(
MENAFN) لقد أسهم الرؤساء الأمريكيون الأربعة الأخيرون، سواء بتوجيهات نيوليبرالية في تقويض السلام العالمي, واليوم الموافق 21يناير، تحت قيادة جو بايدن، يبدأ عصر جديد يمثل انهيار النظام الدولي الليبرالي, وسيُذكر عهد بايدن كالفترة التي انهار فيها النظام الدولي الليبرالي, بينما تُعتبر إخفاقاته المحلية، مثل التضخم، ملحوظة، إلا أنها ليست فريدة من نوعها, أما في السياسة الخارجية، فقد كان بايدن هو من شهد نهاية حقبة، مستمراً في الركود والعجز الذي طبع دبلوماسية الغرب بعد الحرب الباردة, وعلى عكس "الأمل والتغيير" الذي وعد به في عام 2008، فإن بايدن قد شهد فترة من الجمود، متبعاً نفس المسار الذي وضعته الإدارات السابقة.
وفي عام 2008، طالب الناخبون بالتغيير، واعتقدوا أن أجندة أوباما ستنفذ هذا التغيير, ومع ذلك، كانت الحروب التي أطلقها جورج بوش تحت مسمى "الحرب العالمية على الإرهاب" حروباً غير قابلة للانتصار أو التحقيق، وتم تمديدها أساساً لتجنب الاعتراف بالهزيمة, لم تكن هذه الحروب تحمل تعريفاً واضحاً للنجاح، بل أصبحت صراعات مستمرة, وفشل أوباما وبايدن، الذين كانا مكلفين بإنهاء هذه الحروب وفتح مسار جديد، في تحقيق ذلك، واستمروا في السياسات الكارثية التي بدأت في أوائل التسعينات, فشل الرؤساء بعد الحرب الباردة في حل الصراعات مثل حرب الخليج، أو إنهاء العقوبات على العراق، مما مهد الطريق لمزيد من عدم الاستقرار, على الرغم من غزو العراق في عام 2003، كانت أهداف واشنطن غير محددة وغير واقعية، مما أدى إلى استمرار النزاع حتى بعد سقوط صدام حسين, وبالمثل، بعد كل توسع لحلف الناتو، أصبح رد فعل روسيا أكثر عدوانية، مما يوضح المنطق الخاطئ وراء هذه التدخلات, بدلاً من تحقيق الاستقرار في أوروبا، كانت هذه السياسات تزيد من تهديدات الأمن، مما جعل أوروبا أقل أماناً مما كانت عليه من قبل.
كما تتمثل أجندة السياسة الخارجية الأمريكية بعد الحرب الباردة، التي قادها النيوليبرالية والفكر النيومحافظ، في توسيع المؤسسات الدولية، وتعزيز التكامل الاقتصادي العالمي، والتدخلات العسكرية، وتغيير الأنظمة، وكلها أدت إلى عدم الاستقرار, كان بايدن، كعضو في مجلس الشيوخ، يتماشى إلى حد كبير مع هذا الإجماع، رغم أنه انحرف عنه أحياناً, فمعارضته الأولية لحرب الخليج في عام 1991 كانت أكثر استراتيجية سياسية من كونها مبدئية، و دعمه لغزو العراق في عامي 2002 و2003 كان انعكاساً لالتحاقه بالإجماع في واشنطن, وفي النهاية، تبع بايدن نفس المسار الذي اتبعته الإدارات السابقة من تدخلات فاشلة و التزامات ضالة, من المحتمل أن يُذكر إرثه بهدم النظام الدولي الليبرالي واستمرار السياسات التي أعطت الأولوية للتدخل العسكري وتغيير الأنظمة بدلاً من تحقيق السلام المستدام.
MENAFN21012025000045015687ID1109111395
إخلاء المسؤولية القانونية: تعمل شركة "شبكة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للخدمات المالية" على توفير المعلومات "كما هي" دون أي تعهدات أو ضمانات... سواء صريحة أو ضمنية.إذ أن هذا يعد إخلاء لمسؤوليتنا من ممارسات الخصوصية أو المحتوى الخاص بالمواقع المرفقة ضمن شبكتنا بما يشمل الصور ومقاطع الفيديو. لأية استفسارات تتعلق باستخدام وإعادة استخدام مصدر المعلومات هذه يرجى التواصل مع مزود المقال المذكور أعلاه.