراطورية‭ ‬تدريجيا،‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬النفس‭ ‬التركي‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬مهددا‭ ‬للجغرافيا‭ ‬السورية‭! ‬مثلما‭ ‬التهديد‭ ‬الإيراني‭ ‬بعد‭ ‬نزع‭ ‬أقوى‭ ‬مخالبه‭ ‬يحلم‭ ‬بالعودة‭ ‬عبر‭ ‬إثارة‭ ‬الفتن‭ ‬مجددا‭! ‬ولكن‭ ‬كليهما‭ ‬محكومان‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الراهنة‭ ‬بطموحات‭ ‬المشروع‭ ‬التوسعي‭ ‬الصهيوني‭ ‬لدولة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬ومطامعه‭ ‬التوسعية‭! ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬رهانها‭ ‬على‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ترامب‭ ‬في‭ ‬ولايته‭ ‬الثانية‭ ‬كبيرا‭ ‬لتحقيق‭ ‬أمرين‭ ‬متناقضين‭: ‬حلم‭ ‬الدولة‭ ‬اليهودية‭ ‬الخالصة‭ ‬ثم‭ ‬التوسع‭ ‬الجغرافي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية،‭ ‬وحلم‭ ‬التطبيع‭ ‬والسلام‭ ‬المجاني‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬وإسلامية‭ ‬أخرى‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭! ‬هذان‭ ‬الحلمان‭ ‬المتناقضان،‭ ‬كما‭ ‬كتبنا‭ ‬سابقا،‭ ‬هما‭ ‬مثار‭ ‬القلق‭ ‬الشعبي‭ ‬العربي‭ ‬والقيادات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬آن،‭ ‬مثلما‭ ‬يضع‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي،‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬التطرف‭ ‬والإرهاب‭ ‬لدولة‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬وفي‭ ‬وجه‭ ‬صفقاته‭ ‬التجارية‭ ‬والاستثمارية‭ ‬مع‭ ‬السعودية‭ ‬والخليج‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭! ‬ويفتح‭ ‬الباب‭ ‬واسعا‭ ‬أمام‭ ‬التوقعات‭ ‬المختلفة‭ ‬للمرحلة‭ ‬القادمة،‭ ‬وكيف‭ ‬بإمكان‭ ‬العرب‭ ‬مواجهة‭ ‬زخم‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬بتعدد‭ ‬مخاطرها‭ ‬الجديدة‭ ‬وتحدياتها‭ ‬الكبيرة‭ ‬لخلق‭ ‬بيئة‭ ‬عربية‭ ‬آمنة‭ ‬ومستقرة‭ ‬وتنموية،‭ ‬وقد‭ ‬لوحت‭ ‬المؤشرات‭ ‬إلى‭ ‬استعادة‭ ‬لبنان‭ ‬وسوريا‭ ‬وجههما‭ ‬العربي‭ ‬وبانتظار‭ ‬استعادة‭ ‬العراق‭ ‬واليمن‭ ‬لذات‭ ‬الوجه‭ ‬وتوقع‭ ‬عودة‭ ‬استقرار‭ ‬السودان‭ ‬وليبيا‭ ‬وبقية‭ ‬الدول‭ ‬التي‭ ‬عبثت‭ ‬بها‭ ‬الأصابع‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬الغربية‭ ‬طويلا‭ ‬تمهيدا‭ ‬لتقسيمها‭! ‬وحيث‭ ‬المخطط‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬ساري‭ ‬المفعول‭ ‬طالما‭ ‬هناك‭ ‬تأييد‭ ‬أمريكي‭ ‬غربي‭ ‬صهيوني‭ ‬لأطماع‭ ‬الكيان‭ ‬وأحلام‭ ‬الغرب‭ ‬الاستعماري‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭! ‬ولا‭ ‬نقول‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬غالب‭ ‬على‭ ‬أمره‭.‬

MENAFN25012025000055011008ID1109129025


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.