Friday, 24 January 2025 11:48 GMT



رئاسة على صفيح ساخن:هل ينجح جوزيف عون في إنقاذ لبنان

(MENAFN- Al Watan) في بلد يعاني من أزمات لا تُحصى، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، تسلّم الجنرال جوزيف عون رئاسة الجمهورية اللبنانية بعد فراغ رئاسي استمر قرابة عامين ونصف. انتخابه أتى ليكسر الجمود السياسي، لكن التحديات التي تنتظره أشبه بحقل ألغام، حيث يواجه لبنان أسوأ أزماته منذ الحرب الأهلية، في ظل انهيار اقتصادي غير مسبوق، توترات سياسية داخلية، وضغوط إقليمية ودولية متزايدة.
بين الفرص والتحديات
ورغم التحديات الهائلة، فإن الرئيس جوزيف عون يملك فرصة تاريخية لإحداث تغيير جذري في لبنان، مستفيداً من الدعم الشعبي الذي اكتسبه خلال قيادته للجيش اللبناني، وعلاقاته الدولية القوية. إلا أن النجاح مرهون بقدرته على مواجهة العقبات الداخلية بحكمة وجرأة، دون الانجرار إلى مواجهات تهدد الاستقرار الهش.
فالأشهر الأولى من عهده ستكون اختباراً حاسماً لما يمكن أن يحققه لبنان في سبيل استعادة مكانته كدولة مستقلة ومستقرة وقادرة على تلبية تطلعات

عدد من المستحقات المطلوبة من الرئيس اللبناني:
لإخراج لبنان من أزماته المتراكمة، ينبغي على الرئيس جوزيف عون أن يضع خطة شاملة وجريئة تتناول القضايا الأكثر إلحاحاً:
1. الإصلاح الاقتصادي العاجل:
 البدء فوراً بتنفيذ إصلاحات اقتصادية بنيوية تشمل مكافحة الفساد، إصلاح النظام المالي، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي.
 إعادة بناء الثقة مع صندوق النقد الدولي والمجتمع الدولي للحصول على المساعدات الضرورية لإنقاذ الاقتصاد.
2. تشكيل حكومة فعّالة وشاملة:
 الإسراع في إجراء مشاورات برلمانية لتشكيل حكومة كفاءات قادرة على مواجهة التحديات، بعيداً عن المحاصصة الطائفية.
 منح الحكومة الجديدة صلاحيات استثنائية لتنفيذ الإصلاحات دون عرقلة.
3. معالجة أزمة اللاجئين السوريين:  تعزيز الحوار مع المجتمع الدولي لتأمين تمويل إضافي يدعم اللاجئين والمجتمعات اللبنانية المضيفة.
 فتح قنوات اتصال مع الحكومة السورية لإيجاد حلول دائمة تضمن عودة اللاجئين إلى بلدهم بكرامة وأمان.
4. الحياد الإيجابي وتعزيز سيادة الدولة:  العمل على تطبيق سياسة ((الحياد الإيجابي))، مع التركيز على حصر السلاح بيد الدولة، كخطوة أساسية لاستعادة السيادة الوطنية.
 إطلاق حوار داخلي بين جميع الأطراف السياسية، بما في ذلك حزب الله، لضمان توافق على السياسات الأمنية والعسكرية.
5. إعادة إعمار الجنوب:  توفير خطة طارئة لإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، مع ضمان تعويض المتضررين.
 التنسيق مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها للسيادة اللبنانية.
6. إعادة ثقة الشعب بالدولة:
 ضمان الشفافية في جميع القرارات الحكومية وتفعيل مبدأ المحاسبة، بما يشمل محاربة الفساد المستشري.
 الاهتمام برفع المستوى المعيشي للمواطنين وتحسين الخدمات

أزمات لبنان في عهد الرئيس الجديد
انهيار اقتصادي غير مسبوق
دخل الاقتصاد اللبناني في نفق مظلم منذ أكتوبر 2019، مع تراجع حاد في قيمة الليرة اللبنانية، وتضخم جامح، وتراجع القوة الشرائية للسكان. وبات أكثر من 80% من اللبنانيين تحت خط الفقر، فيما تعاني الدولة من عجز شبه كامل عن تقديم الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والماء والرعاية الصحية.
شلل سياسي مزمن
منذ تنحي الرئيس السابق ميشال عون في أكتوبر 2022، لم تتمكن الحكومات اللبنانية المتعاقبة من إجراء إصلاحات جذرية مطلوبة من المجتمع الدولي كشرط أساسي لتقديم المساعدات.
ويتطلب تشكيل حكومة جديدة توافقاً سياسياً معقداً في ظل الانقسامات الطائفية والمصالح الحزبية المتشابكة.
تداعيات الحرب الأخيرة مع إسرائيل
وألحقت الحرب الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل أضراراً هائلة بالبنية التحتية في الجنوب، وأثرت على آلاف العائلات اللبنانية، مع تقديرات للخسائر تصل إلى 8.5 مليارات دولار. كما لا تزال القوات الإسرائيلية متواجدة في مناطق حدودية، وسط خروقات متكررة لاتفاق وقف إطلاق النار الهش، مما يزيد من حالة التوتر الأمني.
أزمة اللاجئين السوريين
يستضيف لبنان أكثر من مليون لاجئ سوري، مما يفاقم الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في ظل ضعف الدعم الدولي المخصص للتعامل مع هذه الأزمة.

MENAFN23012025000089011017ID1109124529


إخلاء المسؤولية القانونية:
تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.